بعد اتصالات هاتفية مجهولة كانت تهدده بالتصفية الجسدية، انتقل «مسلسل» استهداف عبد الله حتاش، المستشار الشخصي لرشيد نيني، مدير نشر «المساء»، إلى مرحلة «التنفيذ»، بعد محاولة قتل غامضة وسط الدارالبيضاء، تسببت له في كسور مركّبة طالت افقرات الدماغية ومرفقيه ويديه وقفصه الصدري وتسببت له في تشقق في الجمجمة وجرح غائر في الرأس، إذ عمد ثلاثة أشخاص مجهولين، ببنيات رياضية، مباشرة بعد خروج حتاش من منزل أحد معارفه إلى الهجوم عليه، إذ وجّه له اثنان منهم ضربات متعددة بعصا «بيزبول» قاتلة، مركزين على رأسه ووجهه ويديه، قبل أن يسقط أرضا، في حالة خطيرة. ومن شدة قوة الضربات القوية، وقع الزميل عبد الله حتاش مغشيا عليه، لاسيما بعد تلقيه ضربة «قاتلة» قوية في رأسه. خلّفت الضربات نزيفا دمويا حادا أمام مرأى الناس، وظل حتاش ملقى على الأرض، قبل أن يُنقَل إلى مستشفى ابن رشد، ومنه إلى مصحة «الأندلس». وبحكم أن حالته كانت «صعبة»، فقد قرر الأطباء وضعه تحت العناية المركزة. ورغم من العناية الطبية الخاصة التي حظي بها الزميل الحتاش، فقد ظل يتقيأ باستمرار. وقع هذا الاعتداء «الغامض» في حدود الساعة العاشرة و40 دقيقة من ليلة (16 يونيو) في شارع «آنفا»، الذي توجد فيه كاميرات. وذكر الحارس الليلي في الشارع المذكور أن الجناة الثلاثة كانوا يترصدون عبد الله حتاش، إذ ظلوا ينتظرون خروجه من المنزل منذ الساعة التاسعة و15 دقيقة، موزعين في الشارع، بعد أن تأكدوا من لوحة ترقيم سيارته.. كان أنهم يرتدي بذلة شبيهة ببذلات حراس السيارات، لإبعاد الشبهة عنه، وكانوا يتحدثون في ما بينهم باللغة الفرنسية، كما شوهدوا وهم يجرون مكالمات هاتفية. وما أثار متتبعي محاولة القتل الشنيعة أن الجناة المجهولين لم يسلبوا عبد الله حتاش أغراضه الشخصية، حيث كان يحمل معه هاتفين، بل كان هدفهم هو توجيه ضربات «قاتلة» له، مرددين كلمات نابية، من قبيل «وْلد الحْرام».. ما يفسر نيتهم تصفيته جسديا، قبل أن يلوذ الثلاثة بالفرار على متن سيارة كانت مركونة في زنقة متفرعة عن الشارع، غير بعيد عن مكان الاعتداء الشنيع. وفور وقوع محاولة القتل هذه، حضرت الشرطة القضائية إلى عين المكان، برئاسة العميد رمحان، وباشرت التحقيقات في هذا الاعتداء الآثم. كما أن ممثلين عن الشرطة العلمية عثروا على شُعيرة تعود إلى أحد الجناة، والتقطوها لاستغلالها في الكشف عن هويته، ومن ثم عن هويتَيْ زميليه. وفي علاقة بالوضع الصحي، أجرى الأطباء المشرفون على حالة حتاش الصحية لمستشار رشيد نيني، في البداية، عمليتين جراحيتين لتقويم كسرين في اليدين وخضع لمتابعة دقيقة، إلا أن الفحوصات الجديدة التي خضع لها عبد الله حتاش كشفت إصابته بتشقق في الجمجمة، نتج عن محاولة القتل الغامضة التي تعرّض لها. وأشار تقرير طبي للبروفيسور دافيد الكوهن، المختص في جراحة العظام والمفاصل، إلى أن الزميل عبد الله حتاش، الذي ما زال تحت العناية المركزة، أصيب بكسر مركّب في المرفق الأيسر، مما استدعى إجراء عملية جراحية معقدة ثالثة له، لتثبيت 3 قطع حديدية في المرفق، مدعمة ب7 مسامير طبية. وقد عمد الأطباء إلى إجراء عملية جراحية ثانية له في المرفق الأيمن، الذي كشف التشخيص عن إصابته بكسر مركّب أيضا، إذ وضعت قطع حديدية لتقويم الكسر، مدعمة ب6 مسامير طبية إضافية. وذكر التقرير الطبي ذاته أن عبد الله حتاش أصيب -جراء الضربات القوية التي تَعرَّض لها- بكسر في الفقرات الدماغية للرقبة (الفقرتان C5 وC6). كما أوضح التقرير أن هناك رضوضا في خده الأيسر، فضلا على رضوض في القفص الصدري. وأضاف التقرير أن التحاليل الدقيقة كشفت، أيضا، تجمد كمية من الدم في قاعدة الرقبة، إلى جانب وجود جروح في مختلف أنحاء جسم الزميل عبد الله حتاش (في الأرجل، اليدين وفي الظهر). وبعد تقييم حالة الزميل عبد الله حتاش، قرر الطبيب المشرف على حالته الصعبة أن يخضع الزميل لفترة علاجية تمتد إلى 60 يوما، قابلة للتمديد، إذا ما ساءت وضعيته. وتواصل الشرطة القضائية التحقيق في هذا الاعتداء الإجرامي في حق الزميل عبد الله حتاش، بهدف الوصول إلى الجناة. وجدير بالذكر أن الاعتداء الجسدي الذي تَعرَّض لها حتاش جاء بعد أن كان قد تلقى، في وقت سابق، العديد من المكالمات الهاتفية التي هددته باستهدافه، قبل أن يتحول التهديد إلى حقيقة وإلى محاولة قتل نجا منها بمعجزة...