في إطار عملية ترحيل ساكنة دور الصفيح والقضاء على البناء العشوائي، أقدمت السلطات المحلية بعمالة مقاطعات الحي الحسني، على هدم ثلاثة دواوير تقع بتراب حي النسيم وهي: دوار امقيليبة ودوار اكنينو ودوار الجديد، وذلك بعد إنهاء كافة الإجراءات الإدارية المتجلية في تسجيل ساكنة كل دوار من الدواوير الثلاثة وملء مطبوع وفق المعايير التي وضعتها السلطات المحلية ضمن سياق « الحق في الاستفادة من سكن لائق لكل من أثبت انتسابه لهذه الدواوير عن طريق السكن والتوفر على مسكن والزواج» ، بحيث سمحت هذه المساطر بتسجيل الأب وكل أبنائه المتزوجين الذين تبين انهم يقطنون بأحد هذه الدواوير التي يرجع وجود بعضها لعقود طويلة. وهناك من هو متواجد أبا عن جد ، ورغم كثافة الساكنة التي تجاوزت 1000 نسمة، «إلا أن عملية التسجيل وإثبات الانتماء لهذه الدواوير مرت في ظروف جيدة دون مشاكل»، تقول مصادر من عين المكان ، «وذلك راجع لمساهمة جمعيات المجتمع المدني المنتمية لهذه الدواوير، والتي تأسست منذ عقد من الزمن «.»هذه الأخيرة ، تضيف المصادر ، شكلت في البداية سدا منيعا لانتشار المساكن العشوائية فتصدت لكل من أراد بناء براكة او حاول من بعيد او قريب التحايل على القانون لكسب موقع قدم بهذه الدواوير ، خصوصا وانه كانت هناك العديد من المساحات الشاسعة المؤهلة للمزيد من البناءات العشوائية «، وهو عامل ساعد السلطات المحلية بالملحقة الادارية التسيم في ضبط الامور، وذلك من خلال تكثيف التواصل والتنسيق بين ممثل السلطة المحلية وأعضاء هذه الجمعيات عبر العديد من اللقاءات التي تولد عنها الاتصال المباشر بالساكنة وتأطيرها ، ومباشرة بعد الانتهاء من المرحلة الاولى التي خصصت للتسجيل انتقلت السلطات المحلية بالنسيم الى مرحلة الهدم حيث تواصل التنسيق من أجل إقناع السكان بالافراغ وحمل أمتعتهم في انتظار إجراء القرعة . «العملية لم تكن في البداية سهلة، يؤكد مصدر جمعوي ، لكن من خلال الاتصال المباشر بالساكنة من قبل قائد ملحقة النسيم وبتواجد لجنة من شركة صوناداك صاحبة المشروع وفعاليات من المجتمع المدني، استوعب السكان أهمية العرض المقدم اليهم المتمثل في ترحيلهم الى جماعة اولاد صالح بحي النصر، حيث سيستفيد شخصان من بقعة واحدة مساحتها 84 مترا مربعا « . «بعد ذلك انطلقت عملية الهدم بعد إخلاء الدور والمساكن في جو يطبعه روح المسؤولية بعد أن تبددت الشكوك حول مصداقية العرض المقدم ، ليشمل الهدم بعد ذلك جل المساحات التي كانت مؤثثة بالبراريك والسكن العشوائي»، تؤكد المصادر ذاتها، مشيرة إلى أن «المرحلة الثالثة قبل الأخيرة كانت هي مرحلة إجراء القرعة ، حيث استفاد من القرعة، في مرحلتها الاولى، 100 ساكن وساكنة ، وهو نفس العدد في المرحلة الثانية، وستستمر العملية إلى أن تشمل الاستفادة من القرعة جميع السكان الذين غادروا مساكنهم ، في وقت ينتظر الباقون دورهم ، وذلك وفق معايير الاستفادة المتفق عليها بين الأطراف المعنية، بعيدا عن أية حسابات أخرى لا علاقة لها بالواقع ، والقائمة على بث الإشاعات بهدف التشويش على العملية « تختم المصادر نفسها .