الوداع الاخير للسينمائية اللبنانية جوسلين صعب (1948 – 2019): لم تكن مجرد صحافية تنقل الخبر أوتؤدي واجبا مهنيا بل لنحن اسمها عبر صفحات التاريخ

تناقلت وسائل الاعلام الأيام الأخيرة خبر وفاة المخرجة السينمائية اللبنانية جوسلين صعب( ولدت يوم 30 ابريل 1948 ببيروت) وتوفيت بالعاصمة الفرنسية باريس يوم الاثنين 07 يناير 2019 .
وتعتبر الفقيدة من السينمائيات العربيات البارزات، حيث كانت سينمائية “صاحبة قضية” فبعد انهاء مراحل الدراسة الجامعية تخصص العلوم الاقتصادية مارست الصحافة بصفة مراسلة للقنوات التلفزية الفرنسية مباشرة من ميادين الحرب التي كانت قائمة في السبعينيات من القرن الماضي مابين العرب والكيان الصهيوني، فاعتبرت “أول مراسلة مدنية من مواقع الحرب”، فلم تكن مجرد صحافية تنقل الخبر أو تقوم بواجب مهني بل كانت تسعى لنحت اسمها عبر صفحات التاريخ، فكانت الفترة التي عاشتها وهي صحافية في ساحة الحرب بمثابة مختبر ومحك لاكتشاف “جوسلين صعب السينمائية القابضة على جمر قضايا الانسان”. لقد مكنتها الفترة من تصوير مواقع الحرب وقضايا انسانية: الحرب وانعكاساتها على الانسان باعتباره ضحية صراعات مابين القيادات السياسية والحربية، فتركت ضمن خزانة السينما الحربية أشرطة وثائقية عن الحرب بالعراق وإيران والكردستان والجولان والحرب الاهلية اللبنانية… هذا التراكم الصحافي منحها الأهلية لتكون رائدة الشريط التسجيلي في شكليه التحقيقي والوثائقي، وكانت الانطلاقة بأعمالها السينمائية بالوثائقي، حيث اخرجت شريط “لبنان في الدوامة” و”صليبيون للشرق الاوسط” وشريط “أطفال الحرب” وشريط “جنوب لبنان قصة ضيعة محاصرة” وشريط “رسالة الى بيروت”وشريط بيروت قريتي. لتدخل ‘لى مجال السينما بمهن متعددة فكانت سيناريست ومخرجة ومصورة
ومن الاشرطة الروائية ذات النفحة الوثائقية: كان يا مكان بيروت، أي أن مدينتها بيروت موجودة في ذاكرتها بتقديمها شوارعها ومعالم وقاعات سينما بيروت. فأخرجت أول شريط روائي مطول لها سنة 1994 تحت عنوان “حياة معلقة” وشريط “كان يا ما كان بيروت” و”شريط دنيا” الذي كان فضاء تصويره دولة مصر.
ومن اجل التعريف بقضايا الانسان ونشر ثقافة الصورة، كانت ضمن فريق تأسيس مهرجان”اشرطة المقاومة الثقافية” النشاط الذي جاب عددا من المدن اللبنانية، وعملت مساعدة للمخرج الالماني فولكر شلوندروف. وقد تركت خزانة سينمائية ناهزت الثلاثين شريطا روائيا ووثائقيا. وقد توقفت عن العمل سنة 2009 بعد تصوير اخر عمل لها حمل عنوان: “شو عم بيصير ؟”
وتجدرالاشارة هنا الى الفقيدة قد تم التعرف على جل اعمالها خلال الاسابيع السينمائية التي كانت تنظمها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية خلال الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي، أي أن الفقيدة يعرف على اعمالها وبصماتها السينمائية اغلب رواد الاندية السينمائية المغربية .
الخزانة الفيلمية للفقيدة : جوسلين صعب (1948 – 2019 ) .
1975: بورتريه لمرتزق فرنسي- 1975: بيروت لم تعد كما كانت- 1976: أطفال الحرب – 1976: جنوب – لبنان حكاية قرية – 1976: من اجل الناس و بيروت دائما – 1978: القاهرة :مدينة الموتى – 1979: رسالة من بيروت – 1982: بيروت مدينتي – 1982: سفينة المنفى – 1985: غزل البنات – 1985: حياة معلقة – 1987: اللبنانيون رهائن مدينتهم – 1989: الراقصات الشرقيات – 1995: كان يا ما كان، بيروت – 1997: سيدة سايجون – 2005: دنيا