الخط : إستمع للمقال في ظل تشديد الولاياتالمتحدة القيود على وصول الصين إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة، اتخذت بكين نهجا مختلفا غير متوقع، إذ قامت بإطلاق نماذج ذكاء اصطناعي قوية ومفتوحة المصدر متاحة للعامة، حيث تأتي هذه الخطوة المفاجئة في وقت تُعتبر فيه السرية والاحتكار السمة السائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما جعل إغراق السوق بهذه النماذج الصينية يثير التساؤلات حول دوافعها الحقيقية. وتتبع الصين استراتيجية تعتمد على السرعة والحجم لتجاوز القيود الأمريكية، حيث أطلقت مجموعة من النماذج المتطورة مثل "ديب سيك" و"QwQ-32B" التي تنافس نظيراتها الغربية، مع السماح للمطورين حول العالم بتعديل وتحسين هذه النماذج، وقد أثرت هذه التحركات بشكل إيجابي على أسواق التكنولوجيا الصينية، مما يعكس نجاح هذه الاستراتيجية في تعزيز حضور الصين في مجال الذكاء الاصطناعي. من الجانب الأمني، تخشى الولاياتالمتحدة من خطورة انتشار الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، معتبرة إياه تهديدا محتملا قد يُستخدم لأغراض سيبرانية ضارة، ما دفع بعض الجهات التشريعية إلى محاولة حظر نماذج مثل "ديب سيك" في الأجهزة الحكومية. بالمقابل، تسعى الصين عبر هذه السياسة إلى تفادي العقوبات، وتشجيع اللامركزية في تطوير التقنية من خلال إشراك مجتمع المطورين العالمي، ما يعزز من قدرة نماذجها على التطور رغم القيود. من جانبهم، يرون خبراء التكنولوجيا أن هذا التوجه الصيني قد يُحدث تحولا جذريا في هيكل سوق الذكاء الاصطناعي، إذ إن وجود نماذج مفتوحة المصدر قوية قد يقلل من هيمنة الشركات الغربية التي تعتمد على نماذج ملكية مغلقة وتراخيص مدفوعة. ما قد يؤدي إلى إغراق السوق بالعروض المجانية، مما يحد من فرص تحقيق أرباح كبيرة، ويجبر الشركات على إعادة التفكير في استراتيجياتها. مع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية لا تخلو من تحديات، ومع الوقت من الممكن أن تضطر الشركات الصينية أيضا إلى تقليص حرية الوصول إلى نماذجها لحماية الملكية الفكرية وضمان الربحية، كما قد تفرض الحكومة الصينية قيودا جديدة لضبط استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان التحكم في تدفق المعلومات. الوسوم الذكاء الاصطناعي الصين الولات المتحدة