الحياة لا يكتمل بهاؤها إلا بذات واحدة ..رجل و امرأة !! .. في سياق سلسلة الأفلام المبرمجة من طرف النادي السينمائي لجمعية أكورا للفنون ..، احتضنت قاعة سينما «أطلنتيد» عرض فيلم «باديس» بحضور مخرجه محمد عبد الرحمان التازي و تنشيط المنتج والمخرج ادريس شويكة … جمهور مدينة آسفي أتيحت له فرصة جميلة الخميس الماضي للاستمتاع بالبناء الدرامي لفيلم «باديس» … الذي يترجم إشكالات وجودية مرتبطة بذات المرأة وكينونتها وحريتها وانتصارها للحب والحياة مقابل تربصات وتمثلات مجتمع يفتح عينيه وأفقه على ما تجرفه رياح الانفتاح على الآخر من ترددات وكوابح و مقاومة تشتد شراستها حينما يتعلق الأمر بالجسد / جسد المرأة التي تبحث عن حميميتها في الزاوية الخلفية بعيدا عن عيون المجتمع الذكوري …. هذا المجتمع الذي يشتهي التهام جسدها الطري تحت مظلة القداسة أو تحت ضغط الرغبة في أن يكون الجسد ملكا له، ولا حقا مشاعا لذات المرأة التي لم تجد بدا من الهروب من الحصار بحثا عن حرية مفقودة، لترقص في الختام، وفي مشهد درامي لمواجهة الخناق المجتمعي، وتسقط بشكل تراجيدي فيما يشبه السبي، شهيدة رغبتها و حلمها قتيلة بواسطة الرجم الجماعي، حيث يصادر حقها في الحب و الحياة … اللقاء مع المخرج التازي كان مناسبة لاستعراض تجربته مضيئة في تاريخ السينما المغربية، كما قال زميله المنتج ادريس اشويكة، هذه المسيرة السينمائية تميزت بتنوع تيماتيها بين البعد التاريخي والاجتماعي والكوميدي …. وقد استطاع التازي – يضيف اشويكة –إغناء المشهد السينمائي الوطني والعربي بأفلام جيدة من قبيل «ابن السبيل» سنة 1981، و«باديس» 1989، و«البحث عن زوج لامرأتي» سنة 1994، و «اللا حبي» 1996، و«جارات أبي موسى» 2002 ، و«البايرة» 2012، وقد استطاع التازي، يؤكد ادريس اشويكة، حصد جوائز مستحقة، حيث حاز فيلم «باديس» جائزة أحسن إخراج في المهرجان القومي للفيلم بمكناس، وجائزة أفضل إخراج في مهرجان قرطاج سنة بعد عرضه بالقاعات السينمائية، وهو ذات الفيلم الذي تحوز على تنويه خاص من مهرجان «لوكارنو» بسويسرا، وآخر في مهرجان السينما الافريقية بميلانو.. وضمن هذا المسار الفني المميز، حصل فيلمه «البحث عن زوج لامرأتي» على درع مهرجان بغداد السينمائي سنة 2005 .. للمفاضلة والتمييز…. فالحياة بكل بهائها الجميل لا تكمل إلا بجمع النصفين لتكتمل الذات الواحدة . بقي أن أشير إلى أن عرض فيلم «بادس» مع لقاء مباشر مع مخرجه محمد عبد الرحمان التازي، سبقه الشهر الماضي عرض فيلم «شمس الربيع» لمخرجه لطيف لحلو، وتندرج هذه العروض في إطار اختيار مفكر فيه من طرف جمعية أكورا للفنون فرع آسفي، التي اختارت برمجة عرض أفلام نهاية كل شهر بقاعة سينما «الأطلنتيد» بمدينة آسفي في إطار تحقيق ما يمكن أن نسميه «عدالة الفرجة السينمائية» !.