كان الجمهور البرازيلي «الناري» على الموعد في الايام الاولى من الالعاب الاولمبية المقامة في ريو ، لكن صخب المدرجات لا يعني بانها ممتلئة بتاتا. في اولمبياد لندن 2012، بيعت جميع تذاكر مباريات التنس في «معبد» ويمبلدون الشهير لكن الاحد في العاب ريو 2016 كانت 25% من المدرجات التي تتسع ل10 الاف متفرج فارغة في المباراة التي خسرها الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف اول عالميا امام الارجنتيني خوان مارتن دل بوترو. لكن تشجيع الجمهور كان صاخبا كما لو ان المباراة كانت في مسابقة كأس ديفيس للمنتخبات. ورغم خيبة الخروج من الدور الاول اشاد ديوكوفيتش بالجمهور، قائلا بعد المباراة: «كان الامر وكأني برازيلي!» في اشارة الى التشجيع الذي حظي به من الجمهور المحلي. وابدى اسطورة السباحة الاميركي مايكل فيلبس الاعجاب ذاته بالجمهور البرازيلي بعد نيله ذهبيته الاولمبية التاسعة عشرة بتتويجه مع بلاده بسباق التتابع 4 مرات 100 م، وهو قال بهذا الصدد: «كانت (الاجواء) مجنونة! نسبة الحماس، التشجيع خلال السباق. لا اعلم اذا كنت سمعت امرا مماثلا في السابق!». لكن وفي امسية كبيرة لمنافسات السباحة التي شهدت سقوط ثلاثة ارقام قياسية، لم تكن المدرجات ممتلئة ايضا بل وصلت النسبة بين 80 و90% بحسب مراسل وكالة فرانس برس. لكن السباحين، كما الحال بالنسبة للاعبي كرة المضرب، لم يتذمروا لانه في بلد تعتبر فيها كرة القدم «ملكة» يصعب على اي رياضة اخرى ان ترتقي بالشعبية الى مستوى «لعبة الفقراء» وكيف الحال اذا كانت هذه الرياضات جديدة وغير معروفة كثيرا بالنسبة للجمهور المحلي. ففي منافسات القوس والنشاب التي اقيمت في «سامبودروم» حيث تستعرض مدارس السامبا مواهبها خلال كرنفال ريو الشهير، اقيمت مسابقة منتخبات الرجال امام مدرجات شبه خالية ولم تصل نسبة الجمهور ل80 او 90% من قدرة استيعاب المدرجات الا في الدور النهائي للمسابقة. والوضع اسوأ بكثير بالنسبة للركبي التي تعود الى الالعاب الاولمبية للمرة الاولى منذ 1924، لان مباريات منتخبات السيدات من 7 لاعبات اقيمت في ملاعب لم يصل فيها الحضور الجماهيري الى نصف سعة المدرجات، وفي افضل الاحوال كانت نصف ممتلئة. وفي الفروسية، هذه الرياضة التي تمارسها النخب المجتمعية في البرازيل ولا مكان فيها للفقراء، فشتان بين العاب لندن 2012 وريو 2016 لان مسابقات هذه الرياضة اقيمت قبل 4 اعوام امام حشد جماهيري كبير، في حين ان مدرجات «ديودورو» كانت شبه مهجورة. وحتى في رياضة شعبية جدا في البرازيل مثل الكرة الطائرة حيث يبدو المنتخب الوطني مرشحا بقوة للذهب، فالحضور الجماهيري لم يصل الى 75% من سعة المدرجات خلال المباراة الاولى لمنتخب الرجال. والامر ذاته ينطبق على لعبة كرة السلة حتى وان كان «منتخب الاحلام» الاميركي في ارضية الملعب.