يخوض المنتخب الوطني يومه الاثنين، بداية من الثامنة على أرضية مجمع الأمير مولاي عبد لله بالرباط، مواجهة قوية أمام نظيره الزامبي برسم الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الأولى لبطولة كأس أمم إفريقيا. وتكتسي أهذه المباراة أهمية كبيرة في مشوار التتويج باللقب القاري، إذ يسعى الفريق الوطني لتعويض التعادل المخيب أمام مالي، واستعادة الثقة قبل الانخراط في المراحل الإقصائية للبطولة. وتدخل العناصر الوطنية مواجهة اليوم وهي في وضع لا تحسد عليه؛ فرغم أن التأهل شبه مضمون، لكون أربع نقط (فوز على جزر القمر وتعادل أمام مالي) تضع الفريق الوطني حسابيا في الدور الثاني، باعتبار أن لوائح الكاف تمنح العبور لأحسن أربع منتخبات تحتل المركز الثالث، فإن الحاجة ملحة لتقديم عريض يبدد مخاوف المناصرين، ويؤكد تواجد الفريق ضمن أبرز المرشحين للفوز بالبطولة. ومن جديد سيكون الثقل على أكتاف نجم ريال مدريد الإسباني، إبراهيم دياز، الذي أصبح يمثل رمز القوة الهجومية للمنتخب الوطني، فضلا عن إمكانية الدمج بين لاعبي الخبرة والشباب لضمان توازن الفريق، في محاولة لاستعادة الانتصارات المتتالية، التي توقفت عند الرقم 19 بعد التعادل مع مالي. وعلى الجانب الآخر، يسعى منتخب زامبيا إلى استعادة بريقه التاريخي، حيث أنه مازال يملك فرصة التأهل إلى الدور الثاني بفضل نقطتين من تعادلين. ورغم البداية المتواضعة، فإن الزامبيين سيمثلون تحديا حقيقيا للفريق الوطني، لا سيما وأنهم سبق لهم الفوز باللقب في نسخة 2012 على حساب كوت ديفوار، في مفاجأة كبيرة على المستوى القاري. ويشير التاريخ القريب إلى تفوق المغرب على زامبيا في مواجهاتهما السابقة خلال تصفيات المونديال، ما يمنح أسود الأطلس أفضلية نفسية. لكن المدرب الركراكي يعلم أن كل مباراة لها ظروفها الخاصة، وأن استصغار أي خصم يمكن أن يكلف الفريق غاليا، خصوصا في بطولة حافلة بالمفاجآت. وتنبع أهمية هذه المباراة أيضا من البعد الجماهيري، إذ من المتوقع أن تمتلئ مدرجات ملعب الأمير مولاي عبد الله بعشرات الآلاف من المشجعين المغاربة، الذين يتطلعون إلى مشاهدة أداء مقنع ونتيجة تليق بسمعة المنتخب. لأن الفوز لن يضمن فقط التأهل الرسمي، بل سيكون بمثابة رسالة حقيقية لكل الفرق المشاركة بأن المغرب حاضر بقوة للدفاع عن لقبه ومحاولة إعادة الكأس إلى أرضه بعد مرور خمسين عاما على آخر تتويج له في تاريخ البطولة. ويعتقد الركراكي أن الطريق طويل للفوز بالبطولة القارية، وأنه «قد تنهي دور المجموعات في الصدارة وتقصى من ثمن النهائي، والحقيقة للأسف في هذه المسابقة أنه يمكنك أن تحتل المركز الثالث وتفوز باللقب مثل كوت ديفوار في النسخة الأخيرة». واعتذر وليد الركراكي في اليوم التالي لتعادله أمام مالي، حيث وعد الجماهير المغربية في تغريدة على حسابات في التواصل الاجتماعي «بالعمل الجاد والقتالية في المواعيد القادمة»، مؤكدا أن الهدف الأسمى هو التتويج باللقب القاري «أعدكم بأن لاعبي سيبذلون قصارى جهدهم في المباريات القادمة لتحقيق حلمنا جميعا، وهو إبقاء الكأس في الرباط». وفي المجموعة ذاتها، تلتقي مالي مع جزر القمر في الدارالبيضاء، في مواجهة تحتاج فيها الأولى إلى التعادل لبلوغ الدور الثاني، فيما يتعين على الثانية الفوز وخسارة زامبيا لضمان وصافة المجموعة.