تمكّن فريق طبي مغربي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، بتعاون مع فريق طبي آخر تابع لمستشفى بوجون بباريس، يوم الأحد 16 نونبر الجاري من إجراء أول عملية جراحية ناجحة لزراعة الكبد، من شخص ميت إلى شخص حي، وذلك بعد أن وافقت عائلة الراحل على التبرع بأعضائه وتمكين مرضى منها، مساهمة منها في إنقاذ أرواحهم ومنحهم أملا جديدا في الحياة. عملية زراعة الكبد الناجحة لم تكن الوحيدة التي أجريت بعد الاستفادة من أعضاء الشخص المتوفي المتبرع بها التي تم استئصالها، بل مكّنت الأعضاء المتعددة المتبرع بها من فتح أفق جديد وأرحب للحياة لعدد من المرضى، إذ تمت زراعة كلية بنجاح محليا بمستشفى ابن رشد، والكلية الثانية تم نقلها إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، والتي زرعت هي الأخرى بنجاح لمريض آخر. كما تم زرع قرنيتين بمستشفى 20 غشت في إطار نفس عملية استئصال الأعضاء. عمليات متعددة أمكن إجراؤها بفعل الخطوة النبيلة التي أقدمت عليها عائلة الشخص المتوفي الذي تم التبرع بأعضائه، التي وافقت بشكل عفوي وتلقائي على التبرع بأعضاء فقيدهم، حيث بادرت مديرية المركز الاستشفائي ابن رشد بتوجيه خالص شكرها لأسرة الفقيد ، وحيّت فيهم نبل هذا العمل الإنساني الذي ساهم في إنقاذ عدة أرواح والسماح لمريضين من استعادة نعمة البصر. معربة في ذات الوقت عن شكرها لخلية التنسيق الاستشفائي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد على عملها الذي وصفته بالمضني والمثالي، والذي سمح بإجراء أربع عمليات متعددة لاستئصال الأعضاء خلال سنة 2014، ومن خلالهم لكافة أفراد الفريق الطبي والتقني والإداري ولجميع المستخدمين بالمركز سواء الأطر الطبية أو شبه الطبية الذين شاركوا بحماس في استئصال وزرع الأعضاء. خطوة تأتي بعد أيام من تخليد فعاليات اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء في ظل شحّ في أعداد المتبرعين، إذ لا يتجاوز العدد 900 متبرع منذ إطلاق أولى الحملات التحسيسية، هذا في الوقت الذي يحتاج فيه أكثر من 17 ألف مريض لكلية، على سبيل المثال لا الحصر، دون الحديث عمن يحتاجون إلى أعضاء أخرى كالقلب وغيرها من الأعضاء الحساسة.