أنهى المنتخب الوطني لكرة القدم دور المجموعات في صدارة المجموعة الأولى برصيد سبع تنقط، بعد فوزه المستحق على زامبيا بثلاثة أهداف دون رد، في المواجهة التي جرت، مساء أول أمس الاثنين، على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد لله بالرباط. ولم يكن هذا الانتصار مجرد نتيجة رقمية، بل عكس تطورا لافتا في الأداء التكتيكي لأسود الأطلس، بعد البداية المحتشمة ولاسيما أداء المباراة الثانية أمام مالي، حيث قدموا مباراة متكاملة من حيث الانضباط، والانتشار السليم، والنجاعة الهجومية، تحت قيادة تقنية محكمة للناخب الوطني وليد الركراكي. واعتمد الطاقم التقني على تعديلات مدروسة في التشكيلة الأساسية، أعادت التوازن بين الخطوط، حيث تعزز الخط الخلفي بعناصر قادرة على بناء اللعب من الخلف، حيث أشرك ماسينا إلى جانب أكرد، والشيبي في الجهة اليمنى، وإعادة المزراوي إلى الرواق الأيسر، مع منح أدوار أوضح لخط الوسط في الربط بين الدفاع والهجوم، ما منح المنتخب المغربي مرونة أكبر في التحولات وسرعة في تمرير الكرة. ومنذ الدقائق الأولى، فرض المنتخب الوطني إيقاعه عبر ضغط عال ومنظم، مع حسن تمركز سمح باسترجاع الكرة بسرعة، وهنا برز نائل العيناوي كجندي خفاء، إلى جانب أوناحي، الذي تألق في البناء الهجومي، فتقلصت بذلك المساحات أمام المنافس. هذا التفوق التكتيكي ترجم مبكرا إلى هدف أول في الدقيقة التاسعة، بعد تحرك جماعي منسق وانقضاض ناجح داخل منطقة الجزاء، أنهته رأسية أيوب الكعبي في الشباك، بعد توصله بتمريرة على المقاس من عز الدين أوناحي. ورغم محاولات المنتخب الزامبي تعديل موازين اللقاء، إلا أن الصلابة الدفاعية المغربية، القائمة على تمركز جيد وتغطية متبادلة بين الخطوط، أجهضت كل المحاولات، وجعلت الخصم عاجزا عن خلق فرص حقيقية أمام مرمى ياسين بونو. وواصل أسود الأطلس تحكمهم في مجريات اللعب، مع اعتماد بناء هجومي متدرج واستغلال جيد للأطراف، خاصة الجهة اليسرى، حيث أسفر عمل جماعي محكم عن الهدف الثاني في الدقيقة 27، بعد اختراق مدروس وتمريرات قصيرة أربكت الدفاع الزامبي، حيث منح أوناحي كرة جميلة على الجناح الأيسر عبد الصمد الزلزولي، الذي كان نشيطا في اختراق الدفاعات الزامبية، قبل أن يرسل كرة من ذهب إلى إبراهيم دياز، الذي سجل هدفه الثالث في هذه البطولة. وفي الشوط الثاني، حافظ المنتخب المغربي على النهج ذاته، دون تراجع أو اندفاع غير محسوب، ليؤكد نضجه التكتيكي بإضافة الهدف الثالث في الدقيقة 50، عبر لمسة فنية مميزة من أيوب الكعبي، أحسن استلام تمريرة عميقة من أوناحي، فاستقبلها بطريقة أكروباتية، ليرفع الغلة إلى ثلاثة أهداف. وأتاح التفوق في النتيجة لوليد الركراكي فرصة ضخ دماء جديدة، مع الحفاظ على التوازن البنيوي للفريق، حيث ظل المنتخب متماسكا حتى الدقائق الأخيرة، وأغلق كل المنافذ أمام محاولات زامبيا لتقليص الفارق. وبهذا الفوز، أنهى المنتخب المغربي دور المجموعات في الصدارة برصيد سبع نقاط، مؤكدا جاهزيته للأدوار الإقصائية، ليس فقط بالنتائج، بل بأداء يعكس تطورا ملموسا في الفهم التكتيكي، ويعزز طموحات الجماهير المغربية، التي توافدت بكثافة على مدرجات ملعب الأمير مولاي عبد لله ودعمت العناصر الوطنية من بداية المباراة إلى نهائيتها.