نظم الاتحاد الدولي للدفاع عن مشروع الحكم الذاتي في الصحراء ندوة تحث عنوان «قضية الصحراء وانعكاساتها الاقتصادية على دول المغرب العربي»، أول أمس السبت، في فندق فرح في الرباط، بحضور أساتذة مغاربيين من الجزائر وموريطانيا، إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني. وقد عرفت هذه الندوة مداخلات قدمها الأساتذة المغاربيون، الجزائري سعيد هادف والموريتاني محمد الحافظ والمغربي زين العابدين الحسيني، دعت إلى توحيد الجهود وترميم الاتحاد المغربي، معتبرة أن المقترَح المغربي للحكم الذاتي يعد مفتاح توحيد المغربي العربي وإعادة نسج العلاقات المغربية، بعيدا عن صراع مفتعل، خصوصا من الجزائر، بخصوص قضية الصحراء المغربية، إذ أشار المتدخلون إلى أن للحكم الذاتي مزايا فضيلة في تمكين بلدان المنطقة من الاستقرار والتعاون، على أساس مصلحة شعوب المنقطة. وتحدث سعيد الهادف عن مخططات إفشال بناء المغربي العربي والوحدة المغاربية منذ سنة 1989، بسبب تعنت أطراف ضد إرادة شعوب المنطقة، الشيء الذي يهدد الاتحاد المغاربي ويجعل المنطقة مرشحة للدخول في حالة فوضى عارمة، مشيرين إلى أن بدائل المغرب كانت صائبة، لتعزيز تماسك الاتحاد المغاربي الكبير، على أساس وحدوي، انطلاقا من الجهويات الموسعة والحكم الذاتي. أما محمد الحافظ فقال إن أزمة الصحراء المغربية خلفت انعكاسات على مستوى بناء الاتحاد المغاربي وكرست أزمة في تعطيل المسيرة المغاربية وأدت إلى عرقلة مؤسسات الاتحاد المغاربي وعرفت مراحل في الصراع المغاربي، بعدما ظهرت الحرب بين المغرب ومورتانيا من جهة، في مواجهة البوليسايو المدعومة من كل من الجزائر وليبيا، سنة 1975، وهي الأزمة التي اعتبرها المشاركون في الندوة العقبة الأساسية في وجه بناء وتطوير اتحاد المغرب العربي والسبب الرئيسي في عرقلة المسيرة المغاربية. وصرح سعيد الهادف ل«المساء» قائلا إن السياسة الجزائرية التي تدعي أنها تساند حق تقرير المصير الصحراوي، فهي لا يهمها لا الصحراء وليست عدوة للمغرب فقط، وإنما عدوة للشعب الجزائري أيضا، والدليل على ذلك أن كل المآسي التي عاشها الشعب الجزائري، انطلاقا من الاستقلال و«من الانقلابات والفساد المستشري وانطلاقا من المشاريع التنموية المفلسة والتدهور والانفلات الأمني، وانطلاقا من التفكك الحاصل اليوم على جميع المستويات، كل ذلك يدل على أن تلك السياسة هي عدوة لكل محيطها، بما في ذلك شعبها، فمشروع الحكم الذاتي هو بديل ينبغي العمل على تنزيله بشتى الطرق، لأنه ليس حل لنزاع الصحراء فقط، ولكنه حل للمنطقة المغاربية، وهومنطلق لإعادة بناء الاتحاد المغاربي على أسس صلبة». من جهته، صرح حسن المالكي، رئيس الاتحاد الدولي للدفاع عن الحكم الذاتي في الصحراء، أن الهدف من تنظيم هذه الندوة، الاشتغال على مشروع الحكم الذاتي والترويج له مغاربيا، الذي يعد مشروعا نادى به الملك، ويعتبر مشروعا حكيما، لوضع حد لمجموعة من المشاكل التي يعاني منها المغرب العربي. وتميزت هذه الندوة بعرض وثائق تاريخية وظهائر ملكية، من لدُن الأستاذ زين العابدين الحسيني، تؤكد ارتباط الأقاليم الجنوبية بالدولة المغربية في عهد السلاطين العلويين، مولاي عبد العزيز ومولاي عبد الحفيظ ومولاي يوسف ومحرر المغرب محمد الخامس، حيث تحدث الحسيني عن معاهدة الاتحاد المغاربي، خصوصا منها المادة 15، التي تنص على حماية وسلامة أراضي البلدان المغاربية وعلى عدم احتضان نشاط أو تنظيم معاد لأي دولة من البلدان الأعضاء.