أعرب الفنان اياد الطائي أن تجسيده شخصية (الشيخ راضي) في مسلسل (حفيظ)، كان متعبا للغاية، لاسباب عديدة منها شخصية الشيخ (البركان الهادئ)، فضلا عن حرارة الجو الصيفي وصعوبة اللهجة الجنوبية. إلا انه استطاع أن يعطي للشخصية الكثير، مؤكدًا ل«إيلاف» أن هذا العمل هو الوحيد الذي اشتغله هذا العام بسبب قلة الاعمال، بعد أن توقفت القنوات الفضائية العراقية عن انتاج الاعمال الدرامية بسبب توقف الدعم الاميركي الذي كان يقدم لها من اجل الانتاج الدرامي. واشار الطائي إلى أن احتجاجات الطائفة المندائية على المسلسل غير صحيحة، وأن العمل لم يسئ اليها مطلقًا بقدر ما أوضح علاقات اجتماعية عادية قائمة في مكان وزمان محددين. { ما كان لديك على شاشة رمضان؟ ظهرت في مسلسلين، هما علي الوردي وحفيظ. قدمت في الاول شخصية علي الوردي في آخر خمس حلقات، يعني المرحلة الاخيرة من حياته، ثم مر العمل بمشاكل كثيرة، وكان من المفروض أن يعرض السنة الماضية، لكنه تأجل إلى هذه السنة بسبب الظروف. وقد واجهت صعوبة في تجسيد الشخصية، لانك إن اخذت شخصية مقروءة ومعروفة وما زالت حاضرة عند الناس، وهناك عدد من اصدقائه ما زالوا على قيد الحياة، قد تخشى من مفردة كان يقولها ولم تقلها. والبعض يتصور أن التمثيل لا بد أن يأتي نسخة مطابقة للشخصية الممثلة، وهذا لا يمكن. لا بد للممثل أن يضفي عليها بعض الاشياء وبعض اللمسات. وانا حين قرأت بعض المصادر عنه لم تخبرنا كيف كان يتحرك، ولا كيف يتصرف في حياته. فتبقى كل المعلومات لديك ناقصة، الا اداءك للشخصية. وبما انني لم اشاهد الرجل عيانا فقد اجتهدت في ادائي. { ما اعجبك في شخصية علي الوردي؟ هدوؤه وفهمه للمجتمع العراقي فهما آخر. فعندما يتعرض لمشكلة يحلها بطريقته وليس بالطريقة العراقية المعهودة التي هي سريعة جدًا واحيانا تأتي من دون تفكير. اعجبني ايضا عمقه في تناول الاشياء، وبصراحة اعجبتني فيه اشياء كثيرة، فهو العلامة علي الوردي، وانا معجب به قبل أن أمثل شخصيته. وكانت المساحة الموكلة إلي قليلة، فعطائي كان في الحلقات الخمس الاخيرة، واحسست أن ما عندي اعطيته حقيقة، وبقي تقييم الجمهور والنقاد. { وماذا عن حفيظ؟ مسلسل حفيظ كتبه سعد هدابي واخرجه سامي جنادي، وكانت فيه مشاركة عربية لطيفة، وهو من الاعمال التي من المهم أن تأخذ حيزًا جيدًا، حالها حال الاعمال العربية. شخصيتي فيه كانت الشيخ راضي، شيخ عشيرة، هو ترميز لحفيظ الذي هو يشان، او مكان اثري فيه اثار سومرية وكنوز. هذا الشيخ قام بتنصيب نفسه كوكيل على هذا المكان وبمثابة المشرف عليه، ومن خلال الاحداث يكتشف المشاهد أن حفيظ هو الشيخ راضي لأنه الذي يقوم بكل الاعمال التي تحدث هناك مثل اختفاء منقبين اثاريين، كما تحدث اختفاءات في القرية ولا احد يعرف سببها، فهو يتحكم بأمور كثيرة. والشيخ راضي يمثل نوعًا من الدكتاتورية المصغرة على تلك القرية، بمعنى انه رمز من رموز الدكتاتورية وعنده اساليبه المختلفة في التعاطي مع القرية. { قدمت عملين فقط، هل يرضي ذلك طموحك؟ الصحيح عمل واحد، كما قلت لك إن مسلسل علي الوردي كان جاهزا منذ السنة الماضية، ولم تكتمل بعض المشاهد لوجود مشاكل. لكن هذا الموسم لدي عمل واحد فقط هو حفيظ. والطموح ليس أن أؤدي شخصية صغيرة لمجرد أن تمثل، باعتبار انك قد وصلت إلى مكانة معينة، فلا بد أن تنال حقك وتنال شخصيتك وتأخذ اجرك، وهذا من حقك. فالمطروح لدينا قليل. { شارك في حفيظ نجوم عرب، كيف دعموا العمل؟ عندما تختار فنانا عربيا ونجما معروفا فبالتأكيد عندك هدف آخر وهو التسويق. وانا اعتقد أن وجود ايمن زيدان ومرح جبر ونادين قدور وسامح الصريطي قدم اضافة واعطى رسالة امنية للعالم بأنه من الممكن العمل في العراق. من الممكن أن تكون لدينا حركة فنية على المستوى العربي والعالمي. فسامح الصريطي كان يمثل شخصية اجنبية، فيما كان ايمن زيدان يجسد شخصية زميل سامح في الجامعة في لندن، وجاء إلى العراق ليبحث عن اسرار هناك. اما مرح جبر فكانت تمثل شخصية زوجة الصريطي، ونادين قدور مساعدة ايمن زيدان. ومشاركتهم كانت لفتة انتاجية لتغيير الخارطة. وهناك هدف نحو تسويق العمل لعدم وجود نجم لدينا من الممكن أن نسوقه إلى الخليج مثلا، لذا تم استخدام وجوه عربية. { كيف وجدت الدراما العراقية خلال رمضان الماضي؟ فيها الجيد وفيها المتوسط وفيها الرديء. هناك تنوع ما بين الكوميدي والسيرة الذاتية، والمستوى نوعًا ما جيد. لكن قناة العراقية هذا الموسم كانت سيدة الشاشات باعتبارها حصلت على اعلى نسبة مشاهدة، لأن القنوات الاخرى توقف عنها التمويل الاميركي فابتعدت عن الانتاج الدرامي. كانت كل قناة تأخذ خمسة ملايين دولار لكي تنتج اعمالًا درامية، لذلك قدمت كل قناة خلال هذا الموسم عملا قديما من الموسم الماضي. فنحن لا نعمل إن لم نتقدم حتى ولو نصف خطوة، وهناك خطى واضحة ولكن هناك اعمال يجب أن نؤشر عليها بأنها ليست بالمستوى اللائق لا تأليفًا ولا اخراجًا ولا تمثيلًا، ولا استطيع أن اسميها احتراما لزملاء عملوا فيها.