قضى الدولي المغربي السابق مصطفى يغشى أكثر من 15 سنة متنقلا بين الفرق السويسرية، لكنه ظل وفيا لبلده، ولم يكن يتردد في تلبية نداء الدفاع عن القميص الوطني، مثلما ظل هذا الرجل الدكالي وفيا لأصوله، ولدرب السلطان، حيث قضى طفولته، والدارالبيضاء، التي قضى بها مرحلة مهمة من حياته، في هذه الأوراق يقلب يغشى أوراق مسار جميل. الحلقة التاسعة تألق مصطفى يغشى بقميص الدفاع الحسني الجديدي، ثم بعد ذلك بقميص أسود الأطلس، فبدأ يفكر جيدا في تغيير الأجواء، علما أن الحظ لم يكن بجانب الدكاليين مرتين متتاليتين ضمن منافسات كأس العرش، إذ وصل الفريق إلى المربع الذهبي، دون أن تتاح له فرصة بلوغ المباراة النهائية. ويقول مصطفى بهذا الشأن "خلال الموسم الرياضي 70/71 بلغنا نصف النهائي لكن مسيرتنا توقفت بعد الهزيمة الصغيرة أمام المغرب الفاسي (1-2)، علما أننا فزنا في ربع النهائي على اتحاد سيدي قاسم (3-0)، وفزنا في الثمن على سريع وادي زم (3-1)، وخلال الموسم الرياضي الموالي (71-72) بلغنا مرة أخرى نصف النهائي، لكن مسيرتنا توقفت أمام شباب المحمدية، بعد أن خسرنا بالضربات الترجيحية (2-4) علما أن المباراة انتهت بالتعادل (1-1)، وخلال هذا الموسم لم تجر المباراة النهائية التي كانت مقررة بين شباب المحمدية وجمعية الجمارك". كان يغشى قريبا جدا من الانتقال للعب في الدوري الجزائري، ويقول "بعد نهاية الموسم الرياضي 71-72 توصلت بعرض جاد من نادي شباب بلكور، بعدما كان المسؤولون عن الفريق يتابعون خطواتي وبعد اقتناعهم بأدائي خصوصا مع المنتخب المغربي. أذكر أنهم اتصلوا بمسيري الدفاع الحسني الجديدي، وعرضوا عليهم مبلغ مليوني فرنك فرنسي آنذاك، غير أن الجديديين رفضوا هذا العرض، بدعوى أنهم متخوفون من تكرار سيناريو اللاعب المعروفي الذي كان انتقل للعب في فرنسا، وتحديدا مع نادي نيم، لكن التجربة فشلت فعاد إلى المغرب، لكنه انتقل للدفاع عن قميص الوداد البيضاوي". وبينما كان يغشى ينتظر، توصل بعرض متميز من نادي شينوا السويسري، ويعود سنوات طويلة إلى الخلف، ويستحضر كيف وصله هذا العرض، ويقول "إضافة إلى اللعب مع الدفاع الجديدي، كنت أمارس ألعاب القوى مع النادي البلدي البيضاوي، ومرتين كل أسبوع أعود مبكرا من الجديدة وألتحق بالتداريب في حديقة "لا كازابلانكيز". والحقيقة أن النتائج التي حققتها في بعض السباقات جعلتني أتحمس لمواصلة التداريب، علما أنني كنت أستفيد كثيرا على مستوى اللياقة البدنية. أذكر أنني كنت أسجل توقيت 11.1 ث في سباق 100 متر، و1.76 متر في القفز العلوي. ومن بين زملائي في التداريب كان هناك شخص سويسري أبدى دائما إعجابه بمؤهلاتي الفنية، خصوصا أنه تابع عددا من المباريات التي كنت أخوضها سواء مع الفريق الجديدي أو بقميص المنتخب. وعندما كنت موجودا مع المنتخب المغربي في ميونيخ عرض علي التوجه إلى سويسرا وإجراء اختبار مع بعض فرقها، مؤكدا أنني مؤهل للنجاح مع أكبر الفرق، لكنني فضلت التريث، علما أنه نقل أخباري إلى سويسرا، وقبل حلول صيف سنة 1973 وصلني عرض جاد من فريق شينوا، الذي كان وقتها صعد إلى دوري الدرجة الأولى، وكان مسؤولوه يبحثون عن صانع ألعاب قادر على قيادة الفريق في بطولة كبيرة". في الحلقة المقبلة جنيف ترحب بالنجم الدكالي