أعلنت الجامعة اللندنية العريقة «London school of Economics» يوم الثلاثاء 1 مارس الماضي، أن مبلغ 300 ألف جنيه استرليني (3.54.000 أورو) التي تلقتها من سيف الاسلام القذافي كمساعدات، ستعيد توزيعها كمنح دراسية لفائدة طلبة من شمال افريقيا، بل وأعلنت استعدادها لإعادة نصف هذا المبلغ الذي تم صرفه، والذي كان مخصصاً لتمويل برنامج حول شمال افريقيا. أما مبلغ 1,2 مليون جنيه التي وعد نجل القدافي بدفعها ولم تتوصل به حتى الآن، فإن الجامعة أعلنت أنها لن تقبله . ومنذ أن خرج نجل القذافي (الطالب السابق في الجامعة) أمام العالم للدفاع عن نظام والده، ووعد المنتفضين ضده »بحمام دم،« تحولت هذه الهبة »السخية« الى موضوع محرج، خاصة وأنه وعد بها سنة 2009 أي بعد أشهر من حصول الطالب سيف الاسلام القذافي على دكتوراه في الفلسفة، تحت عنوان «»الحكامة في المنظمات الدولية»« من هذه الجامعة العريقة. نقابة طلبة المدرسة تقول، إن »الطلبة « غاضبون من استعمال إدارة المدرسة للدبلومات للحصول على موارد مالية««. الأدهى من ذلك، أنه وقتها راجت شائعات تفيد بأن نجل القذافي استغل خدمات شخص آخر بدله لإنجاز أطروحة الدكتوراه التي تقع في 429 صفحة، والتي يعتقد أن جزءاً كبيراً منها مسروق من أعمال جامعية أخرى. ويوم الاثنين الماضي، أعلنت إدارة المدرسة أنها ستحقق في هذه الشائعات. كما أن دار النشر اللندنية أوكسفورد أعلنت وقف طبع الأطروحة. وكان لابد من قيام طلبة المدرسة باحتلال مكتب المدير هوارد دفيس قبل أيام، ليتخلى هذا الأخير عن الموارد الليبية، ويتعهد بفتح تحقيق في تقييم رسالة الدكتوراه. السيد هوارد الذي قام سنة 2007 بمهام استشارية لفائدة الصندوق السيادي الليبي، يؤكد اليوم أنه لو طلب منه الأمر الآن، لرفض العرض، لكن وقتها كما يقول، تلقى تشجيعاً من وزارة الخارجية البريطانية لمساعدة القذافي على حسن استثمار عائدات النفط الليبية. هوارد، المحافظ السابق لبنك انجلترا ورئيس سلطة الخدمات المالية، والذي تلقى مقابل خدماته، مساعدات لفائدة طلبة المدرسة، ليس الوحيد من بين كبار الشخصيات البريطانية الذين أغراها سيف الاسلام القذافي وملايينه. فقد كان من ضمن شبكة نجل القذافي، اللورد مانديلسون أو طوني بلير أو رجل الأعمال والمال ناتانييل روتشيلد الذين خدعهم واستطاع إقناعهم »بقناعاته الديمقراطية«.