في وقت تواصل فيه المجموعة الدولية سحب اعترافها بالكيان الانفصالي المسمى "الجمهورية الصحراوية" (RASD)، يسعى الذراع السياسي لجبهة البوليساريو إلى كسب دعم دبلوماسي جديد من البرازيل، غير أن مساعيها تصطدم برفض ضمني وتغير في الموقف الرسمي لبرازيليا. وفي حوار مع الوسيلة الإعلامية البرازيلية Resumen Latinoamericano، حاول ممثل البوليساريو في البرازيل، أحمد مولاي علي حمادي، الربط بين القضية الفلسطينية والنزاع حول الصحراء المغربية، قائلا إن تاريخ فلسطين وتاريخ الشعب الصحراوي مرتبطان ارتباطا وثيقا، في مسعى لتسويق صورة مضللة لدى الرأي العام في أمريكا اللاتينية. وأشار المتحدث إلى أن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا سبق أن اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية وب"دولة فلسطين" سنة 2010، داعيا إلى "معاملة مماثلة" عبر الاعتراف ب"الجمهورية الصحراوية" وفتح سفارة لها في البرازيل، إلا أن هذا الطلب يتجاهل حقيقة أن الأممالمتحدة لا تعترف بهذا الكيان الوهمي، وأن غالبية دول الاتحاد الإفريقي نفسها لم تعد تعترف به. وأضاف ممثل الجبهة الانفصالية أن محاولات الاتصال بالرئيس لولا لم تلق أي تجاوب حتى الآن، مشيرا إلى أن اللقاءات مع مسؤولي وزارة الخارجية البرازيلية، خاصة في قسم الشؤون الإفريقية، لم تسفر عن أي نتائج تذكر، قائلا: الجميع يقول إن القرار في يد لولا وحده. وتأتي هذه التحركات في وقت تبدي فيه البرازيل دعما متزايدا للموقف المغربي، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية البرازيلي، ماورو فييرا، إلى الرباط في يونيو 2024، حيث عبر في بلاغ مشترك مع نظيره المغربي ناصر بوريطة عن دعم بلاده "للجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب في إطار مبادرة الحكم الذاتي" التي قدمها سنة 2007. وتعد هذه التصريحات بمثابة انتكاسة جديدة لجبهة البوليساريو، التي فقدت الكثير من أوراقها الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، في ظل تنامي الدعم الدولي المتزايد لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.