يرصد المنتخب السوداني، المنتشي بتأهله إلى الدور ثمن النهائي، انتصاره الثاني تواليا عندما يلاقي بوركينا فاسو، يومه الأربعاء بالدار البيضاء في قمة حسم وصافة المجموعة الخامسة ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم. فقبل 24 ساعة من المباراة لم يكن السودان ولا حتى بوركينا فاسو ضامنا لتأهله إلى الدور ثمن النهائي، لكنهما استفادا من نتائج مباريات المجموعتين الأولى والثانية وحجزا بطاقتيهما كأحد أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، والتي ترافق حسب نظام البطولة متصدر ووصيف المجموعات الست. وأنهت جزر القمر (المجموعة الأولى) وأنغولا (الثانية) دور المجموعات في المركز الثالث برصيد نقطتين، فيما تملك كل من بوركينا فاسو والسودان ثلاث نقاط، وهو ما فسح المجال أيضا لتأهل منتخبات السينغال وجمهورية الكونغو الديموقراطية والبنين (المجموعة الرابعة) والكاميرون وكوت ديفوار حاملة اللقب والموزمبيق (السادسة). وسيدخل المنتخبان السوداني والبوركينابي مباراة اليوم بضغط أقل، بعدما ضمنا تأهلهما وستكون حساباتهما بخصوص الدور المقبل على المحك. فسواء حل أحدهما ثانيا أو ثالثا في المجموعة، سيصطدم بمنتخب من العيار الثقيل في ثمن النهائي. ففي حال الوصافة، سيكون الخصم المقبل هو متصدر المجموعة السادسة التي تضم الكاميرون وكوت ديفوار، أما إذا أنهيا الدور الأول في المركز الثالث، فسيكون المنافس هو متصدر المجموعة الرابعة (السنغال أو الكونغو الديموقراطية أو البنين)، أو المغرب المضيف ومتصدر المجموعة الأولى. واستهل السودان، بطل نسخة 1970، مشواره في البطولة بخسارة قاسية وبثلاثية نظيفة أمام الجزائر في مباراة لعبها بعشرة لاعبين إثر طرد صلاح الدين الحسن منذ الدقيقة 39، قبل أن يخطف فوزا ثمينا من غينيا الاستوائية بهدف من النيران الصديقة. وكان الفوز هو الثاني فقط في آخر 14 مباراة (3 تعادلات، 9 هزائم). ويسعى رجال المدرب الغاني جيمس كويسي أبياه إلى تحقيق انتصارين متتاليين لأول مرة منذ دجنبر الماضي. ومن جهتها، تأمل بوركينا فاسو استعادة التوازن بعدما توقفت سلسلة تفاديها للخسارة لسبع مباريات متتالية (6 انتصارات، تعادل واحد) بخسارتها أمام الجزائر الأحد بضربة جزاء للقائد رياض محرز. وفي المجموعة ذاتها، تخوض الجزائر التي كانت ثالث المتأهلين بعد مصر ونيجيريا، مباراة تحصيل حاصل أمام غينيا الاستوائية، بعدما ضمن «ثعالب الصحراء» الصدارة، وخرج «الرعد الوطني» خالي الوفاض. وفي المجموعة السادسة، يبحث المنتخبان الأيفواري، حامل اللقب، والكاميروني عن حسم الصدارة عندما يلاقيان الغابون والموزمبيق تواليا في مراكش وأكادير. ويتقاسم المنتخبان الإيفواري والكاميروني صدارة المجموعة برصيد أربع نقاط لكل منهما، بعد تعادلهما المثير في مواجهتهما القوية في الجولة الثانية، بعد فوزهما بنتيجة واحدة (1 – 0) في الجولة الأولى على الموزمبيق والغابون. ويدرك المنتخبان أهمية الصدارة لأن المنافس في ثمن النهائي سيكون ثاني المجموعة الخامسة (بوركينا فاسو أو السودان)، فيما يلعب وصيفها مع جنوب إفريقيا وصيفة المجموعة الثانية. وتبدو الكوت ديفوار مرشحة فوق العادة لكسب النقاط الثلاث أمام الغابون، التي فقدت آمالها في مواصلة المشوار عقب الخسارة أمام الموزمبيق 2 – 3 في الجولة الثانية. وستلعب الغابون فقط من أجل حفظ ماء الوجه وإنقاذ كبريائها، أمام منتخب إيفواري لم يقدم أداء مقنعا حتى الآن في المغرب. ولن تكون مهمة الكاميرون سهلة أمام الموزمبيق المنتشية بتحقيقها للفوز الأول في 17 مباراة في تاريخ مشاركاتها في البطولة عندما تغلبت على الغابون.