يعتبر الدخول المدرسي لكل سنة، مناسبة لتجديد العزم وحشد الطموح بغية قضاء سنة دراسية حافلة بالنجاحات الدراسية، مع تقوية المعارف والمهارات، وفتح آفاق مستقبلية جديدة. وبمناسبة الدخول المدرسي الحالي، نتقدم للآباء والأمهات وأبنائهم من خلال الصفحة الطبية ل «الاتحاد الاشتراكي»، ببعض النصائح الطبية التي نتمنى أن تكون مفيدة للحفاظ على صحتهم. إن الدخول المدرسي هو مقدمة لخطوة مهمة تتمثل في ضرورة مراجعة دفتر التلقيحات وتحيينها عند الطبيب المعالج. ومن الخطوات الواجب اتباعها أيضا الاعتياد على النوم لمدة كافية مع عدم السهر و الاستيقاظ مبكرا، خاصة وأن السهر يكون خطوة اعتيادية خلال فترة العطلة، مع تشجيع الذات على التمتع بالقراءة الذاتية للكتب والمجلات والصحف، التي من خلالها يكون القارئ في مرحلة سفر ذهني، بالإضافة إلى توسيع المدارك والمعارف والآفاق . إن من بين المشاكل التي تؤرق بال الآباء والأمهات، خلال مرحلة الدخول المدرسي، مشكل الأثقال التي يئن الطفل/التلميذ من شدتها نتيجة لما تختزنه الحقيبة المدرسية، لذا وجب الحذر من «آفات» العمود الفقري، واعتماد الحقائب المجرورة، حتى لايقوم الطفل بحمل أثقال تفوق قدرة بنيته الجسدية، والعمل على الوقاية من «الجنف الطبي»، وهو انحناء العمود الفقري، الذي يشكل عبئا صحيا ونفسيا على الطفل، كما يجب تشجيع المسح الطبي المدرسي لتشخيص اعوجاج العمود الفقري مبكرا قبل بداية ظهور النتوء في الظهر. إلى جانب ذلك يجب ألا نهمل أهمية النظام الغذائي المتوازن عند الأطفال، الذي يوفر لهم المواد الأساسية الكفيلة ببناء أجسامهم ونموها، والذي يضم الخضراوات والفواكه والحليب ومشتقاته مع شرب كمية كافية من السوائل والتقليص من المشروبات الغازية، والعمل على تفادي الأكلات السريعة والحفاظ على الوجبات الثلاث الأساسية في اليوم. من جهة أخرى وجب على القائمين على الشأن التربوي، العمل على تحسين مرافق الرياضة المدرسية وجعلها جذابة بالنظر إلى أهمية التمرين الرياضي بالنسبة لصحة الطفل، وتحسين الحجرات المدرسية بتوفير اللوازم الصحية المناسبة للحفاظ على صحة الأطفال، والرفع من نسبة الأنشطة المدرسية الموازية التي تساعد الطفل على بناء شخصية متوازنة خالية من العلل النفسية، مع ضرورة الحرص على تفادي كل أشكال العنف المدرسي، وتربية الأطفال على ثقافة التسامح والسلام والكلمة الطيبة. وفي الأخير نتمني أن نرتقي بالمدرسة العمومية وبالصحة والتعليم عموما ، ومن خلالها الرقي بالمواطنين والمجتمع ككل لتحقيق نهضة ديمقراطية تشمل كل المستويات الصحية والثقافية والاجتماعية.