في خطوة تاريخية ومفصلية على الصعيد الدبلوماسي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، خلال كلمته في مؤتمر الأممالمتحدة المخصص لمسار حل الدولتين، عن اعتراف فرنسا رسميا بدولة فلسطين، في موقف يعكس التزام باريس بدعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط . وشدد ماكرون في خطابه على أن "وقت السلام قد حان"، مؤكدا على ضرورة العمل العاجل لإنهاء العنف في قطاع غزة، والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس. وأضاف: "حان الوقت لإنهاء الحرب والقصف والمجازر. الوضع أصبح ملحا، ولا يمكن للمجتمع الدولي الانتظار أكثر" . وأوضح الرئيس الفرنسي أن هذه الخطوة تأتي تمهيدا لإحياء مسار السلام العادل والدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مضيفا أن البعض قد يعتبر القرار إما مبكرا أو متأخرا، لكن الظروف الراهنة والاحتياجات الإنسانية الملحة تحتم اتخاذه الآن. وبهذا الإعلان، تنضم فرنسا إلى قائمة الدول الغربية التي اعترفت رسميا بفلسطين، بعد بريطانيا وكندا، في إطار جهود دولية متزايدة لإعادة إطلاق مفاوضات حل الدولتين. وينظر إلى هذه الخطوة على أنها رسالة دبلوماسية قوية، تؤكد التزام باريس بالسلام، وتسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية للمفاوضات العادلة والإنسانية. ويأتي القرار في وقت يشهد فيه النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي تصعيدا متواصلا، مع استمرار القصف، وسقوط ضحايا مدنيين، وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. ويأمل المجتمع الدولي أن يُسهم الاعتراف الفرنسي في تحفيز الجهود الدبلوماسية، وفتح آفاق جديدة للتفاوض، وضمان حماية المدنيين والمقدسات. و من جهة أخرى، تشير تحليلات خبراء السياسة الدولية إلى أن هذه الخطوة قد تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة، وتفرض على الأطراف المعنية ضرورة التعامل مع التحديات الإنسانية والسياسية من منظور التزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان. كما من المتوقع أن تؤثر على المواقف الدبلوماسية للعديد من الدول الأوروبية والغربية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتفتح المجال أمام مبادرات جديدة لتسوية النزاع سلميا.