والي مراكش السابق يفوّت أرضا مخصصة لبناء مدرسة عمومية إلى شركة خاصة

كشفت وثائق رسمية اطلعت عليها «المساء» عن موافقة والي مراكش السابق، منير الشرايبي، على تفويت أرض كانت مخصصة لبناء مدرسة عمومية بحي «الازدهار» إلى بعض الشركات الخاصة
في ملكية رجل أعمال. وورد في الرسالة أن الوالي االسابق لجهة مراكش تانسيفت الحوز «لا يرى أي مانع في الاستفادة من هذه الأرض»، التي تصل مساحتها إلى 12400 متر مربع، بعد طلب تقدمت به مؤسسة تعليمية خاصة قصد الاستفادة منها. ولم تقتصر الموافقة على الوالي «المطاح به»، بل إن مدير الأكاديمية السابق والنائب السابق لوزارة التربية الوطنية بمدينة مراكش، كتبا في سنة 2008 رسالة إلى تلك المؤسسة، يؤكد فيها أن الوزارة ليست في حاجة إلى هذه الأرض، مشيرا إلى أن هناك فائضا في الوعاء العقاري بالمنطقة، بينما كشفت معطيات دقيقة عن خصاص مهول في المؤسسات التعليمية أدى إلى حدوث اكتظاظ داخل الفصول الدراسية.
وقد قامت مؤسسة «العمران» بعد حصولها على هذه الرسائل الموقعة سنة 2008 بعرض الأرض على صفحات إحدى الجرائد المغربية الناطقة بالفرنسية من أجل بيعها، وهو ما جعل إحدى المؤسسات التعليمية الخاصة، المعروفة بالمدينة الحمراء، تدفع مبلغا قارب المليار سنتيم للحصول عليها، وهو ما تأتى لها. وقد كشفت معطيات سبق أن نشرتها «المساء»، وأثارت ردود فعل غاضبة بالمدينة الحمراء من قبل بعض المسؤولين عن هذه المؤسسات المستفيدة، عن تفويتات عقارية لأراض مخصصة لبناء مؤسسة تعليمية عمومية إلى بعض الشركات الخاصة، في الوقت الذي يرزح الواقع التعليمي بجهة مراكش تانسيفت الحوز تحت وطأة الأزمة، التي تعتبر ندرة الوعاء العقاري إحدى سماتها.
وكانت شركة «العمران» العقارية قد قامت ببيع أراض كانت مخصصة لبناء إعدادية لبعض الشركات، في الوقت الذي تفتقر منطقة «الازدهار»، التي تشكل رفقة تجزئة «الفضل» و«السعادة» و«الشرف» مدينة قائمة الذات، إلى إعدادية وثانوية تعليميتين، مما يجعل تلاميذ المنطقة «يسافرون» على دراجاتهم الهوائية صوب مؤسسات بعيدة، وهو ما يجعل الآباء يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من حوادث الطرقات، التي يمكن أن تفقدهم فلذات كبدهم. وتوقعت مصادر جيدة الاطلاع أن يتم الكشف عن عدد كبير من الأراضي، التي كانت مخصصة لبناء مؤسسات تعليمية ومرافق موازية لها، فتم تفويتها لمؤسسات وشركات خاصة. هذا الأمر سيفتح «باب جهنم» على المسؤولين عن القطاع في تلك الفترة، خصوصا بعد الكشف عن معطيات أولية «خطيرة»، تكشف حالة التردي التي يعيشها حقل التعليم بجهة مراكش تانسيفت الحوز.