1200 فاعل اقتصادي ومؤسساتي في المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية

'التجاري وفابك' و'المغرب تصدير' يعلنان عن برنامج الدورة الثالثة بالبيضاء الكتاني: التوجيهات الملكية أكدت باستمرار ضرورة دعم التعاون جنوب جنوب

أفاد محمد الكتاني، الرئيس المدير العام لمجموعة "التجاري وفابك"، في ندوة صحفية، الاثنين الماضي بالدارالبيضاء لتقديم محاور هذه الدورة، أن هذا الحدث سيشهد مشاركة 1200 فاعل اقتصادي ومؤسساتي، من 17 بلدا من القارة الإفريقية، وسينعقد بشراكة مع "المغرب تصدير"، يندرج في سياق مقاربة ترنو إلى توحيد الرؤية لفائدة الفاعلين الأفارقة، وبالتالي تكريس سبل التنمية الشاملة وتعبيد الطريق المؤدية إلى تحقيق رهاناتها.
وأوضح الكتاني أن التوجيهات الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس أكدت باستمرار على ضرورة دعم كل الخطوات الرامية إلى تفعيل الشراكة والتعاون جنوب جنوب، مضيفا أن هذه التوجيهات السديدة أبانت على أن هناك آمالا في المستقبل تفوق التوقعات.
وأبرز أن هذا الحدث يجسد اقتناع عدد من دول إفريقيا بأهمية اعتماد مبدأ "الثقة المتبادلة" من أجل الانخراط الإرادي في مستقبل مشترك، انطلاقا من تبني منهجيات محددة ودقيقة، وقال "من الطبيعي جدا أن يواكب منتدى إفريقيا والتنمية هذا التوجه، وأن يصاحب التحولات الأخيرة ويستبق تلك التي ستحدث لاحقا".
وأكد الكتاني أن هذا الموعد يندرج أيضا في مسارات تعزيز الاقتصاديات الإفريقية، التي أصبحت تحفز أكثر فأكثر على تحقيق النمو المتقاسم والاستثمار المشترك، بفضل الرؤية الواضحة، والمخططات الوطنية التنموية المتناسقة والهادفة، وقال "إن الرؤية المحفزة لصاحب الجلالة دعمت بقوة تكثيف جهودنا، ووضعت المملكة في مصاف الأمم الإفريقية الملتزمة بخدمة قضايا الاندماج القاري، ورفاه المجتمعات الإفريقية".
وأضاف "ليس صعبا رؤية التحولات التي تشهدها المجتمعات الإفريقية، التي تبرز انبثاق عهد جديد، وطرق سيارة للنمو، وهي معطيات تتطلب ابتكارا متواصلا ونضجا في التعامل"، موضحا أن الاقتصاد الرقمي، وبروز طبقات وسطى، والتعمير المتسارع والمشاريع الكبرى للبنى التحتية تمثل أوراشا كبرى، يجب أن تستفيد من مجهوداتنا المشتركة، للقطاعين العام والخاص، ومن المقاولات الكبرى والمقاولات المتوسطة والصغيرة، والمقاولين الشباب، والفاعلين المهيكلين، هذه التحولات تفرض علينا تجديدا متواصلا وإنصاتا دقيقا للأسواق"، وأضاف أنه في ظل الظرفية الدولية الصعبة، فإن كل الأنظار متجهة نحو إفريقيا التي تعد بآفاق تنموية هي الأفضل في العالم.
وأشار الكتاني إلى أن تفعيل هذا التوجه يقتضي صياغة معايير ومقاييس إفريقية، ووضع الثقة المتبادلة والتدريجية لاقتصاديات إفريقيا في خدمة تعاون قاري قوي وبناء. وأضاف أن المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية سيصدر "كتابا أبيض"، سيقدم إلى جميع أصحاب القرار السياسي المعنيين، يتضمن كل توصيات الفاعلين الاقتصاديين التي ستتمخض عن هذه الدورة، وقال إن "هذا الكتاب الأبيض يراد به أن يكون قوة اقتراحية براغماتية، لرفع الحواجز والمعيقات المؤسساتية التي تعرقل التعاون جنوب جنوب".
وأعلن الكتاني أن المنتدى سيصبح تظاهرة سنويا، بدل انعقاده مرة كل سنتين، حتى يساهم في تكريس تموقع المملكة المغربية كمحرك للاندماج الإفريقي.
من جهتها، اعتبرت زهراء معاريفي، المديرة العامة للمركز المغربي لإنعاش الصادرات "مغرب تصدير"، أن إفريقيا تحتل مكانة مهمة في جدول أعمال المركز، وشريك استراتيجي للمملكة.
وأضافت أن إفريقيا تزخر بالعديد من المزايا الاقتصادية من حيث الثروة والموارد البشرية والتحول الاقتصادي، ناهيك عن الوضع السياسي الذي يزداد استقرارا جعل منها قارة المستقبل.
وأوضحت المداخلات خلال الندوة أن الدورة الثالثة تشكل مناسبة للقاء والتحاور، يجتمع حولها أزيد من 1200 فاعل اقتصادي ومؤسساتي من 15 بلدا إفريقيا. وستنظم خلال الحدث الكبير طيلة يومين لقاءات عمل بين أصحاب القرار السياسي ومستثمرين اقتصاديين، وورشات سيسهر على تنشيطها خبراء وفاعلون مرموقون، تتخذ من قضايا راهنة مواضيع لها.
وستعقد خلال المنتدى الدولي ثلاث ورشات، الأولى حول موضوع "الطاقة" ستناقش جوانب تنويع مصادر الطاقة والأمن الطاقي، وستتطرق الثانية إلى محور الصناعات الزراعية، إذ ستنكب على تثمين الموارد الفلاحية والأمن الغذائي، أما الثالثة، فتتدارس موضوع "البنيات التحتية" من خلال التركيز على الرهانات وأنواع الشراكات والتمويلات.
وستشكل هذه الدورة الثالثة فرصة لتقديم المشاريع الاستثمارية الكبرى في 7 دول من منطقتي الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا، والمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (مالي، والكامرون، والبنين، وبوركينا فاسو، والكوت ديفوار، والغابون، والسينغال)، والنقاش حول البرامج الوطنية للتنمية الصناعية بالكوت ديفوار، والغابون، والسينغال.
ويعتزم التجاري وفابنك والمغرب تصدير، من خلال المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية، المساهمة في تعزيز أوجه التكامل حول الاندماج الاقتصادي الإفريقي، ويتعلق الأمر بتدعيم مؤسساتي بات يفرض نفسه، في ظل ظرفية اقتصادية إفريقية تتميز بوضع برامج استعجالية طموحة.
وستوزع خلال المنتدى جوائز التعاون جنوب جنوب، وكذا جائزة المقاولين الشباب، وهي من مستجدات هذه الدورة، على أفضل المقاولات، التي تميزت بمساهمتها في تطوير المبادلات والاستثمارات بين الدول الإفريقية.
كما سيحتضن المنتدى معرضا فنيا تحت عنوان "حركات وصور"، للفنانين سايدو ديكو وميشيل ماكيما، من تنظيم مؤسسة التجاري وفابنك.