تتسارع وتيرة الاستعدادات بمدينة فاس لإطلاق أسطول الحافلات الحضرية الجديدة، التي تخضع حاليا لعمليات تجهيز تقنية متقدمة تشمل أنظمة الدفع الإلكتروني، وكاميرات المراقبة، وتقنية تتبع الحركة، وذلك في إطار جهود تروم الرفع من جودة خدمات النقل العمومي وتيسير تنقل الساكنة والزوار، قبل الشروع في التشغيل الرسمي خلال الأيام القليلة المقبلة. ويكتسي هذا المشروع أهمية خاصة مع اقتراب موعد احتضان المدينة لجزء من مباريات كأس أمم إفريقيا 2025، حيث تعمل السلطات المحلية على توفير شبكة نقل حديثة ومتكاملة تستجيب لاحتياجات الزوار، وتقدم خدمات آمنة ومريحة، بما يعكس صورة حضرية متطورة وقدرة عالية على تنظيم حركة المرور خلال هذا الاستحقاق القاري. وخلال الأسابيع الأخيرة، توالت على فاس دفعات جديدة من الحافلات العصرية، إذ استقبلت المدينة الدفعة الثانية التي تضم حوالي 40 حافلة صينية الصنع، بعد أيام من وصول الدفعة الأولى المتكونة من 48 حافلة. وتأتي هذه العملية ضمن البرنامج الوطني لتجديد أسطول النقل الحضري الهادف إلى سد الخصاص وتحسين العرض العمومي في مختلف المدن المغربية. وتشرف وزارة الداخلية على العملية في إطار صفقة شاملة مع الشركة الصينية "يوتونغ" لتوريد 723 حافلة لعدد من الجماعات الترابية، من بينها مدينة فاس التي يرتقب أن تستفيد من 261 حافلة ضمن استراتيجية وطنية واسعة تهدف إلى تطوير النقل العمومي والرفع من جودته في 84 مدينة عبر التراب الوطني. وتتكلف شركة "إيصال فاس"، بشراكة مع الجماعة الترابية، بتسيير الأسطول الجديد وفق مخطط يروم توسيع الشبكة وتقليص مدة الانتظار وتحسين جوانب الاستدامة، عبر اعتماد مركبات أقل استهلاكا للطاقة وأكثر فعالية. ومن المقرر أن تدخل الحافلات الجديدة الخدمة نهاية الأسبوع الجاري، بعد استكمال الفحوصات التقنية النهائية، في خطوة ينتظر أن تحدث تحولا ملموسا في منظومة النقل داخل المدينة.