1 الشرنقة ( تمرين ميتافيزيقي ) ماضيها يُدانيها من لونٍ أنشأها واكْتَفى في حاضرها البهيّ المصطفى، وغدها كمطرقة على الأواني تغني بضعَ ثوانِ مثل ماءٍ انسرب خيطاً بين فروج الأنامل ثُمَّ انْتَفى في لحظةٍ لم يشهق لها الزمانُ ولم يَرَ لها وجوداً إِذْ مضى بغتةً مثل برقٍ خُلَّبٍ في غِمْدها و..اخْتَفى. 2 شُفوفٌ كل ما حولي: عيونٌ بصّاصةٌ ومرايا. روحي انفلحتْ غيمتي انتفشتْ لا مَطراً يُوميءُ ولا أملا يومضُ الشمس تقطر دماً وقلبي تذرَّرَ فتاتاً وشظايا تناطح الثوران فأينَ يخفي رأسه نَبْتُ البَرْواقِ أين تواري جرحها الحنايا. الشرفات فاغرةٌ على ليٍلٍ باردٍ عاكفاتٌ النساء متعجلاتٌ والأطفال عرايا. وكعادته، يأتيني بعد الفوْتِ معتذراً كأنْ لم يشدَخْ شجراً ذا روحٍ، ولا قذفَ في وجهِ الحقيقة حجراً، ولا حفر بئراً ظالمةً ولا اقترف في هبَّةِ غيظٍ آثاماً وخطايا. فالرُّدَمُ آيهْ والدم المسفوح بَغْياً آيهْ، والزيف المسلح بالطِّلاء آيه. ذاك ما عَلِمْتُه وما خَبَرْتُهُ ذاكَ ما أنبأتْني بهِ المرايا. 3 فينومينولوجيا لستُ سِنَّوْراً حتى ألهو بعَظْمَةِ القَدَرِ، أُدْركُ تماماً أَنَّ الوقتَ تَبَدَّدْ وأن الريحَ لم تعدْ رُخاءً أنَّ اشتهاءاتي غَاضَتْ وأنَّ الزَّبَدَ في الأرض تَسَيَّدْ. أُسامرُ طائرَ البطريقِ كَكُلِّ ليلةٍ في حلمي، أدعوهُ ليغني وَهْوَ يتمَرْجَحُ على عربات الثلجِ لِكَيْ… أَتَعَدَّدْ.