احتضنت كلية الطب والصيدلة بفاس، على مدى يومين، فعاليات المؤتمر الدولي حول الماء، وتقييم عملية تدوير النفايات، في دورته الثانية بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في مجالات البيئة والطاقة البديلة والمتجددة من المغرب وخارجه، وعلى هامش هذا اللقاء، قال الدكتور فريد زروق رئيس المؤتمر، بأن هذه الدورة الثانية، هي مناسبة أخرى لإبراز الفرص الهامة للاستثمار في هذا المجال، وتحسيس الجامعيين وأصحاب القرار، والفاعلين الاقتصاديين والسياسيين بجهة فاس بولمان بأهمية عملية التدوير بالنسبة لبلد كبلدنا، والذي يمتلك موارد مالية هامة لكنها محدودة، والذي يستورد أكبر حاجياته من الخارج. وخلص إلى أن مجموعة التفكير والبحث في التنمية المستدامة، التي يرأسها، تضم في عضويتها أساتذة أكفاء لهم باع طويل في هذا الباب. وبهذه المناسبة نوه بالعمل الذي يقومون به على مدار السنة . ذلك أن اللجنة التنظيمية بذلت قبل وأثناء وبعد هذا المؤتمر، مجهودات كبيرة لإنجاح كل فقراته، سواء من حيث مضامين المحاضرات أو العمل داخل الورشات أو من حيث التغطية الإعلامية . المحاضرة الافتتاحية، ألقاها الدكتور مولاي أحمد العراقي الوزير السابق في البيئة، حيث تحدث عن عملية تدوير النفايات بين الواقع الطبيعي، ومآلها المستقبلي، حاثا الأجيال الحالية على تصحيح الأخطاء المرتكبة في هذا الباب بالرغم من المجهودات التي بذلت عن طريق الأجيال السابقة. مؤكدا ان هذه العملية تقتضي بذل المجهودات الكبيرة المادية والمعنوية والأكاديمية لتحقيق الأهداف المرجوة. ومن جانبه استعرض الدكتور علال العمراوي النائب الأول لعمدة فاس، تجربة العاصمة العلمية في هذا المجال، متحدثا عن مطرح النفايات المراقب والذي يعتبر الوحيد في المملكة مطرحا مراقبا، والذي يعد مفخرة لهذه المدينة على اعتبار أنه استثمار هام في هذا الباب. كما تطرق إلى ترحيل الصناعات التقليدية الملوثة من عين النقبي إلى منطقة بنجليق، وصناعة النحاسيات والفضيات، وهي عملية نموذجية ، بالإضافة إلى الأفرنة الغازية التي عوضت الأفرنة التقليدية التي كانت تنفث الدخان وكانت تشكل خطرا على الساكنة. وخلص في الأخير، إلى أن الجماعة ، إلى جانب عدد من المتدخلين، ستعمل على إنجاز كل المشاريع الهامة في هذا الباب، واستغلال الطاقة الكهربائية التي ينتجها المطرح حيث تجري اللمسات الأخيرة لاستغلالها في إنارة شوارع فاس لتوفير أموال هامة تصرفها الجماعة في هذا المجال . و تحدت الدكتور كريم علاف من جامعة روشيل/فرنسا عن التدابير الجديدة للتثمين الكامل للمنتوجات الفلاحية والبناتية. هذه الجلسة ترأس أشغالها كل من الدكتور احيا أيت ايشو وعبد اللطيف موكريم. وتدخل بعد ذلك كل من محمد نجم من مصر، وعلي بومرير من شركة صوناصيد، حيث استعرض تجربة هذه الشركة في تفكيك السفن الصناعية، والاستاذ محمد أزمي بن محمد نور من ماليزيا، ولحسن المسعودي. الجلسة الثانية خلال اليوم الثاني، تضمنت تدخلات كل من الأساتذة منير الباري وعبد الطيف موكريم من جامعة ابن زهر من أكادير وعبد الرحيم صولحي من الرباط كما انتظم المشاركون في ورشات علمية متميزة . وخلص المشاركون في آخر هذه الدورة، إلى توصيات هامة تنضاف إلى توصيات الدورة السابقة ، وسيتم تتبعها عن طريق لجنة من المتخصصين في هذا الباب لتحقيق ما يمكن تحقيقه في هذا الإطار.