فتح 1239 مسجدا من أصل 2217 مسجدا متضررا من زلزال الحوز أمام المصلين    وفد قطري رفيع يزور مشروع المحيط السقوي "اسجن" بإقليم وزان    تونس.. الجواهري: المغرب نموذج إيجابي في السياسة النقدية ضمن التعاون العربي المشترك    مؤشرات بورصة الدار البيضاء تغلق على ارتفاع خفيف    المغرب بين الدول الأكثر ابتكارا عالميا وفق مؤشر الابتكار العالمي    تحذير للمديرية العامة لأمن نظم المعلومات بوجود ثغرات في أنظمة إلكترونية    تصفيات مونديال 2026.. جيبوتي يختار ملعب العربي الزاولي بالدار البيضاء لمواجهة مصر    إقصاء ثلاثة عدائين مغاربة من سباق 800 متر لألعاب القوى بطوكيو 2025    قمة الرجاء والجيش تتصدر الجولة الثانية من البطولة الاحترافية    آرسنال يهزم أتلتيكو بلباو ويحقق انطلاقة قوية في دوري أبطال أوروبا    زخات رعدية مصحوبة بهبات رياح مرتقبة اليوم الأربعاء بعدد من مناطق المملكة (نشرة إنذارية)    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ترشيد "الروشيرش"... النيابة العامة توجه دورية لعدم الالتجاء لبرقيات البحث إلا عند الضرورة القصوى        طنجة.. توقيف شخص متورط في ترويج المخدرات وحجز كميات مهمة بحي السانية    "حين سقط القمر" رواية جديدة للكاتب والأديب المغربي محمد بوفتاس    هوليوود تودع أسطورة السينما روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عاما        قهيوة مسائية بطنجة رفقة الفنان فؤاد الزبادي    بعد أكادير والناظور.. دعوات لوزير الصحة لزيارة المستشفى الاقليمي بالحسيمة    تفاوت في أسعار الخضروات والفواكه بسوق الجملة بالدار البيضاء        السيارات الكهربائية: المغرب يحتضن أكبر مصنع للبطاريات        التقدم والاشتراكية: خطابٌ حكومي في وادٍ والواقع المعيشي للناس في وادٍ آخر            المتقاعدون المغاربة يحتجون أمام البرلمان ضد "الإقصاء الممنهج" في اليوم العالمي للمسنين    غرق مركب الصيد "أبو الهناء" بسواحل الداخلة وإنقاذ كامل طاقمه    الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "أكثر من 150 هدفا" في مدينة غزة منذ الثلاثاء    ألمانيا تقلق من فيروس "شيكونغونيا" في إيطاليا        بوبريك: 24 مليون مستفيد من التغطية الصحية و4 ملايين أسرة تحصل على الدعم المباشر    مع تكثيف القصف.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن إقامة "مسار انتقال مؤقت" لخروج سكان مدينة غزة    إيران تعدم شخصا بتهمة التخابر لصالح إسرائيل    القمة ‬العربية ‬الإسلامية ‬تحث ‬المجتمع ‬الدولي ‬على ‬إدانة ‬إسرائيل ‬وردعها    جيش إسرائيل يواصل التقتيل في غزة    إيران تؤكد إعدام "جاسوس لإسرائيل"    اللجنة ‬المشتركة ‬بين ‬وزارة ‬التربية ‬الوطنية ‬والنقابات ‬تواصل ‬الحوار ‬وسط ‬انتظارات ‬الشغيلة ‬التعليمية    خبير: قيادة المقاتلات تمثل أخطر مهنة في العالم    15 ألف عداء مرتقب في سباق 10 كلم بالدار البيضاء    الصين تطلق قمرا اصطناعيا اختباريا لتكنولوجيا الانترنت    إدارة المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة تكذّب إشاعة وفاة سيدة بقسم الولادة    هيئات جمعوية وحقوقية تدافع عن القسم الاقتصادي بعمالة إقليم الجديدة    مدرسة الزنانبة للقرآن والتعليم العتيق بإقليم الجديدة تحتفي بالمولد النبوي بندوة علمية حول الذكاء الاصطناعي والخطاب الديني    ريال مدريد يقلب الطاولة على مارسيليا ويستهل مشواره في دوري الأبطال بفوز مثير    الكان، الشان، ودوري الأبطال: الكاف يرفع الجوائز المالية ويشعل المنافسة القارية    نور فيلالي تطل على جمهورها بأول كليب «يكذب، يهرب»    حفل الإعلان عن الفائزين بجائزة علال الفاسي لسنة 2024    "التغذية المدرسية" تؤرق أولياء أمور التلاميذ    أدب الخيول يتوج فؤاد العروي بجائزة بيغاس        مهرجان "موغا" يكشف برنامج "موغا أوف" بالصويرة    افتتاح الدورة الثانية من مهرجان بغداد السينمائي الدولي بمشاركة مغربية    الملك محمد السادس يدعو لإحياء ذكرى 15 قرناً على ميلاد الرسول بأنشطة علمية وروحية    "المجلس العلمي" يثمن التوجيه الملكي    رسالة ملكية تدعو للتذكير بالسيرة النبوية عبر برامج علمية وتوعوية    الملك محمد السادس يدعو العلماء لإحياء ذكرى مرور 15 قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منى المري، المديرة العامة للمكتب الإعلامي لحكومة دبي: تحديات الصحافة العربية تستدعي حوارا واعيا حول الموقف الراهن

شددت منى المري، المديرة العامة للمكتب الإعلامي في حكومة دبي رئيسة اللجنة العليا المنظمة لمنتدى الإعلام العربي الذي نطلق أمس، على أن المنتدى يسعى لتهيئة المناخ الملائم لحوار عربي متوازن بنَّاء، يسمح للجميع بطرح تحليلهم ورؤاهم لواقع الإعلام وتقييمهم للفرص والمشكلات التي تواجهه، وما يرونه ضروريا أو واجبا لتجاوز تلك التحديات.
وقالت المري، في حوار مع »الشرق الأوسط« قبيل انطلاق الدورة الثالثة عشرة من منتدى الإعلام العربي، إن موضوعات المنتدى ستتناول باقة من الموضوعات المهمة التي ترسم في مجملها أبرز ملامح المشهد الإعلامي العربي، وذلك من خلال مناقشة «الظواهر الجديدة» التي أفرزتها الأوضاع العربية الحالية، وربما كان منها ما هو غير مألوف أو اعتيادي، للوقوف على أسباب تلك الظواهر وإلى أي حد سيكتب لها الاستمرار، وإلى أي مدى سيكون تأثيرها، كما كشفت عن الكثير من الملفات التي تعكس واقع الإعلام العربي من خلال الحوار التالي:
يركز منتدى الإعلام العربي خلال الدورة الحالية على استشراف الملامح الأساسية لمستقبل العمل الإعلامي في المنطقة، ومدى مواكبته للتطور الحاصل في الصناعة على المستوى العالمي، فكيف يمكن قياس تلك المواكبة في ظل المتغيرات السريعة التي تشهدها صناعة الإعلام؟
قد لا يختلف اثنان على أن التغيرات التي تشهدها الصناعة بلغت من السرعة مبلغها، خاصة مع التطور التكنولوجي الهائل الذي تبعه تغيير مماثل في القواعد والإجراءات التقليدية، التي استبدلها العصر بنسق مغاير من المعايير باتت المؤسسات الإعلامية تتسابق في وضعها موضع التطبيق وفق ما توافر لكل منها من إمكانات وما أتيح أمامها من مجالات الاجتهاد، وبالطبع ما يتماشى مع نهجها الأساسي في العمل. وأتفق معك في أن عملية القياس صعبة، إلا أنها غير مستحيلة، والواجب علينا، نحن أهل الصناعة، أن نبذل من الجهد ما يمكننا من إخضاع المتغيرات المحيطة لتحليل يوضح انعكاساتها المباشرة وغير المباشرة على المشهد الإعلامي، ومتابعة ما ينجم عن ذلك من تحول في الإعلام شكلا ومضمونا، في حين يظل الجمهور المتلقي هو الفيصل الأول والأهم في عملية التقييم، فهو الحكم الرئيس والمرجعية الأساسية في هذا الصدد؛ ومما لا شك فيه أن سرعة التغيير باتت تفرض أعباء حقيقية على الكثير من المؤسسات لكون مواكبتها الضمانة الأساسية للبقاء وتذكرة عبور للمستقبل.
ما الأهداف الأساسية التي يسعى منتدى الإعلام العربي لتحقيقها؟
ولدت فكرة المنتدى على خلفية رغبة حقيقية في توفير مساحة رحبة لحوار مهني موضوعي متوازن يشارك فيه جميع الأطراف المعنية بالعملية الإعلامية، ليس فقط من داخل القطاع ولكن أيضا من القطاعات الأخرى ذات الصلة، لا سيما الأكاديمي منها والبحثي، علاوة على القطاع الاقتصادي الذي يظل وثيق الصلة بالإعلام في شقه المعني بالاستثمار فيه كصناعة ذات مردود استثماري، للاجتماع وتجديد الحوار حول واقع ومستجدات الإعلام، وما يشغل بال الإعلاميين من هموم المهنة، والمعوقات التي قد تعترض طريقهم؛ وذلك التزاما من المنتدى برسالته التي انطلق بها منذ ما يقرب من عقد ونصف العقد من الزمان، بغية التوصل إلى أفضل الصيغ التي تضمن إيجاد الأطر المثلى التي تعين الإعلام على القيام بوظيفته وأداء رسالته على الوجه الأكمل بوصفه شريكا في بناء المجتمع وتعينه على التطور المستمر ليكون أهلا لهذه الرسالة وقادرا على تنفيذ استحقاقاتها، لذا نحرص على أن يكون اللقاء كل عام وثيق الارتباط بالأوضاع الإعلامية على الأرض، يفتش في الفرص لمزيد من التطوير والتحسين، ويعرض للمشكلات والمآزق بأسلوب موضوعي ومهني محايد هادئ ومتزن يبتعد عن المغالاة، بغية إيجاد الحلول الملائمة، في حين يبقى الهدف الأسمى في النهاية «إعلاما عربيا متطورا شكلا وموضوعا»، ومناخا إعلاميا محفزا على الإبداع، ورسالة نافعة تخرج على الناس بما يفيدهم، ليصبح الإعلام بذلك عنصرا فاعلا في تحقيق التنمية العربية وضمن كل مساراتها الثقافية والفكرية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية، وربما يزيد من أهمية المنتدى في هذه الفترة، تلك الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها مناطق عدة من العالم العربي، وأفرزت بدورها مزيدا من التحديات وضعت مصداقية الإعلام، وهي بمثابة الروح من الجسد، على المحك، ما يستدعي حوارا واعيا حول الموقف الإعلامي الراهن بمختلف أبعاده ومسبباته، كي نجد الحلول الناجعة لمعاونة الإعلام العربي على اجتياز أوضاع مؤقتة فرضتها الظروف، وتأصيل دوره في إقرار مقومات التطور في كل ربوع المنطقة، بل نريد لإعلامنا العربي أن يكون في مقدمة الصفوف وأن يقود المجتمع إلى مرحلة جديدة من العمل الجاد لاستعادة المكانة الحضارية العظيمة لأمتنا العربية، في الوقت ذاته يضع المنتدى الشباب في بؤرة اهتمامه كل عام، ويركز على تحقيق أعلى فائدة ممكنة لهم سواء من خلال الموضوعات المطروحة على جدول نقاشاته، أو عبر إشراكهم في الجوانب التنظيمية والإدارية للحدث، خاصة دارسي الإعلام منهم، ومنحهم فرصة الاحتكاك المباشر مع رموز الإعلام للتزود من أفكارهم وخبراتهم ومعارفهم بما ينفعهم في مستقبلهم المهني.
يتطور منتدى الإعلام العربي في كل دورة، فما الشيء الجديد في هذه الدورة؟
التطوير عنصر أساسي وأصيل في استراتيجية المنتدى، وربما قد لا يعلم الكثيرون أن الإعداد للدورة التالية يبدأ عقب أسابيع قليلة من انتهاء الدورة الحالية، وهذا تقليد سنوي نحرص عليه ضمانا لاستيفاء مرحلة الإعداد الوقت اللازم من البحث والدراسة والتعرف على آراء وأفكار الإعلاميين من شتى أنحاء العالم العربي، كي يأتي المضمون مرآة تعكس ما يتطلعون إلى نقاشه في أروقة اللقاء السنوي الذي يجمع بين جنباته أهل الإعلام في المنطقة والعالم، وبالنسبة للدورة الثالثة عشرة، وعلاوة على التطوير على صعيد نوعية الأفكار المطروحة للنقاش ضمن الجلسات وورش العمل على مدار يومين كاملين، فقد حرصت اللجنة التنظيمية على تنفيذ مجموعة من الأفكار الجديدة المواكبة لشعار المنتدى هذا العام، وروعي في تلك الأفكار مفهوم «المستقبل» بما يحمله من دلالات الحداثة والابتعاد عن القوالب التقليدية، ومنها معرض «غرفة أخبار المستقبل» الذي يأخذ الزائر في رحلة بصرية لما ستكون عليه غرف الأخبار في الغد القريب وما ستشمله من تقنيات وآليات حديثة ومتطورة للعمل الإخباري، علاوة على »حديقة التواصل الاجتماعي« التي تمنح بعدا جديدا يساهم في توسيع دائرة الحوار بين الضيوف والمشاركين خارج إطار الجلسات، في حين سيستضيف المنتدى توقيع كتب لثلاثة من كبار الكتَّاب العرب، لتتضافر الفعاليات في خلق مناخ إبداعي متميز، يزيد المناسبة ثراء.
كيف يمكن أن يسهم منتدى الإعلام العربي في دعم القطاع لمواجهة التحديات التي تواجهها الصناعة خلال الفترة الحالية؟
لا شك في أن التشخيص السليم هو منتصف الطريق إلى العلاج الناجح، والحوار المتوازن والموضوعي هو أول السبل في تشخيص التحديات واكتشاف أبعادها والوقوف على أسبابها، ومن ثم تقديم الاقتراحات بشأن الحلول اللازمة لإزالة أسباب تلك التحديات، وهذا بالتحديد صلب الرسالة التي يسعى المنتدى لتحقيقها؛ فرغم صعوبة التحديات الحالية، فإن إتاحة المجال للقائمين على الإعلام في عالمنا العربي، وكبار الكتاب والخبراء والمتخصصين، للقاء وتبادل الأفكار والتباحث في واقع الإعلام والمشكلات التي تثقل كاهله، تفتح الطريق نحو إرساء أسس النهضة الإعلامية المنشودة لإعلامنا العربي، وهذا ما يحاول المنتدى الإسهام به عبر تهيئة المناخ الملائم لحوار متوازن بناء يسمح للجميع بطرح تحليلهم ورؤاهم لواقع الإعلام وتقييمهم للفرص والمشكلات التي تواجهه، وما يرونه ضروريا أو واجبا لتجاوز تلك التحديات، كما أن المنتدى يضم كل القطاعات المعنية بالإعلام، بما في ذلك القطاعات الأكاديمية والتربوية، والحقوقية والاقتصادية أيضا، فالإعلام صناعة ضخمة ومتشعبة، والتحديات قد تتلون وتتبدل لتطال الكثير من الجوانب المرتبطة بهذه القطاعات في متن صناعة الإعلام ذاتها، حيث نحاول دائما أن يكون الحوار جامعا يغطي قدر المستطاع كل الأوجه ذات الصلة، وبذلك نرجو أن يكون المنتدى سببا في وضع الأقدام على بداية طريق جديد نحو مزيد من التطوير والتحسين والإجادة.
ما أهم المحاور التي ستطرح في هذه الدورة من منتدى الإعلام العربي؟
سيتناول المنتدى باقة من الموضوعات المهمة التي ترسم في مجملها أبرز ملامح المشهد الإعلامي العربي، وذلك من خلال مناقشة «الظواهر الجديدة» التي أفرزتها الأوضاع العربية الحالية، وربما كان منها ما هو غير مألوف أو اعتيادي، للوقوف على أسباب تلك الظواهر وإلى أي حد سيكتب لها الاستمرار وإلى أي مدى سيكون تأثيرها، في حين سيتطرق المنتدى أيضا إلى مناقشة تداعيات ما يسمى «الربيع العربي» التي لا تزال تهيمن على المشهد الإعلامي وتعد من أبرز المؤثرات فيه خلال السنوات الثلاث الماضية، كما سيشمل النقاش ظاهرة «الحروب الافتراضية» في باحات الفضاء الإلكتروني، والدور الذي ربما اقترن بالإعلام أحيانا في هذا الصدد، ومدى تأثر البنية التقنية للمؤسسات الإعلامية بهذه الحرب، في الوقت الذي سيتعرض فيه المنتدى أيضا لقضية التكنولوجيا من منظور آخر، وهو أسلوب تسخيرها لخدمة أهداف التطوير الإعلامي وتحقيق التميز، إلا أن من أهم المحاور التي سيعرض لها المنتدى هذا العام موضوع «المصداقية» التي يرى الكثيرون أنها باتت على المحك جراء معاناتها مأزقا حقيقيا نجم عن أزمة الثقة لدى جمهور المتلقين بسبب تبعة ثقيلة من الإخفاقات التي نالت من رصيد بعض الأجهزة الإعلامية، خاصة من اختار منهم أن يغض الطرف عن أخلاقيات المهنة وقيمها النبيلة.
يطرح المنتدى الكثير من الأفكار والمفاهيم، فكيف يمكن تحويل تلك الأفكار والمفاهيم إلى حلول عملية تسهم في رفع كفاءة الإعلام العربي؟
كما ذكرت، فإن الحوار هو دائما الخطوة الأولى في درب لا يصل إلى مبتغاه إلا بخطوات تالية تعتمد في الأساس على مدى التزام المجتمع الإعلامي بتبني ما يجري طرحه خلال هذا الحوار من أفكار ورؤى، ولا شك في أن هناك دائما تباينا في هذا الالتزام وفق تقييم كل مؤسسة لمجموعة من المعطيات التي لا بد أن تكون حاضرة في الذهن عندما نتحدث عن عملية التطوير؛ فالمنتدى ساحة حوارية غير ملزمة بتنفيذ قرارات، ولا يصدر عنها توصيات بالمعنى المفهوم للكلمة، ولكن أغلب ما يمكن أن نصفه ب«التوصيات» يأتي في صلب الحوار خلال الجلسات، حيث تخرج كل مجموعة من المتحدثين، عبر تفاعلهم مع الحضور، بباقة من الأفكار التي تساهم في تفتيح الآفاق أمام مؤسسات الإعلام لوضع خارطة التطوير بما يتماشى مع سياستها ونهجها في العمل والخط الذي تتبعه في تقديم رسالتها، وأود أن أشير هنا إلى الجهد البحثي المشرِّف الذي اضطلع به المنتدى على مدار أكثر من دورة بالتعاون مع جهات مهنية متخصصة، وكانت ثمرته تقرير «نظرة على الإعلام العربي» الذي أصبح يمثل مرجعا علميا موثوقا يقدم صورة مفصلة لواقع الإعلام وتصورا دقيقا يمكن الاعتماد عليه في الاستدلال على الحال الذي سيكون عليه مستقبله في عالمنا العربي، ونرى أن هذا التقرير يمثل نقطة ارتكاز يمكن لخطط التطوير الإعلامي في المنطقة أن تنطلق مستعينة به في ضوء ما يحتويه من قراءة موضوعية لحال الإعلام مدعومة بالحقائق والأرقام.
خلال الدورة الماضية كان هناك تقييم لجلسات المنتدى، فكيف كانت نتائج ذلك التقييم؟ وما مدى انعكاس ذلك التقييم في تطوير الدورة الحالية؟
بحمد الله وتوفيقه جاءت نتائج التقييم إيجابية ومرضية للغاية، حيث أعرب الجميع عن تقديرهم للجهد الواضح المبذول وراء إعداد المنتدى وما تضمنه من محاور وموضوعات اتسمت بالتنوع والشمولية، وهو ما نحرص عليه كل عام، أن تكون محاور النقاش معبرة عن طيف واسع من الموضوعات بما يؤكد ثراء النقاش وتضمنه لأكبر قدر ممكن من المسائل المهمة ذات الصلة، ورغم أن هناك بعض الأمور التي لا ينتبه لها الحضور، فنحن نحرص كل الحرص على التفاصيل لبلوغ أقصى درجات الإجادة الممكنة، وقد أثنى المشاركون في التقييم على حسن التنظيم ودقته، ولا يفوتني أن أذكر بكل الشكر والتقدير فريق العمل الذي يتواصل جهده تقريبا على مدار عام كامل رغبة في تقديم حدث يرقى لمستوى التوقعات المأمولة له من جانب المجتمع الإعلامي العربي الذي نهتم كثيرا بأفكاره واقتراحاته التي تكون دائما حاضرة خلال مرحلة الإعداد للمنتدى. وعوضا عن التقييم الذي تفضلتم بالإشارة إليه، تحرص اللجنة التنظيمية للمنتدى على التواصل مع المجتمع الإعلامي خلال فترة الإعداد وفي مختلف الدول العربية، للتعرف على آرائهم وما يتوقعون أن يجري طرحه من موضوعات للنقاش، فالمنتدى أولا وأخير منهم وإليهم، والجميع شريك في بنائه، ونحن نسعد ونعتز بهذه الشراكة التي لا نألو جهدا في توطيدها وتعميق أسسها، سواء من خلال المنتدى أو في المبادرات الأخرى التي يطلقها »نادي دبي للصحافة«، الجهة المسؤولة عن تنظيم المنتدى، تحقيقا لصالح الإعلام والإعلاميين.
من المعروف أن «جائزة الصحافة العربية» يجري الكشف عن الفائزين بفئاتها المختلفة فور انتهاء جلسات المنتدى.. ما تقييمكم لمسيرة الجائزة وحجم المشاركات فيها ونوعيتها هذا العام؟
الجائزة أصبحت تتمتع بمكانة فريدة في الأوساط الصحافية والإعلامية عموما، سواء داخل المنطقة وخارجها، حيث يتنافس على جوائزها سنويا آلاف الصحافيين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وكذلك الصحافيون العرب المقيمون في الخارج، وتشهد الجائزة ازدهارا مطردا في المشاركات حجما وكيفا عاما تلو الآخر، نظرا للمكانة الأدبية الكبيرة التي أضحت تتمتع بها بوصفها أرقى شكل من أشكال تكريم الإبداع الصحافي في المنطقة العربية، وللسمعة الناصعة التي تمكنت من بنائها على مدار ما يزيد على عقد من الزمان بالتزامها أرقى معايير النزاهة والحياد والشفافية الكاملة في المفاضلة بين المتنافسين، استنادا إلى معايير مهنية وعلمية واضحة ودقيقة، يقوم عليها مجلس إدارة موقر يضم رموز العمل الصحافي في العالم العربي، وكذلك أكثر من محكم، وهم محكمون يتمتعون بأرفع درجات التمكن المهني والكفاءة، ما أكسب الجائزة احترام المجتمع الصحافي وتقديره، وجعلها محط أنظار المنتسبين إليه بوصفها أرقى شكل من أشكال الحفاوة والتقدير يطمح إلى نيله أغلب العاملين في الحقل الصحافي العربي بمختلف فروعه ومساقاته، والجائزة شهدت هذا العام أكبر عدد من المشاركات في تاريخها، حيث تسلمت أمانتها العامة ما يزيد على 4500 عمل، وهو الرقم الأكبر منذ انطلاق »جائزة الصحافة العربية« في عام 1999 . وقد لاحظت الأمانة العامة للجائزة ولجان التحكيم ارتفاعا لافتا في مستوى الموضوعات وأسلوب الطرح والتناول والأدوات المختلفة التي يوظفها الكاتب في العرض والمعالجة، ويمكننا القول إن على مدار أكثر من 13 سنة كان للجائزة إسهامها الواضح في تحفيز عنصر الجودة، وتشجيع التحسين والتطوير المستمر، ليس فقط على مستوى الكتابة، ولكن أيضا في المجالات والفنون الصحافية المختلفة، ومنها الصورة الفوتوغرافية والرسم الكاريكاتيري، وغيرهما من فئات، ونحن نعتز بإسهام الجائزة في تأصيل عنصر الجودة والاهتمام بالمنتج الصحافي على مستوى الكيف وليس الكم، ونؤكد التزامنا بالمضي قدما في هذا المضمار تأصيلا لشراكتنا البناءة مع مجتمع الإعلام العربي من الخليج إلى المحيط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.