قامت السلطات الأسترالية بإصدار أوامر لعشر من أكبر المنصات بحظر دخول الأطفال دون 16 عاما اعتبارا من منتصف ليل الأربعاء (1300 بتوقيت غرينتش الثلاثاء) أو مواجهة غرامات مالية تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (33 مليون دولار) بموجب القانون الجديد. ووجهت كبرى شركات التكنولوجيا ومدافعون عن حرية التعبير انتقادات للقانون الذي لقي، على الجانب الآخر، ترحيبا من الآباء والأمهات والمدافعين عن حقوق الأطفال. ومن جهتها، تراقب الحظر عن كثب دول أخرى تفكر في اتخاذ تدابير مماثلة مع زيادة المخاوف من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صحة الأطفال وسلامتهم. وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي في رسالة مصورة إن الهدف من الحظر هو دعم الشباب الأسترالي وتخفيف الضغط الذي يمكن أن يتعرض له من البث والخوارزميات التي لا نهاية لها. وأضاف في الرسالة، التي قالت شبكة سكاي نيوز أستراليا إنها ستعرض في المدارس هذا الأسبوع "استفد إلى أقصى حد من العطلات المدرسية المقبلة، فبدلا من أن تقضيها في تصفح هاتفك، ابدأ رياضة جديدة، تعلم آلة موسيقية جديدة، اقرأ ذلك الكتاب الموجود على الرف منذ فترة". وأردف قائلا: "الأهم من ذلك، اقض وقتا ممتعا مع أصدقائك وعائلتك وجها لوجه". وإلى ذلك، ينهي هذا الإجراء عاما كاملا من التكهنات بما إذا كان بإمكان أي دولة منع الأطفال من استخدام التكنولوجيا التي صارت جزءا من الحياة العصرية. وقالت تاما ليفر أستاذة دراسات الإنترنت في جامعة كيرتن: "رغم أن أستراليا هي أول من يقر مثل هذه القيود، فلن تكون الأخيرة على الأرجح". ومن جانبها، تقول حكومات من الدانمارك إلى ماليزيا وحتى بعض الولاياتالأمريكية، حيث تتراجع الثقة وخصائص السلامة في المنصات، إنها تعتزم اتخاذ خطوات مماثلة. وجاء ذلك بعد تسريب وثائق داخلية لشركة ميتا، مالكة منصتي فيس بوك وإنستاغرام، قبل أربع سنوات تكشف أن الشركة كانت تعلم أن منتجاتها ساهمت في مشكلات بين القصر تتعلق بصور الجسم. وقالت ميتا إن لديها أدوات لحماية الأطفال. هذا، ويشمل الحظر 10 منصات مبدئيا لكن الحكومة قالت إن القائمة ستتغير مع ظهور منتجات جديدة وتحول المستخدمين القصر إلى بدائل. ومن جهتها، قالت كل المنصات العشر، باستثناء إكس المملوكة للملياردير إيلون ماسك، إنها ستلتزم باستخدام الاستدلال العمري الذي يخمن عمر المستخدم من نشاطه على الإنترنت أو عن طريق تقدير العمر الذي يعتمد عادة على صورة شخصية. وربما تتحقق المنصات أيضا من وثائق الهوية التي تم تحميلها أو تفاصيل الحساب المصرفي المرتبط بالصفحات. ويمثل تطبيق القانون بالنسبة لشركات وسائل التواصل الاجتماعي، حقبة جديدة من الركود الهيكلي بعدما أظهرت دراسات ثبات أعداد المستخدمين وتقلص الوقت الذي يقضونه على المنصات. (رويترز)