احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، على مدى يومي 20 و21 ماي الجاري، ندوة علمية في موضوع "الإنسان في القرآن". جانب من فعاليات الندوة افتتحت الندوة بكلمة الأمين العام لمجلس العلمي الأعلى محمد يسف، الذي اعتبر الملتقى مناسبة لتداول الأفكار حول موضوع الإنسان، في مشهد علمي يمد الجسور التي كانت مقطعة، بما يحقق التواصل بين الإيمان والعلم، وللإسلام صدر رحب ومفتوح لكل العلوم التي تفيد الناس. وأبرز أن المشتغل فيها هو في عبادة لينفع الناس، في فضاء هو حصن للمعرفة والبحث العلمي، لأن البحث والتصور شيء، ولكن العمل والتصديق على تطبيقه مرحلة أخرى، والمغرب اليوم، يقول محمد يسف، يمثل نموذجا متفردا في دينه ودنياه، وهو نموذج للصحوة الدينية التي تتحرك بقوة في كل أنحاء المملكة، مع انفتاح العلماء والجامعات والمعاهد، بما يمثل الأمل والحصن في عون الآخر، والشبكات العلمية متوزعة في أكثر من 80 مؤسسة، إضافة إلى مؤسسة علمية خارج المغرب في المهجر، ليكون المغرب جامعا بين الدين والدنيا وبين العلم والإيمان. من جانبه، أكد عبد الرحمان العضراوي عن اللجنة المنظمة للملتقى العلمي الرابع، الذي ينظمه المجلس العلمي الأعلى بتنسيق مع جامعة السلطان مولاي سليمان والكلية، والمجلس العلمي المحلي لبني ملال، في كلمة افتتاحية، أن من حق مختبر مقاصد الوحي والتواصل الديني الحضاري بالكلية أن يكون سعيدا بالمشاركة في اختيار موضوع الإنسان في القرآن الكريم، انطلاقا من إرادة تحقيق رؤية جديدة للبحث في مفهوم الإنسان، تقوم على مساءلة دائمة لماهية الإنسان وفلسفة وجوده، من خلال مراجعة نقدية للدراسات والبحوث التي تناولت موضوع الإنسان في القرآن من مداخل علمية وأخلاقية وتربوية وفكرية واجتماعية وتاريخية وفلسفية ومقارنة أديان، وفي سياق نقد مرجعيات الفكر الإنساني حول الإنسان وإيجاد الحلول لأزمة الإنسان المعاصر. وتدخل رئيس الجامعة بوشعيب المرناري، وعميد الكلية يحيى الخالقي، اللذان أكدا انخراط الجامعة في أنشطة تنفتح على المحيط السوسيو ثقافي، من منطلق أهمية الموضوع في البحث والمدارسة، وما يعني ذلك من تفاعل إيجابي مع المحيط في علاقة بالمشاريع التنموية التي تعنى بالإنسان، وبالتالي طرح الأفكار والآراء حول الموضوع في كل تجلياته وخصائصه ومحدداته التنظيرية والتطبيقية. فيما ركز في هذه الجلسة الافتتاحية، سعيد شبار، رئيس المجلس العلمي لبني ملال، على الإشارة إلى جملة من المشيرات في القرآن الكريم، التي تحيل على أهمية موضوع الإنسان، وخصائص ومحددات المنظور الإنساني للقرآن، ضمن مسار ومشروع تنموي بشري شامل مؤهل للمسؤولية. وتوزعت أشغال الندوة إلى ست جلسات علمية، ضمن محاور تتعلق بمحددات وخصائص المنظور القرآني للإنسان، ومجالات ووظائف الإنسان وفق هذا المنظور، ومحور تقويم التنظيرات المادية للإنسان. وشارك في الملتقى مجموعة من الأساتذة والعلماء واالباحثين والمهتمين والدكاترة المختصين في الميدان. وخلصت الندوة إلى مجموعة من التوصيات والخلاصات، المتعلقة بالموضوع، والتي تؤكد على البعد المنفتح للإسلام، وتعميقه لثقافة الحوار والانفتاح على باقي الحضارات، والقيمة التي يحظى بها الإنسان في القرآن على جميع المستويات، إضافة إلى توصيات أخرى ذات علاقة بالموضوع، تؤكد على ضرورة متابعة البحث في مثل هذه المكونات العلمية.