كشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية عن تفاصيل لقاء سري جرى أواخر يوليوز 2025، جمع بين المبعوث الأمريكي لإفريقيا مساد بولس والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حمل خلاله المسؤول الأمريكي رسالتين محوريتين تتعلقان بقضية الصحراء والعلاقات مع إسرائيل. وبحسب ما أوردته المجلة نقلا عن تسريبات من واشنطن بثتها قناة "الحرة" الأمريكية، فقد طلب المبعوث الأمريكي من الجزائر إقناع قيادة جبهة البوليساريو بقبول مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمه الرباط كحل للنزاع، إضافة إلى التهيئة لعملية تطبيع تدريجية للعلاقات مع تل أبيب. وأكد بولس أن استمرار الخلاف حول الصحراء والتوتر بين الجزائر والمغرب يقوض استقرار المنطقة ويعرقل التعاون في الساحل ويضعف فرص التكامل الاقتصادي المغاربي. المجلة أوضحت أن الرئيس تبون تمسك بمواقفه التقليدية، حيث رفض التطبيع قبل قيام دولة فلسطينية، كما رفض أي تنازل في قضية الصحراء التي وصفها ب"الخط الأحمر". وجدد هذا الموقف علنا بعد أيام قليلة في لقاء صحفي، قائلا: "لن أتخلى عن الصحراويين لإرضاء البعض فأصبح بذلك إمبرياليا، مبادئنا لم تتغير"، وهاجم الدول الداعمة للموقف المغربي واصفا إياها ب"الإمبريالية". التقرير لفت إلى أن هذا التشدد يأتي في وقت تتسع فيه دائرة الدعم الدولي للمغرب، إذ اعترفت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا بسيادة المغرب على الصحراء، فيما تبنت إسبانيا وألمانيا وهولندا خيار الحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد الواقعي. ونقلت المجلة عن الدبلوماسي المغربي السابق أحمد فوزي قوله إن المجتمع الدولي "سئم من هذه القضية" وإن القوى الكبرى تعتبر أن وقت التسوية قد حان. كما أشار المصدر ذاته إلى أن شهر أكتوبر المقبل قد يشهد تحولا في موقف الأممالمتحدة، حيث يرتقب أن يقدم المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تقريرا يعيد تعريف مهمة بعثة المينورسو بما يكرس عمليا تجاوز خيار الاستفتاء. وفي هذا السياق، يبقى الموقف الصيني محط أنظار المتابعين، خاصة مع تنامي استثمارات بكين في المغرب وزيارة وزير الخارجية ناصر بوريطة إلى الصين، وهو ما قد يدفعها نحو إبداء دعم أوضح لمبادرة الحكم الذاتي. وخلصت "جون أفريك" إلى أن المعطيات الدولية الحالية تميل لصالح الرباط التي تحظى بدعم أمريكي وأوروبي واسع، بينما تواجه الجزائر ضغوطا متزايدة واحتمال تكبد هزيمة استراتيجية صعبة في ظل إصرار الرئيس تبون على ما وصفته المجلة ب"خطوط حمراء تتآكل تحت الضغط الدولي".