في لقاء جمع منتخبي حزب العدالة والتنمية، اليوم الأحد بالمقر المركزي للحزب بالرباط، عبر الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران، عن أسفه لما وصفه ب"الاختلالات الكبيرة" التي تعرفها المجالس الجماعية بالمغرب، محملا مسؤولية ذلك إلى سوء التسيير وتضارب المصالح واستفحال الريع وهيمنة الأعيان على القرار المحلي. وقال بنكيران إن أداء حزبه في المعارضة خلال السنوات الأربع الماضية كان "نزيها لكنه ساذج"، موضحا أن الحزب، بعد هزيمته في انتخابات السابع من شتنبر، اختار ممارسة السياسة بعقلانية ومنح الحكومة فرصة لإثبات نجاعتها، على أمل رؤية مغرب أكثر ازدهارا وعدلا في مجالات الحريات والكرامة والتعليم والصحة والإدارة، غير أن "النتائج كانت مخيبة للآمال". وفي تعليقه على "حراك جيل Z"، اعتبر بنكيران أن هذا الجيل أظهر قدرا من التعقل والمسؤولية، مبرزا أن خروج الشباب إلى الشارع كان مقلقا لكنه قوبل بتعامل متزن من السلطات، مشيرا إلى أن أغلب المحتجين نبذوا العنف رغم بعض الأحداث المؤسفة التي أودت بحياة عدد من الشبان. كما حذر من خطورة محاولة البعض الاعتداء على مؤسسات أمنية أو السعي للاستيلاء على أسلحة، معتبرا أن ذلك كان من شأنه إدخال البلاد في حالة فوضى. وشدد بنكيران على أهمية المؤسسة الملكية في الحفاظ على استقرار المغرب ووحدته، مؤكدا أن الملكية تعد ركيزة أساسية من ثوابت الأمة إلى جانب الدين الإسلامي، وأن جلالة الملك يقوم بدوره على أكمل وجه. وأضاف أن "من يتحدث بسوء عن الملك أو يتنبأ بموته مخطئ، لأن الأعمار بيد الله". كما أشار إلى أن بعض شباب جيل Z انتقلوا من المطالب الاجتماعية إلى الخوض في قضايا سياسية كبرى، مستشهدا بما أورده الصحفي سمير شوقي حول تحول الخطاب من المطالب المعيشية إلى نقاش حول النظام السياسي، لكنه أعرب عن ارتياحه لأن هؤلاء الشباب لم يصطدموا بالمؤسسة الملكية، بل وجهوا انتقاداتهم نحو الحكومة. وأوضح أنه سبق أن نبه رئيس الحكومة إلى أن سياساته قد تدفع المواطنين نحو مواجهة مع الملك، وهو ما "كاد يتحقق مع حراك جيل Z". وفي ما يتعلق بحملات مقاطعة مباريات المنتخب والمشاريع الرياضية الكبرى، رفض بنكيران بشدة هذه الدعوات، معتبرا أن تنظيم كأس إفريقيا وكأس العالم 2030 "مشروع ملكي وطني يجسد طموح الشباب المغربي، ولا علاقة له بالحكومة"، مضيفا أن المقاطعة "تخدم خصوم المغرب، خصوصا في الجزائر". وأكد أن التغيير الحقيقي يجب أن يتم عبر الطرق السلمية، وأن "ربط الرياضة بقضايا الصحة أو التعليم خطاب شعبوي يفتقر للواقعية". وفي ختام مداخلته، دعا بنكيران إلى محاربة الفساد وصون الثوابت الوطنية، وعلى رأسها الملكية، مشددا على ضرورة "قطع أي علاقة مع إسرائيل". كما وجه انتقادات حادة لبعض المعارضين المقيمين بالخارج، وفي مقدمتهم بوبكر الجامعي، واصفا إياهم ب"الجبناء"، داعيا إياهم إلى العودة إلى المغرب وتأسيس أحزاب سياسية إن كانت لديهم الجرأة. وأكد أنه مستعد لمناقشتهم "وجها لوجه"، لأن "المغرب أكبر منهم جميعا". واختتم بنكيران كلمته بالقول إن المغرب "ليس نظاما ديكتاتوريا ولا ديمقراطيا بالمطلق، بل بلد يسير بثبات نحو الإصلاح في ظل الاستقرار"، مضيفا أن "من أراد الثورة فليفعل، لكنه لن ينجح، لأن المغاربة لن يقبلوا أبدا بنظام عسكري ديكتاتوري".