طالعتنا الزميلة «الأحداث المغربية» في عددها الصادر أول أمس ب«بخبر نادر» حول حادث الاعتداء الإجرامي الغامض الذي تعرض له زميلنا عبد الله الحتاش، المستشار الشخصي لرشيد نيني، مدير نشر جريدة «المساء» الموجود حاليا رهن الاعتقال بعد الحكم عليه بمقتضى القانون الجنائي بسنة حبسا نافذا، قالت فيه إن هذا الاعتداء لا علاقة له بأي جهة رسمية وإنما له علاقة بتصفية حسابات شخصية. فما معنى هذا الكلام في قضية كادت تودي بحياة مواطن مغربي ليس له عداء مع أي شخص؟ معناه أن الزميلة «الأحداث المغربية» توصلت فعلا إلى هويات المعتدين، وما على السلطات الأمنية في الدارالبيضاء إلا أن تأخذ روايتها على محمل الجد لعلها تصل إلى هؤلاء المعتدين في أقرب وقت ممكن، لأن واجب الأجهزة الأمنية هو حماية الوطن والمواطنين. ونحن في «المساء» لم نتهم أي جهة، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، لكن يؤسفنا أن يتم نشر هذا الكلام من طرف يومية وطنية نكن لها كل الاحترام والتقدير في الوقت الذي يوجد فيه الزميل الحتاش بين الحياة والموت، اللهم إن كان في هذا الكلام شيء من «الشماتة» التي ننزه زميلتنا عن السقوط فيها، وهي التي تعرف جيدا ما معنى «ضريبة الكلمة» في زمن التضييق على الصحافة وعلى حرية التعبير. ولأن المثل يقول «ما كل ما يعلم يقال»، فإننا نكتفي بالقول هنا إن الزميل الحتاش لم يدفع سلامته الجسدية والنفسية، على المستوى الشخصي والعائلي والمهني، كضريبة إلا دفاعا عن حرية الصحافة في عملها، وأقل الناس قدرة على التحليل لا يمكنه أن يستبعد، بأي حال من الأحوال، أن تكون للاعتداء الذي تعرض له الزميل الحتاش علاقة بموضوع اعتقال رشيد نيني والمؤامرة المحبوكة ضد يومية «المساء» واسعة الانتشار. أما افتراض وجود حسابات شخصية وراء الاعتداء الهمجي على الزميل الحتاش فهو تخمين نخشى أن يكون جزءا من هذه المؤامرة ضد جريدة «المساء» في شقها الإعلامي.