عرف قطاع القنب الهندي المقنن بالمغرب خلال سنة 2025 تطورا ملموسا، يعكس دينامية متصاعدة واهتماما متزايدا من قبل الفاعلين في هذا المجال. فقد ارتفع عدد التراخيص الصادرة عن الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي إلى 4003 ترخيص، أي بزيادة بلغت 20% مقارنة بالسنة السابقة، وهو ما يدل على توسع نشاط القطاع بشكل واضح. وشهدت المساحات المزروعة زيادة ملحوظة لتصل إلى 4751 هكتارا، موزعة بين 5493 مزارعا ضمن 366 تعاونية، مقابل 2169 هكتارا في 2024 و2647 مزارعا ضمن 185 تعاونية. ويستأثر الصنف المحلي المعروف باسم "البلدية" بحصة الأسد، إذ تمت زراعته على مساحة 1627 هكتارا بتاونات، و1222 هكتارا بشفشاون، و1289 هكتارا بالحسيمة من قبل 4419 مزارعا في 259 تعاونية. أما الصنف المستورد، فتمت زراعته على مساحة 613 هكتارا بواسطة 1074 مزارعاً ضمن 107 تعاونيات. وعلى صعيد المراقبة والامتثال، أنجزت الوكالة 5430 عملية تفتيش شملت جميع مراحل النشاط، من الزراعة (2801 عملية)، واستيراد البذور (300)، والتسويق (642)، والتصدير (59)، والتحويل (71)، إضافة إلى مراقبة النقل (1557). ولا تزال 235 رخصة صالحة ل165 فاعلا، مع تشغيل 5 مصانع تحويل بطاقة إنتاجية تصل إلى 568 طنا، في حين توجد 11 مصنعاً آخر قيد الإنشاء. أما في المجال الصناعي، فقد أسهم استخراج مادة الكانابيديول في تسجيل 21 مكملا غذائيا و16 منتوجا تجميليا لدى الوكالة المغربية للأدوية، إضافة إلى 10 منتجات غذائية مسجلة لدى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، ليصبح مجموع المنتجات المعتمدة 78 منتجا. وعالميا، تتصدر المنتجات المغربية أسواق فرنسا وسويسرا وجمهورية التشيك واللوكسمبورغ والبرتغال وأستراليا وجنوب إفريقيا، بدعم من بروتوكولات متابعة من الوكالة الوطنية ومختلف الهيئات المعنية بالمراقبة والتصدير والجمارك. ويؤكد هذا الأداء القوي على قدرة المغرب على تحويل قطاع القنب الهندي المقنن إلى رافد اقتصادي مستدام، يعزز فرص الاستثمار، ويضمن منافسة وطنية ودولية للمنتجات المغربية، مع فتح آفاق جديدة للصناعات الغذائية والتجميلية والطبية.