خرجت إسبانيا، المتوجة باللقب قبل أربع سنوات، من الدور الأول لمونديال 2014، إثر خسارتها الثانية على التوالي وجاءت على يد تشيلي 0 - 2 مساء يوم الأربعاء على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو. وكان "لا فوريا روخا" مني بهزيمة قاسية جدا أمام هولندا 1 - 5 في مستهل مشوار الدفاع عن لقبها. وفي ما يلي الأسباب الخمسة التي آدت إلى هذا الخروج المبكر: { التمسك بالرعيل القديم بعد الخسارة القاسية أمام هولندا في الجولة الأولى، اضطر مدرب إسبانيا، فيسنتي دل بوسكي، إلى إجراء تعديلات على تشكيلته، لكنه قرر تغيير لاعبين فقط هما جيرار بيكيه وتشافي هرنانديز، وأشرك بدلا منهما بدرو وخافي مارتينيز. بيد أن تجديد دماء المنتخب الاسباني كان يجب أن يبدأ في وقت مبكر. فلاعب مثل كوكي من أتلتيكو مدريد، المليء بالحيوية، كان له مكان في التشكيلة الأساسية، لكن إشراكه جاء متأخرا. وكان قرار المدرب بتجديد الثقة بإيكر كاسياس خاطئا أيضا. فقد يكون كاسياس قائدا عظيما، ساهم بشكل كبير في إحراز منتخب بلاده ثلاثة ألقاب كبيرة في السنوات الست الأخيرة، بيد أنه لم يلعب بصورة مستمرة مع ريال مدريد واقتصرت مشاركته على دوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا. كما أن دل بوسكي كان يملك خيارات كبيرة في حراسة المرمى، على الرغم من إصابة فيكتور فالديس بوجود المخضرم بيبي رينا والصاعد دافيد دي خيا. { دفاع مهتز إذا كانت أصابع الاتهام باتجاه كاسياس، فان الأخير يستطيع أن يلقي باللوم على مدافعيه أيضا. فقد بني المنتخب الاسباني في السنوات الأخيرة على دفاع صلب ومتماسك، لم يدخل مرماه سوى ستة أهداف في ثلاث بطولات كبرى، قبل أن يمنى هنا بسبعة أهداف في مباراتين. لا شك بان وجود كارليس بويول في قلب الدفاع كان هاما من الناحية المعنوية، وكان الثنائي بيكيه وراموس فعالا في السابق لكن ليس هذه المرة، ولم يكن الحل بإدخال مارتينيز بدلا من بيكيه في المباراة الثانية. ففي مواجهة هولنداوتشيلي واجه الإسبان منتخبين غير تقليديين، ولم يتمكنوا من احتوائهما لتمنى شباك كاسياس بسبعة أهداف، في حين سجل لا روخا هدفا واحدا من ركلة جزاء. { اختيار دييغو كوستا منذ اللحظة التي اقنع فيها دل بوسكي دييغو كوستا بتمثيل إسبانيا بدلا من البرازيل، كان يتعين عليه إشراكه أساسيا، لكن الخطأ كان بأن قراره تأخر ولم يخض كوستا سوى عدد قليل من المباريات الإعدادية لكي يتأقلم مع زملائه. ولم يساعد المنتخب الاسباني مهاجمه الجديد، لأن أسلوبه مختلف تماما، فهو يهوى المساحات في حين يعتمد "الثور" الاسباني على التمريرات القصيرة للوصول إلى المرمى. فكان كوستا كالسمكة خارج الماء في صفوف منتخب اسبانيا، وما زاد الطين بلة أن الجمهور في الملاعب البرازيلية قابلوا كل لمسة له بصفارات الاستهجان. { فشل في التأقلم لطالما وثق المنتخب الاسباني بأسلوب تيكي تاكا، الذي حقق إنجازات له ولنادي برشلونة في السنوات الأخيرة بإشراف بيب غوارديولا. لكن سقوط الفريق الكتالوني في الآونة الأخيرة وتراجع مستواه، بالإضافة إلى الضربة القوية التي تلقاها بايرن ميونيخ بإشراف غوارديولا على يد ريال مدريد 0 - 4 في عقر داره، قد تجعل أيام تيكي تاكا معدودة. وساهم الضغط الكبير لتشيلي على حامل الكرة في الفريق الاسباني وسرعة أداء لاعبيها في كسر إيقاع الفريق المنافس، فأجبره على القيام بتمريرات خاطئة غير معهودةمن لاعبي لا روخا، وبالتالي فقد ميزة عامة في الاستحواذ بنسبة كبيرة على الكرة. { اللعب في أمريكا الجنوبية كان من المتوقع بأن يكون اللعب في القارة الأمريكية الجنوبية مشكلة على المنتخبات الأوروبية الساعية إلى الظفر بالكأس العالمية، وهذا ما لم يحصل على الإطلاق حتى الآن. وكانت بداية النهاية لإسبانيا في نهائي كأس القارات، عندما سقطت 0 - 3 أمام البرازيل في المباراة النهائية. وفي مباراة تشيلي، كانت الأغلبية في مدرجات ماراكانا تشجع منتخب تشيلي على حساب الاسباني، فخاض الأول المباراة وكأنه يلعب على أرضه.