في العاشرة صباحاً، من يوم الجمعة، جاء النعي: رحم الله الحاج محمد بهلول. .... وكأن رداء كثيفا ثقيلا يهوى من السماء على رؤوسنا رؤوس الأسرة الدراجية الوطنية ورؤوس أجيالها المتعاقبة منذ الأربعينات على عهد الحماية إلى اليوم. محمد بن أحمد البطل الكبير الذي أثث إلى جانب المراحيم: ادريس بن عبد السلام، بن بوعزة، صالح بن عمر، بن دريس فضاء هذه الرياضة الراقية... كان نموذجاً للمثابرة وطول النفس في المعارك الكبرى، سواء في طوافات المغرب أو في المسابقات المقامة بمختلف المدن المغربية أو في المدارات المغلفة، كما في سباق الحلبة (الفيلودروم) كان شهماً في مقارعة الأبطال الفرنسيين، سواء المقيمين بالمغرب أمثال دوس رايس وفيانغو ومايان وغيرهم أو الوافدين من الخارج من فرنسا وايطاليا والبرتغال وسويسرا وهولندا واسبانيا.... والجزائر في شخص المرحومين لقبايلي ومحمد الزعاف. كانت الجماهير تنتظره في مختلف الطرقات بادية وحاضر... تنتظر مرور السهم النفّاث طويل القامة مفتول العضلات خبير في تقنيات الصراع إلى جانب رديفه المرحوم ادريس بن عبد السلام وليس اعتباطا أن يتم انتدابهما من طرف سلطة الحماية الى المشاركة في طوافات البرتغال وإسبانيا وطوافات السلم بدول أوربا الشرقية آنذاك.. طوافات المغرب كانت تزدان بمشاركتهما التي تحقق للمغاربة مساحات من الارتياح والنشوة والاعتزاز... في الجبال ويا عظمة تيزي انتاست وسيدي البطاش، وفي السهول والمنعرجات الوعرة وتمر الأيام ويأتي الاستقلال ليؤسس المرحوم وهو مايزال يمارس تحت لون الوداد، يؤسس مع المرحوم عبد السلام امشيش أول جامعة ملكية مغربية للدراجات... ويواصل هوايته مع ذلك كسكليس بدرب كرلوطي، ينقب عن الأسماء الواعدة كمدرب وله الفضل في اكتشاب جيل الكرش، الأشهب، عبد الله قدور، وادريس لمهاني، الحسين، بلقاضي... عبد الله الشلح وغيرهم من الأبطال الأشاوس الذين كانوا يقارعون ندا لند كبار الأبطال الأوربيين في طوافات المغرب، حيث استحق عن جدارة منصب المدير التقني النموذجي الذي سهر على إبراز أبطال آخرين تألقوا في البطولات العربية والافريقية والمغاربية. ج. بهلول لم ينزل من على صهوة الدراجة الوطنية إلا وهو يغادرنا الى دار البقاء. هل نقول إن وفاته خسارة؟ نعم هي خسارة رائد كبير في رياضة كانت من أقوى الرياضات التي »حمرت« وجه المغرب عربياً وقارياً وأوربياً كذلك في سباقات السلم على الخصوص وفي سباقات خطوات دانلوب Pas danlops إلخ.... لكن الدوام لله. غير أن الدراجة الوطنية ستظل مدينة له بالكثير. فلا أقل من أن يحمل طواف المغرب لهذه السنة اسم »دورة الحاج محمد بهلول«، وهو ما يؤسس لتقليد وطني يكرس كل سنة اسماً من الأسماء التي أعطت الكثير لهذه الرياضة.