ناقش الطالب الباحث عبد الخالق سداتي رسالة الدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية، تخصص علم الاجتماع في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة ابن طفيل القنيطرة، تناول فيها موضوع الشباب والمؤسسات في الصحراء: دور العوامل الثقافية في تفسير العلاقة التفاعلية بين الشباب والمؤسسات، وهي دراسة سوسيولوجية في جهة العيون-الساقية الحمراء"، حصل بعدها الطالب الباحث على ميزة مشرف جدا مع توصية بالطبع. وأشرف على البحث، الدكتور محمد دحمان، كما تكونت لجنة المناقشة من الدكاترة، نبيل عبد الصمد بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية القنيطرة ومحمد شرايمي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية تطوان وعبد المنعم الشقيري بدار الحديث الحسنية في الرباط. وشكل الإطار العام لهذه الدراسة وقوفها على طبيعة العلاقة بين الشباب والمؤسسات، وفهم وتحليل علاقة الشباب بمجموعة من المؤسسات في المجال الصحراوي ودراسة مختلف أوجه التفاعل القائم بينها، من خلال دراسة ميدانية في جهة العيون-الساقية الحمراء. ووقف البحث عند منظومة القيم التي تنقلها المؤسسات للشباب وموقف الشباب منها، والحمولة القيمية التي ينقلها الشباب بدوره إلى المؤسسات واستجابة المؤسسات لها، وبالتالي فهم منطق اشتغال المؤسسات وانعكاس كل ذلك على المجتمع وتنميته. توصل البحث إلى نتائج هامة نوه بها أعضاء لجنة المناقشة وأكدوا جدتها وأهميتها، حيث قدمت قاعدة من البيانات والمعطيات التي تعبد الطريق أمام الباحثين ومختلف الفاعلين المهتمين بالشأن التنموي في المنطقة، والكل بات يعلم أن فهم فلسفة الشباب وميولاتهم وقيمهم ونظرتهم لذواتهم ولمجتمعهم هو السبيل نحو تذليل معيقات التنمية وضمان استقرار المجتمعات، وفقا لما جاء في تقرير حول مناقشة رسالة الدكتوراه المذكورة، توصلت "الصحراء المغربية" بنسخة منها. وتتجسد أهداف أطروحة البحث في الكشف عن الملمح القيمي لشباب الصحراء كفاعل جديد محكوم بقيم جديدة يمكن أن تعكس ثقافة خاصة لدى هذه الفئة، على ضوء التحولات التي عرفها المجال الصحراوي لاسيما على المستوى الثقافي. ويتجسد الهدف الثاني في تشخيص التحولات الثقافية لشباب الصحراء في زمن الألفية الثالثة استنادا إلى حركية القيم، مع الكشف عن مختلف التصورات التي صاحبت تلك التحولات وطريقة إدراكها من قبل المعنيين بها شبابا ومؤسسات، على أساس أن تلك التصورات ذاتها ما هي إلا تجل لهذه التغيرات وترجمة نسبية لعقلية وآليات تفكير الشباب المحلي. كما حاول البحث فهم وتفسير أثر هذه التحولات على تشكل العلاقة التي تحكم المعيش اليومي للجيل الجديد بالمؤسسات من خلال استحضار مختلف العوامل الفاعلة في هذا التحول، يضيف التقرير المذكور. وفي هذا الإطار، أفاد سداتي، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن البحث استهدف، في جزء منه، دراسة وتحليل الجوانب والمحددات المتعددة والمختلفة لأشكال الدينامية الداخلية للمواقف والسلوكات الشبابية إزاء مختلف المؤسسات، في ظل تأثير التحولات الثقافية التي مست البنى القيمية والمعرفية لشباب جهة العيون الساقية الحمراء. وتحدث سداتي عن أنه تبين، استنادا لمعطيات ميدانية همت مدن الجهة المعنية بالدراسة، وجود نوع من التباين على مستوى موقع المؤسسات بأنواعها السلطوية والتمثيلية والعمومية ثم التقليدية في معيش الشباب، وأن كل ما يريده هؤلاء الشباب، من كلا الجنسين، هو إثبات قدراتهم وذواتهم داخل المجتمع. وفي المقابل اتضح مدى الارتباط القوي والوجداني بالقبيلة وأفرادها وبالايكولوجيات والمجموعات الاجتماعية التقليدية، إذ يمكن، من منظور سيكو- أنثربولوجي، تفسير ظاهرة تماهي الشباب مع مؤسسة القبيلة كنتيجة لتشكل نوع من اللاوعي الثقافي الجمعي واستمراره عبر التنشئة الاجتماعية كمهمة تقوم بها الأسرة، باعتبارها خلية أولية للتنشئة الاجتماعية، وهو ما يفسر ارتباط سلوك الشباب بشكل كبير بالأسرة وبالعائلة كإطارين مرجعيين مهيمنين في تبرير سلوك الشباب وفهم مواقفهم.