الإعلام الدولي وعدم ترويج خطاب الكراهية والتخويف

اختتمت في مقر منظمة التعاون الإسلامي بجدة أعمال ورشة العمل حول:(إعداد دليل توجيهي لتأهيل الإعلاميين لتغطية الأحداث الإرهابية)، التي عقدتها الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- خلال الفترة من 31 أكتوبر إلى 02 نوفمبر2017.
واعتمد المشاركون في ختام الورشة الخطوط العريضة لمشروع الدليل التوجيهي، ودعوا الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي إلى إضافة مبحث يعرض الجوانب الأخلاقية والقانونية والحقوقية ذات الصلة بالتغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية. ودعوا منظمة التعاون الإسلامي والايسيسكو إلى عقد ورشة عمل ثانية خلال سنة 2018 تُخصص لمناقشة مشروع الدليل واعتماده في صيغته النهائية المتكاملة الشاملة للجوانب التقنية الإعلامية والأخلاقية القانونية لعرضه على أنظار المؤتمر الإسلامي المقبل لوزراء الإعلام المقرر عقده في مدينة إسطنبول بتركيا.
وأكدوا ضرورة التقيّد بالمعايير المهنية الخاصة بالأجناس الصحفية المناسبة لتغطية الأحداث الإرهابية، واحترام الجوانب الأخلاقية والقانونية والحقوقية من أجل ضمان تغطية مهنية وموضوعية.
ودعوا الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والإيسيسكو إلى تنظيم دورات تدريبية لفائدة الإعلاميين داخل العالم الإسلامي وخارجه، للتمرن على كيفية تطبيق الدليل التوجيهي لتغطية الأحداث الإرهابية.
كما دعوا الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي إلى تعميم الدليل بعد اعتماده على جهات الاختصاص في الدول الأعضاء وعلى معاهد ومراكز تكوين الصحافيين في هذه الدول، والدعوة إلى إدراج مادة دراسية في مناهج تكوين الصحافيين حول سبل التعامل مع الأحداث الإرهابية.
وأوصوا بتكثيف التنسيق والتعاون بين المؤسسات الإعلامية في الدول الأعضاء لتوعية الجمهور المتلقي والرأي العام المحلي والدولي بأن الخطاب الإعلامي للجماعات المتطرفة مضلل ولا يمثل الإسلام الحقيقي القائم على الوسطية والاعتدال والسلم والتسامح والتعايش بين أتباع الأديان واحترام الآخر.
وأكدوا أهمية شبكات التواصل الاجتماعي في تغطية الأحداث الإرهابية، ودعوا إلى استحضار مزالق النشر الإلكتروني لصور ومواد إخبارية عن هذه الأحداث تسهم في نشر الهلع والخوف وتحقق بشكل غير مقصود ما يهدف إليه القائمون بالعمليات الإرهابية.
ودعوا الصحافيين إلى الالتزام بالمواثيق، والعهود والاتفاقيات، والإعلانات والقرارات، والقوانين الوطنية والدولية، المؤكدة للحدود الفاصلة بين حرية الرأي والتعبير، وبين مختلف التجاوزات والإساءات إلى الأشخاص التي يتم ارتكابها أثناء التغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية.
وأكدوا أهمية وعي الصحافيين بحقهم في السلامة والحماية من الاعتداءات ومصادرة معلوماتهم وأدوات عملهم خلال قيامهم بالتغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية استناداً إلى الاتفاقيات والقرارات الدولية ذات الصلة الصادرة عن منظمة اليونسكو ومؤسسات المجتمع المدني المعنية، وحاجة الصحافيين لتعزيز معرفتهم بالأبعاد الثقافية والسياسية والفكرية والفلسفية والتاريخية لظاهرة الإسلاموفوبيا والإساءة إلى الأديان والتطرف والغلو والإرهاب، ودعوا الإيسيسكو والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي إلى تنظيم حلقات دراسية لفائدة الإعلاميين بشكل عام، وللمختصين منهم في تغطية الأحداث الإرهابية والأزمات الدولية.
وأكدوا عدم الاكتفاء بالتغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية حين وقوعها، والتركيز كذلك على المعالجة الإعلامية لتلك الأحداث بالاعتماد على المصادر المفتوحة المصدر الموثوق منها، والتحقّق من المعلومات التي تروجها شبكات التواصل الاجتماعي، ودعوا الصحفيين إلى المساهمة في إعطاء الأولوية للبعد الإنساني للآثار المباشرة للعمليات الإرهابية، وإظهار التعارض الجلي ما بين الإرهاب والقيم الإنسانية، وإبراز أن الإرهاب لا دين ولا جنس له.
وحذروا من وصف الاستراتيجيات الأمنية في مواجهة العمليات الإرهابية، أو تصوير تحركات رجال الأمن، لأن هذا يطيل أمد العملية ويعطي الإرهابيين فرصاً أكبر للمراوغة والهروب. وأكدوا ضرورة تحري المصداقية والموضوعية عند تقديم الأخبار عن الأحداث الإرهابية والحرص الشديد على عدم السقوط في الدعاية غير المباشرة للإرهابيين، وأوصوا بإصدار تشريعات وقوانين تحظر ذلك.
وأكدوا أن استمرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والتنكيل بالشعب الفلسطيني، واحتقار القرارات الدولية، هو أعلى أشكال الإرهاب وأخطره.
وأشادوا بتوجهات الاستراتيجية الإعلامية لمنظمة التعاون الإسلامي للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، ونوهوا بمبادرة إعداد (دليل توجيهي لتأهيل الإعلاميين لتغطية الأحداث الإرهابية) باعتباره آلية عملية وضرورة تساعد الصحافيين في الالتزام بالضوابط المهنية والأخلاقية عند تغطيتهم للأحداث الإرهابية. كما نوهوا بجهود الإيسيسكو في مجال تأهيل الإعلاميين في الدول الأعضاء وتنمية قدراتهم المهنية، وأشادوا ببرنامج عملها المتعلق بالمعالجة الإعلامية والقانونية والحقوقية لظاهرة الإسلاموفوبيا والصور النمطية السلبية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الدولية وبوثائقها المرجعية ذات الصلة.
وشارك في الورشة اعلاميون ومراسلون صحافيون من قنوات تلفزية في عدد من الدول العربية والاسلامية وخبراء من فرنسا وبريطانيا. ومن المغرب شارك الدكتور علي كريمي خبيرا مؤطرا للجوانب القانونية والاخلاقية للعمل الاعلامي. ومثل الايسيسكو في الاشراف على الورشة الدكتور المحجوب بنسعيد رئيس مركز الاعلام والاتصال الذي قال في تصريح خاص لجريدة المساء « إن التغطية الاعلامية للاحداث الارهابيو لا يجب أن تقتصر أهمية عمل وسائل الإعلام في تغطية ومعالجة قضايا الإرهاب على إمداد الجمهور بالمعلومات حول الأحداث الإرهابية، بل يمتد دورها إلى معالجة هذه الأحداث بمهنية تسهم بدور فاعل في لفت النظر إلى الطبيعة الخطرة والمتجددة لهذه الأحداث، مما يتطلب من وسائل الإعلام بذل المزيد من الجهود المنهجية والفكرية القادرة على توجيه الممارسات المهنية لتكون قادرة على الإقناع بخطورة الأحداث الإرهابية، وبما يتعين على الجمهور اتخاذه للتعامل مع هذه الأحداث، ودعم الشعور بالأمن النفسي لدى الجماهير والذي تنشأ الحاجة إليه بفعل الانعكاسات السلبية المحتملة للأحداث الإرهابية.
وأكد على ضرورة التقيّد بالمعايير المهنية الخاصة بالأجناس الصحفية المناسبة لتغطية الأحداث الإرهابية واحترام الجوانب الأخلاقية والقانونية والحقوقية من أجل ضمان تغطية مهنية وموضوعية. وأبرز ضرورة تكثيف التنسيق والتعاون بين المؤسسات الإعلامية في الدول الأعضاء لتوعية الجمهور المتلقي والرأي العام المحلي والدولي بأن الخطاب الإعلامي للجماعات المتطرفة مضلل ولا يمثل الإسلام الحقيقي القائم على الوسطية والاعتدال والسلم والتسامح والتعايش بين أتباع الأديان واحترام الآخر.
كما أوضح الحاجة الماسة لتوعية الصحافيين على الصعيد الدولي بضرورة الالتزام بالمواثيق، والعهود والاتفاقيات، والإعلانات والقرارات، والقوانين الوطنيةوالدولية، المؤكدة للحدود الفاصلة بين حرية الرأي والتعبير، وبين مختلف التجاوزات والإساءات إلى الأشخاص التي يتم ارتكابها أثناء التغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية.