داخل قالب درامي معاصر انتصرت فيه المخرجة سلمى بركاش لتقنيات الصوت والصورة لتصور تأثير التفكك والإهمال الأسري على نفسية الأطفال، من خلال فيلمها "أنديغو" أو "طفل النجوم". على مدى تسعين دقيقة، استطاعت المخرجة المغربية أن تشد أنظار الجمهور العربي الحاضر ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، من خلال الشخصية الرئيسية للفيلم "نورة" ذات 13 سنة من عمرها، التي تعيش صدمة نفسية تجعلها تلجأ إلى عالم التنبؤات للهروب من واقعها وبطش محيطها العائلي. تبدأ أحداث الفيلم عندما تعلم الطفلة (نورة) بأن أمها (ليلى) ستلتحق بأبيها إلى الديار الأسترالية، وبالتالي ستكون مجبرة على العيش مع خالتها لمدة طويلة، فتتعرض لصدمة عاطفية، تحاول الاحتماء منها عبر اللجوء إلى الخيال حتى تكتشف حقيقتها. تتوالى أحداث الفيلم، وتغوص من خلالها (نورة) في عالمها مقابل مضايقات أخيها الصغير الذي يحاول في كل مرة استفزازها والاستهزاء من تنبؤاتها واتهامها بالجنون. تقاطع الحالة النفسية لبطلة الفيلم مع أفكار خالتها قادها إلى طرق أبواب المشعوذين، واستطاعت من خلالها أن تسبر المخرجة بركاش أسوار عالم الخرافة والشعوذة. خلود البطيوي، بطلة الفيلم التي تجسد والدة الطفلة نورة، قالت عن دورها: "شخصية مركبة توفقت المخرجة في رسم ملامحها، وحاولت من جهتي من خلال الأداء الصامت أحيانا كثيرة إعطاءها البعد السيكولوجي في التعامل مع الشخصية ومحيطها خاصة في علاقتها بابنتها". وأبرزت البطيوي أن الفيلم ينقل معاناة المرأة عموما في ثلاثة أجيال، طفلة وأخت وأم"، موضحة أن "ما جعلها تخوض التجربة هو إبراز معاناة المرأة في العالم باختلاف جنسيتها". في تعليقه على الفيلم المغربي، قال الناقد السوري ماهر عنجاري: "أنا منبهر من جمالية وعمق أنديغو، وسلمى بركاش أثبت أنها متمكنة من أدواتها الفنية في إيصال رسالتها أكثر من الحوار"، وزاد "المخرجة توفقت في اختيار الممثلين لأدوارها، لأنه ليس من السهل أبدا الاشتغال على الأحاسيس الداخلية فقط واستخدامها داخل إطار أو مشهد له معنى عميق وقوي".