تم انتخابكم أمينا عاما للمنظمة العربية للمحامين الشباب، ما هي المهام التي تنتظركم؟ إن من بين المهام التي تنتظرنا تقوية هياكل المنظمة على المستوى العربي عبر تكتل المحامين الشباب من أجل الوصول إلى مراكز القرار قصد تدبير الشأن المهني، وتطوير الكفاءات وفتح نقاش معمق حول أخلاقيات المهنة بهدف الوصول إلى مدونة موحدة لأخلاقيات المهنة على المستوى العربي، من أجل إعمالها وتطبيقها وملاءمتها مع القوانين الوطنية. كما أن المنظمة لها دور في توحيد المواقف من قضايا الأمة وكل القضايا الوحدوية بالدول العربية. ما الهدف من مدونة أخلاقيات المهنة؟ إن الهدف من المدونة هو تجميع العديد من الأعراف والتقاليد التي تخص مهنة المحاماة والتي هي عبارة عن تراث شفوي غير مدون، وستمكن هذه المدونة، كما هو الشأن في الدول الأوربية والأمريكية، من تحسين صورة المهنة في المجتمع والمساهمة بجدية في القضايا ذات الاهتمام المشترك سواء السياسية والاجتماعية والاقتصادية. يجب ألا نغفل أن للمحامي دوراً في التنمية بصفته المحرك الأساسي لقطاع العدالة والذي يقع عليه دور التخليق ومحاربة الفساد والرقابة على هيئات العدالة. ولا بد من مواكبة التطور الذي تعرفه هذه المهنة، لأنه في الوقت الذي نجد هناك شركات للمحاماة ذات طابع احتكاري لا نجد مكاتب عربية من هذا النوع تواكب استثمارات الدول العربية وغيرها من المهام التي يمكن القيام بها. هل الحديث عن المدونة جاء من أجل تحسين صورة المحامي التي بدأت تهتز داخل المجتمع المغربي؟ إن مهنة المحاماة هي مهنة مقدسة وينبغي أن تبقى كذلك، ولكن مع الأسف هناك بعض الممارسات الشاذة التي تؤثر على صورة المحامي وأصبح المواطنون لا يثقون في هذه المهنة كما لا يثقون أيضا في العديد من الأجهزة مثل مؤسسات الدولة والقضاء وغيرها. ومع انعدام عنصر الثقة، يزداد الأمر سوءا خاصة أن ثقافة الفساد أضحت هي الموجهة لسلوك المواطن المغربي، وهذا ما جعلنا نفكر في مدونة للأخلاقيات، لأن القانون الداخلي لهذه المهنة بالمغرب، مثلا، لم يستوعب احتواء كل الأعراف والتقاليد التي ظلت شفوية وتتجاوز كل النصوص مثل الاحترام المتبادل بين الزملاء واحترام الهيئة القضائية ودفع حقوق الموكلين والتعامل معهم بعفة وغيرها من الأخلاق التي ينبغي أن يتصف بها المحامي والتي تعتبر بمثابة منظومة أخلاقية.
محمد اشماعو - الأمين العام للمنظمة العربية للمحامين الشباب