لم يقدم المنتخب الوطني المغربي ما كان منتظرا منه في مبارتيه أمام أنغولا والرأس الأخضر في نهائيات كأس الأمم الإفريقية. ووضع نفسه في موقف حرج من جديد، بعدما دخل السباق القاري كواحد من الفرق المرشحة على الأقل للمرور إلى دور الربع. لقد كانت صورة العناصر الوطنية باهتة، حيث غابت عنها روح الفريق، التي ظل الطاوسي يتغنى بها منذ تعيينه كناخب وطني، إذ كان يؤكد في كل خرجاته الإعلامية أنه اختار لاعبين يمتلكون روح الفريق، وأنه وضع مقاييس تقوم على الجاهزية والتنافسية لاختيار لاعبي المنتخب الوطني، وأنه لم يستدع العميد الحسين خرجة بسبب عدم استجابته للمواصفات التي حددها. غير أن واقع الحال أثبت أن الفريق الوطني لا يتكلم لغة واحدة، وأن روح الفريق غير موجودة، حيث كان الأداء نشازا، وكانت الفردية سمة طاغية على أداء أغلب اللاعبين، كما بدا المدرب رشيد الطاوسي بدون حيلة، وأن حلوله التقنية والتاكتيكية معدومة، وهو ما عكسه مدرب أنغولا عندما قال إن تاكتيك الطاوسي كان مكشوفا. وتفيد الأخبار الواردة من معسكر المنتخب الوطني من جنوب إفريقيا أن الوضع مهدد بالانفجار في أية لحظة، لأن المنتخب الوطني يعيش تصدعا كبيرا، وهو ما بدا في المؤتمر الصحافي، الذي أعقب التعادل أمام الرأس الأخضر، حيث أكد العميد نادر المياغري أن« لاوجود لأي خطة، وأن اللاعب القادر على الدفاع بشكل مسميت على المنتخب الوطني، هو الذي سيدخل»، قبل أن يتم «إجباره» على التراجع عن تصريحه في شريط فيديو نشر على موقع الجامعة، فضلا عن حالة الغضب التي تسود بعض اللاعبين المحترفين، ولاسيما أولئك المزدادين بهولندا. فقد أكدت مصادرنا أن كلا من الحمداوي والسعيدي وأمرابط مستاؤون من تصريحات الطاوسي، الذي وصف بعض لاعبيه ب«التخاذل»، قبل أن يتراجع هو الآخر على أمواج إحدى الإذاعات الخاصة، ويعلن أنه لم يقصد من كلمة «ماشي رجال» المعنى القدحي، وإنما هي كلمة قالها تحت تأثير الانفعال، وأن الأجواء بمعسكر المنتخب الوطني جيدة، مشيرا إلى أن هذا التصريح لا ينفي طابع الأخوة بينه وبين اللاعبين. الأكيد، أن المنتخب الوطني بات في حاجة إلى الفوز أمام البلد المنظم، غير أن الحاجة الملحة الآن والتي يتعين على الطاوسي، الذي لم يقدم ما وعدنا به، وأنه «بياع كلام» على حد تعيبر الأشقاء المصريين، هي رأب الصدع وإعادة اللحمة للمجموعة المغربية، التي بات يتهددها الإقصاء من الدور الأول، لأن أي نتيجة غير الانتصار سيعيدها بالتأكيد إلى الرباط على وجه السرعة. ما الفرق بين الطاوسي وغيريتس؟، هو سؤال يطرحه معظم الجمهور المغربي، والذي يحمل جوابا واحدا هو لاشيء، لأن الحصيلة هي ... هي (التواضع والإخفاق). غير أن واقع الحال يؤكد أن الخلل ليس في اللاعبين أو المدرب، وإنما هو في القائمين على الشأن الرياضي بالمغرب، لأننا مازلنا نعيش نفس الوضع ونكرر نفس الأخطاء، ونحصد نفس النتائج. فرئيس الجامعة فضل عدم الانتقال إلى جنوب إفريقيا، واكتفى ببعث بعض أعضاء مكتبه الجامعي، مع بعض المكالمات الهاتفية للمدرب الطاوسي، فيما رحل وزير الشباب والرياضة على نفقة الجامعة، دون أن تكون له أجندة محددة، حيث تابع مبارتي أنغولا والرأس الأخضر قبل أن يعود يوم الخميس إلى المغرب، «هربا من معاينة نتيجة الإقصاء». أوزين خلال مقامه بجنوب إفريقيا اكتفى بترويج صورتين على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، قبل مباراة الرأس الأخضر، يوثقان لمباراة في لعبة البلياردو مع اللاعب يونس بلهندة، الذي كان للإشارة من «أسوأ لاعبي المغرب» أمام الرأس الأخضر. ووقد حاولنا ربط اتصالنا بالسيد وزير الشباب والرياضة صباح أمس الجمعة عدة مرات، وبعثنا له برسالة نصية نطلب فيها تصريحا حول ما يعيشه المنتخب الوطني إفريقيا، والعديد من الأمور المرتبطة بهذه المشاركة، لكنه مع الأسف أغلق هاتفه النقال، بعدما كان يرن في المرات السابقة دون جواب. لا أجد من كلمة يمكن أن تعبر عن إحباط الجمهور المغربي من تكرار نفس الأخطاء ونفس الإحباط، سوى كلمة ذلك المواطن التونسي، عشية ثورة الياسمين ( لقد هرمنا).