الشرطة تحبط محاولة تهريب طنين من الشيرا بالعرائش وتفكك شبكة إجرامية متورطة في التهريب الدولي عبر البحر    مكناس تبدأ في بناء محطة قطار حديثة بتكلفة 177 مليون درهم    الطيران الباكستاني يؤكد تفوقه ويسقط مقاتلات هندية متقدمة داخل مجالها الجوي    ارتفاع أسهم شركة "تشنغدو" الصينية بعد تفوق مقاتلاتها في اشتباك جوي بين باكستان والهند    منتدى التعاون الصيني الإفريقي: كيف أرسى أسس شراكة استراتيجية؟    الأمن يحبط تهريب طنين من "الشيرا"    مولاي الحسن.. 22 سنة من الأمل والاستمرارية    تفكيك شبكة دولية للمخدرات بين العرائش وتطوان    اجتماع مغربي إسباني في قادس لتعزيز التنسيق لرؤية مشتركة لحسن تدبير عبور الجالية    حكيمي يقود سان جيرمان لتجديد الفوز على أرسنال وبلوغ نهائي الأبطال    أشرف حكيمي يقود سان جرمان للنهائي ويتوج بأفضل لاعب في مواجهته ارسنال    اتفاقية رقمنة تصدير منتجات الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بالمغرب    بلقشور يكشف عن موعد إجراء مباراتي السد ويؤكد تواجد تقنية "الڤار"    التجسس على "واتساب": القضاء الأمريكي يغرم "إنزو" الإسرائيلية بمبلغ 168 مليون دولار لصالح "ميتا"    عبد اللطيف حموشي في زيارة عمل إلى فيينا ويلتقي مسؤولي أجهزة استخبارات من قطر وتركيا والسعودية والإمارات وباكستان    غزة تُباد.. استشهاد 102 فلسطينيا في سلسلة مجازر إسرائيلية وإصابة 193 خلال 24 ساعة    وهبي: "أشبال الأطلس" مستعدون لمواجهة أي منتخب في الدور القادم    متابعة ناشطين من حراك فجيج بينهما "موفو" في حالة اعتقال وأولى جلسات محاكمتهما يوم الخميس    استهلك المخدرات داخل سيارتك ولن تُعاقبك الشرطة.. قرار رسمي يشعل الجدل في إسبانيا    رئيس جامعة عبد المالك السعدي يوقع اتفاقيتين مع جامعتين مجريتين لتعزيز الشراكات الدولية    باكو.. الأميرة للا حسناء تزور المؤسسة التعليمية "المجمع التربوي 132–134"    تصعيد خطير في جنوب آسيا: سلاح الجو الهندي يتكبد خسائر بمئات الملايين بعد هجوم باكستاني دقيق    لمواجهة الكوارث.. الملك يعطي انطلاقة إحداث منصة للمخزون والاحتياطات الأولية    المصطفى الرميد: لا تعارض بين الانحياز لقضايا المغرب ونصرة غزة    الأخضر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    رئيس الحكومة الإسبانية يثني على مساهمة المغرب في تجاوز أزمة انقطاع التيار الكهربائي    مجلس أوربا: قانون العقوبات البديلة "منعطف تاريخي" في المنظومة القضائية المغربية    العصبة تكشف برنامج الجولة الأخيرة من البطولة الاحترافية    الجزائر تواصل مطاردة المثقفين.. فرنسا تتلقى مذكرتي توقيف دوليتين ضد كمال داود    صحيفة أجنبية: المغرب يعد الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ملاحظة نقدية من طرف ألفونس ويلهانز حول جان بول سارتر والعقل الجدلي    ذاكرة النص الأول بعيون متجددة    أبو الأسود الدؤلي    توقيف مواطنين فرنسيين من أصول مغربية يشتبه تورطهما في قضية تتعلق بالسكر العلني وارتكاب حادثة سير بدنية مع جنحة الفرار    دراسة علمية تكشف قدرة التين المغربي على الوقاية من السرطان وأمراض القلب    ديزي دروس يكتسح "الطوندونس" المغربي بآخر أعماله الفنية    من إنتاج شركة "Monafrique": المخرجة فاطمة بوبكدي تحصد جائزة وطنية عن مسلسل "إيليس ن ووشن"    إسبانيا تمول محطة تحلية عملاقة بالمغرب ب340 مليون يورو    الخطوط الملكية المغربية و"المبنى رقم 1 الجديد" في مطار JFK بنيويورك يبرمان شراكة استراتيجية لتعزيز تجربة المسافرين    لأول مرة في مليلية.. فيلم ناطق بالريفية يُعرض في مهرجان سينمائي رسمي    من هي النقابة التي اتهمها وزير العدل بالكذب وقرر عدم استقبالها؟    بركة: نعيش سنة الحسم النهائي للوحدة الترابية للمملكة    من المليار إلى المليون .. لمجرد يتراجع    الزمالك المصري يقيل المدرب بيسيرو    "التقدم والاشتراكية": الحكومة فشلت على كافة المستويات.. وخطابها "مستفز" ومخالف للواقع    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    "كوكا كولا" تغيّر ملصقات عبواتها بعد اتهامها بتضليل المستهلكين    فليك يتهم الحكم بإقصاء برشلونة ويُخاطب لاعبيه قبل الكلاسيكو    دافيد فراتيزي: اقتربت من فقدان الوعي بعد هدفي في شباك برشلونة    المغرب يستقبل 5.7 ملايين سائح خلال 4 أشهر    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    تحذير من تناول الحليب الخام .. بكتيريات خطيرة تهدد الصحة!    استقبال أعضاء البعثة الصحية لموسم الحج    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منى المري، المديرة العامة للمكتب الإعلامي لحكومة دبي: تحديات الصحافة العربية تستدعي حوارا واعيا حول الموقف الراهن

شددت منى المري، المديرة العامة للمكتب الإعلامي في حكومة دبي رئيسة اللجنة العليا المنظمة لمنتدى الإعلام العربي الذي نطلق أمس، على أن المنتدى يسعى لتهيئة المناخ الملائم لحوار عربي متوازن بنَّاء، يسمح للجميع بطرح تحليلهم ورؤاهم لواقع الإعلام وتقييمهم للفرص والمشكلات التي تواجهه، وما يرونه ضروريا أو واجبا لتجاوز تلك التحديات.
وقالت المري، في حوار مع »الشرق الأوسط« قبيل انطلاق الدورة الثالثة عشرة من منتدى الإعلام العربي، إن موضوعات المنتدى ستتناول باقة من الموضوعات المهمة التي ترسم في مجملها أبرز ملامح المشهد الإعلامي العربي، وذلك من خلال مناقشة «الظواهر الجديدة» التي أفرزتها الأوضاع العربية الحالية، وربما كان منها ما هو غير مألوف أو اعتيادي، للوقوف على أسباب تلك الظواهر وإلى أي حد سيكتب لها الاستمرار، وإلى أي مدى سيكون تأثيرها، كما كشفت عن الكثير من الملفات التي تعكس واقع الإعلام العربي من خلال الحوار التالي:
يركز منتدى الإعلام العربي خلال الدورة الحالية على استشراف الملامح الأساسية لمستقبل العمل الإعلامي في المنطقة، ومدى مواكبته للتطور الحاصل في الصناعة على المستوى العالمي، فكيف يمكن قياس تلك المواكبة في ظل المتغيرات السريعة التي تشهدها صناعة الإعلام؟
قد لا يختلف اثنان على أن التغيرات التي تشهدها الصناعة بلغت من السرعة مبلغها، خاصة مع التطور التكنولوجي الهائل الذي تبعه تغيير مماثل في القواعد والإجراءات التقليدية، التي استبدلها العصر بنسق مغاير من المعايير باتت المؤسسات الإعلامية تتسابق في وضعها موضع التطبيق وفق ما توافر لكل منها من إمكانات وما أتيح أمامها من مجالات الاجتهاد، وبالطبع ما يتماشى مع نهجها الأساسي في العمل. وأتفق معك في أن عملية القياس صعبة، إلا أنها غير مستحيلة، والواجب علينا، نحن أهل الصناعة، أن نبذل من الجهد ما يمكننا من إخضاع المتغيرات المحيطة لتحليل يوضح انعكاساتها المباشرة وغير المباشرة على المشهد الإعلامي، ومتابعة ما ينجم عن ذلك من تحول في الإعلام شكلا ومضمونا، في حين يظل الجمهور المتلقي هو الفيصل الأول والأهم في عملية التقييم، فهو الحكم الرئيس والمرجعية الأساسية في هذا الصدد؛ ومما لا شك فيه أن سرعة التغيير باتت تفرض أعباء حقيقية على الكثير من المؤسسات لكون مواكبتها الضمانة الأساسية للبقاء وتذكرة عبور للمستقبل.
ما الأهداف الأساسية التي يسعى منتدى الإعلام العربي لتحقيقها؟
ولدت فكرة المنتدى على خلفية رغبة حقيقية في توفير مساحة رحبة لحوار مهني موضوعي متوازن يشارك فيه جميع الأطراف المعنية بالعملية الإعلامية، ليس فقط من داخل القطاع ولكن أيضا من القطاعات الأخرى ذات الصلة، لا سيما الأكاديمي منها والبحثي، علاوة على القطاع الاقتصادي الذي يظل وثيق الصلة بالإعلام في شقه المعني بالاستثمار فيه كصناعة ذات مردود استثماري، للاجتماع وتجديد الحوار حول واقع ومستجدات الإعلام، وما يشغل بال الإعلاميين من هموم المهنة، والمعوقات التي قد تعترض طريقهم؛ وذلك التزاما من المنتدى برسالته التي انطلق بها منذ ما يقرب من عقد ونصف العقد من الزمان، بغية التوصل إلى أفضل الصيغ التي تضمن إيجاد الأطر المثلى التي تعين الإعلام على القيام بوظيفته وأداء رسالته على الوجه الأكمل بوصفه شريكا في بناء المجتمع وتعينه على التطور المستمر ليكون أهلا لهذه الرسالة وقادرا على تنفيذ استحقاقاتها، لذا نحرص على أن يكون اللقاء كل عام وثيق الارتباط بالأوضاع الإعلامية على الأرض، يفتش في الفرص لمزيد من التطوير والتحسين، ويعرض للمشكلات والمآزق بأسلوب موضوعي ومهني محايد هادئ ومتزن يبتعد عن المغالاة، بغية إيجاد الحلول الملائمة، في حين يبقى الهدف الأسمى في النهاية «إعلاما عربيا متطورا شكلا وموضوعا»، ومناخا إعلاميا محفزا على الإبداع، ورسالة نافعة تخرج على الناس بما يفيدهم، ليصبح الإعلام بذلك عنصرا فاعلا في تحقيق التنمية العربية وضمن كل مساراتها الثقافية والفكرية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية، وربما يزيد من أهمية المنتدى في هذه الفترة، تلك الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها مناطق عدة من العالم العربي، وأفرزت بدورها مزيدا من التحديات وضعت مصداقية الإعلام، وهي بمثابة الروح من الجسد، على المحك، ما يستدعي حوارا واعيا حول الموقف الإعلامي الراهن بمختلف أبعاده ومسبباته، كي نجد الحلول الناجعة لمعاونة الإعلام العربي على اجتياز أوضاع مؤقتة فرضتها الظروف، وتأصيل دوره في إقرار مقومات التطور في كل ربوع المنطقة، بل نريد لإعلامنا العربي أن يكون في مقدمة الصفوف وأن يقود المجتمع إلى مرحلة جديدة من العمل الجاد لاستعادة المكانة الحضارية العظيمة لأمتنا العربية، في الوقت ذاته يضع المنتدى الشباب في بؤرة اهتمامه كل عام، ويركز على تحقيق أعلى فائدة ممكنة لهم سواء من خلال الموضوعات المطروحة على جدول نقاشاته، أو عبر إشراكهم في الجوانب التنظيمية والإدارية للحدث، خاصة دارسي الإعلام منهم، ومنحهم فرصة الاحتكاك المباشر مع رموز الإعلام للتزود من أفكارهم وخبراتهم ومعارفهم بما ينفعهم في مستقبلهم المهني.
يتطور منتدى الإعلام العربي في كل دورة، فما الشيء الجديد في هذه الدورة؟
التطوير عنصر أساسي وأصيل في استراتيجية المنتدى، وربما قد لا يعلم الكثيرون أن الإعداد للدورة التالية يبدأ عقب أسابيع قليلة من انتهاء الدورة الحالية، وهذا تقليد سنوي نحرص عليه ضمانا لاستيفاء مرحلة الإعداد الوقت اللازم من البحث والدراسة والتعرف على آراء وأفكار الإعلاميين من شتى أنحاء العالم العربي، كي يأتي المضمون مرآة تعكس ما يتطلعون إلى نقاشه في أروقة اللقاء السنوي الذي يجمع بين جنباته أهل الإعلام في المنطقة والعالم، وبالنسبة للدورة الثالثة عشرة، وعلاوة على التطوير على صعيد نوعية الأفكار المطروحة للنقاش ضمن الجلسات وورش العمل على مدار يومين كاملين، فقد حرصت اللجنة التنظيمية على تنفيذ مجموعة من الأفكار الجديدة المواكبة لشعار المنتدى هذا العام، وروعي في تلك الأفكار مفهوم «المستقبل» بما يحمله من دلالات الحداثة والابتعاد عن القوالب التقليدية، ومنها معرض «غرفة أخبار المستقبل» الذي يأخذ الزائر في رحلة بصرية لما ستكون عليه غرف الأخبار في الغد القريب وما ستشمله من تقنيات وآليات حديثة ومتطورة للعمل الإخباري، علاوة على »حديقة التواصل الاجتماعي« التي تمنح بعدا جديدا يساهم في توسيع دائرة الحوار بين الضيوف والمشاركين خارج إطار الجلسات، في حين سيستضيف المنتدى توقيع كتب لثلاثة من كبار الكتَّاب العرب، لتتضافر الفعاليات في خلق مناخ إبداعي متميز، يزيد المناسبة ثراء.
كيف يمكن أن يسهم منتدى الإعلام العربي في دعم القطاع لمواجهة التحديات التي تواجهها الصناعة خلال الفترة الحالية؟
لا شك في أن التشخيص السليم هو منتصف الطريق إلى العلاج الناجح، والحوار المتوازن والموضوعي هو أول السبل في تشخيص التحديات واكتشاف أبعادها والوقوف على أسبابها، ومن ثم تقديم الاقتراحات بشأن الحلول اللازمة لإزالة أسباب تلك التحديات، وهذا بالتحديد صلب الرسالة التي يسعى المنتدى لتحقيقها؛ فرغم صعوبة التحديات الحالية، فإن إتاحة المجال للقائمين على الإعلام في عالمنا العربي، وكبار الكتاب والخبراء والمتخصصين، للقاء وتبادل الأفكار والتباحث في واقع الإعلام والمشكلات التي تثقل كاهله، تفتح الطريق نحو إرساء أسس النهضة الإعلامية المنشودة لإعلامنا العربي، وهذا ما يحاول المنتدى الإسهام به عبر تهيئة المناخ الملائم لحوار متوازن بناء يسمح للجميع بطرح تحليلهم ورؤاهم لواقع الإعلام وتقييمهم للفرص والمشكلات التي تواجهه، وما يرونه ضروريا أو واجبا لتجاوز تلك التحديات، كما أن المنتدى يضم كل القطاعات المعنية بالإعلام، بما في ذلك القطاعات الأكاديمية والتربوية، والحقوقية والاقتصادية أيضا، فالإعلام صناعة ضخمة ومتشعبة، والتحديات قد تتلون وتتبدل لتطال الكثير من الجوانب المرتبطة بهذه القطاعات في متن صناعة الإعلام ذاتها، حيث نحاول دائما أن يكون الحوار جامعا يغطي قدر المستطاع كل الأوجه ذات الصلة، وبذلك نرجو أن يكون المنتدى سببا في وضع الأقدام على بداية طريق جديد نحو مزيد من التطوير والتحسين والإجادة.
ما أهم المحاور التي ستطرح في هذه الدورة من منتدى الإعلام العربي؟
سيتناول المنتدى باقة من الموضوعات المهمة التي ترسم في مجملها أبرز ملامح المشهد الإعلامي العربي، وذلك من خلال مناقشة «الظواهر الجديدة» التي أفرزتها الأوضاع العربية الحالية، وربما كان منها ما هو غير مألوف أو اعتيادي، للوقوف على أسباب تلك الظواهر وإلى أي حد سيكتب لها الاستمرار وإلى أي مدى سيكون تأثيرها، في حين سيتطرق المنتدى أيضا إلى مناقشة تداعيات ما يسمى «الربيع العربي» التي لا تزال تهيمن على المشهد الإعلامي وتعد من أبرز المؤثرات فيه خلال السنوات الثلاث الماضية، كما سيشمل النقاش ظاهرة «الحروب الافتراضية» في باحات الفضاء الإلكتروني، والدور الذي ربما اقترن بالإعلام أحيانا في هذا الصدد، ومدى تأثر البنية التقنية للمؤسسات الإعلامية بهذه الحرب، في الوقت الذي سيتعرض فيه المنتدى أيضا لقضية التكنولوجيا من منظور آخر، وهو أسلوب تسخيرها لخدمة أهداف التطوير الإعلامي وتحقيق التميز، إلا أن من أهم المحاور التي سيعرض لها المنتدى هذا العام موضوع «المصداقية» التي يرى الكثيرون أنها باتت على المحك جراء معاناتها مأزقا حقيقيا نجم عن أزمة الثقة لدى جمهور المتلقين بسبب تبعة ثقيلة من الإخفاقات التي نالت من رصيد بعض الأجهزة الإعلامية، خاصة من اختار منهم أن يغض الطرف عن أخلاقيات المهنة وقيمها النبيلة.
يطرح المنتدى الكثير من الأفكار والمفاهيم، فكيف يمكن تحويل تلك الأفكار والمفاهيم إلى حلول عملية تسهم في رفع كفاءة الإعلام العربي؟
كما ذكرت، فإن الحوار هو دائما الخطوة الأولى في درب لا يصل إلى مبتغاه إلا بخطوات تالية تعتمد في الأساس على مدى التزام المجتمع الإعلامي بتبني ما يجري طرحه خلال هذا الحوار من أفكار ورؤى، ولا شك في أن هناك دائما تباينا في هذا الالتزام وفق تقييم كل مؤسسة لمجموعة من المعطيات التي لا بد أن تكون حاضرة في الذهن عندما نتحدث عن عملية التطوير؛ فالمنتدى ساحة حوارية غير ملزمة بتنفيذ قرارات، ولا يصدر عنها توصيات بالمعنى المفهوم للكلمة، ولكن أغلب ما يمكن أن نصفه ب«التوصيات» يأتي في صلب الحوار خلال الجلسات، حيث تخرج كل مجموعة من المتحدثين، عبر تفاعلهم مع الحضور، بباقة من الأفكار التي تساهم في تفتيح الآفاق أمام مؤسسات الإعلام لوضع خارطة التطوير بما يتماشى مع سياستها ونهجها في العمل والخط الذي تتبعه في تقديم رسالتها، وأود أن أشير هنا إلى الجهد البحثي المشرِّف الذي اضطلع به المنتدى على مدار أكثر من دورة بالتعاون مع جهات مهنية متخصصة، وكانت ثمرته تقرير «نظرة على الإعلام العربي» الذي أصبح يمثل مرجعا علميا موثوقا يقدم صورة مفصلة لواقع الإعلام وتصورا دقيقا يمكن الاعتماد عليه في الاستدلال على الحال الذي سيكون عليه مستقبله في عالمنا العربي، ونرى أن هذا التقرير يمثل نقطة ارتكاز يمكن لخطط التطوير الإعلامي في المنطقة أن تنطلق مستعينة به في ضوء ما يحتويه من قراءة موضوعية لحال الإعلام مدعومة بالحقائق والأرقام.
خلال الدورة الماضية كان هناك تقييم لجلسات المنتدى، فكيف كانت نتائج ذلك التقييم؟ وما مدى انعكاس ذلك التقييم في تطوير الدورة الحالية؟
بحمد الله وتوفيقه جاءت نتائج التقييم إيجابية ومرضية للغاية، حيث أعرب الجميع عن تقديرهم للجهد الواضح المبذول وراء إعداد المنتدى وما تضمنه من محاور وموضوعات اتسمت بالتنوع والشمولية، وهو ما نحرص عليه كل عام، أن تكون محاور النقاش معبرة عن طيف واسع من الموضوعات بما يؤكد ثراء النقاش وتضمنه لأكبر قدر ممكن من المسائل المهمة ذات الصلة، ورغم أن هناك بعض الأمور التي لا ينتبه لها الحضور، فنحن نحرص كل الحرص على التفاصيل لبلوغ أقصى درجات الإجادة الممكنة، وقد أثنى المشاركون في التقييم على حسن التنظيم ودقته، ولا يفوتني أن أذكر بكل الشكر والتقدير فريق العمل الذي يتواصل جهده تقريبا على مدار عام كامل رغبة في تقديم حدث يرقى لمستوى التوقعات المأمولة له من جانب المجتمع الإعلامي العربي الذي نهتم كثيرا بأفكاره واقتراحاته التي تكون دائما حاضرة خلال مرحلة الإعداد للمنتدى. وعوضا عن التقييم الذي تفضلتم بالإشارة إليه، تحرص اللجنة التنظيمية للمنتدى على التواصل مع المجتمع الإعلامي خلال فترة الإعداد وفي مختلف الدول العربية، للتعرف على آرائهم وما يتوقعون أن يجري طرحه من موضوعات للنقاش، فالمنتدى أولا وأخير منهم وإليهم، والجميع شريك في بنائه، ونحن نسعد ونعتز بهذه الشراكة التي لا نألو جهدا في توطيدها وتعميق أسسها، سواء من خلال المنتدى أو في المبادرات الأخرى التي يطلقها »نادي دبي للصحافة«، الجهة المسؤولة عن تنظيم المنتدى، تحقيقا لصالح الإعلام والإعلاميين.
من المعروف أن «جائزة الصحافة العربية» يجري الكشف عن الفائزين بفئاتها المختلفة فور انتهاء جلسات المنتدى.. ما تقييمكم لمسيرة الجائزة وحجم المشاركات فيها ونوعيتها هذا العام؟
الجائزة أصبحت تتمتع بمكانة فريدة في الأوساط الصحافية والإعلامية عموما، سواء داخل المنطقة وخارجها، حيث يتنافس على جوائزها سنويا آلاف الصحافيين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وكذلك الصحافيون العرب المقيمون في الخارج، وتشهد الجائزة ازدهارا مطردا في المشاركات حجما وكيفا عاما تلو الآخر، نظرا للمكانة الأدبية الكبيرة التي أضحت تتمتع بها بوصفها أرقى شكل من أشكال تكريم الإبداع الصحافي في المنطقة العربية، وللسمعة الناصعة التي تمكنت من بنائها على مدار ما يزيد على عقد من الزمان بالتزامها أرقى معايير النزاهة والحياد والشفافية الكاملة في المفاضلة بين المتنافسين، استنادا إلى معايير مهنية وعلمية واضحة ودقيقة، يقوم عليها مجلس إدارة موقر يضم رموز العمل الصحافي في العالم العربي، وكذلك أكثر من محكم، وهم محكمون يتمتعون بأرفع درجات التمكن المهني والكفاءة، ما أكسب الجائزة احترام المجتمع الصحافي وتقديره، وجعلها محط أنظار المنتسبين إليه بوصفها أرقى شكل من أشكال الحفاوة والتقدير يطمح إلى نيله أغلب العاملين في الحقل الصحافي العربي بمختلف فروعه ومساقاته، والجائزة شهدت هذا العام أكبر عدد من المشاركات في تاريخها، حيث تسلمت أمانتها العامة ما يزيد على 4500 عمل، وهو الرقم الأكبر منذ انطلاق »جائزة الصحافة العربية« في عام 1999 . وقد لاحظت الأمانة العامة للجائزة ولجان التحكيم ارتفاعا لافتا في مستوى الموضوعات وأسلوب الطرح والتناول والأدوات المختلفة التي يوظفها الكاتب في العرض والمعالجة، ويمكننا القول إن على مدار أكثر من 13 سنة كان للجائزة إسهامها الواضح في تحفيز عنصر الجودة، وتشجيع التحسين والتطوير المستمر، ليس فقط على مستوى الكتابة، ولكن أيضا في المجالات والفنون الصحافية المختلفة، ومنها الصورة الفوتوغرافية والرسم الكاريكاتيري، وغيرهما من فئات، ونحن نعتز بإسهام الجائزة في تأصيل عنصر الجودة والاهتمام بالمنتج الصحافي على مستوى الكيف وليس الكم، ونؤكد التزامنا بالمضي قدما في هذا المضمار تأصيلا لشراكتنا البناءة مع مجتمع الإعلام العربي من الخليج إلى المحيط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.