قال عبد السلام أبو درار، رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، بخصوص مبررات الدعوة التي تم توجيهها إلى الأحزاب السياسية والتي تحثها من خلالها على العمل بمجموعة من الإجراءات التي من شأنها تخليق المشهد السياسي في أفق الانتخابات المقبلة، إن الهيئة اهتمت منذ بداية مسارها بموضوع الشفافية والنزاهة في الحياة السياسية كرافد من روافد الوقاية من الفساد. وبلورت، في هذا الصدد، مجموعة من الأفكار والمقترحات. وأضاف أبو درار، في تصريح استقته «المساء»: «إلى جانب المسؤوليات الملقاة على عاتق السلطات العمومية، يجب أن يتحمل الفاعلون السياسيون أيضا قسطهم من المسؤولية والمتعلق بالإحجام عن الاتجار في التزكيات والاستعمال غير المشروع للأموال، خاصة في شراء الذمم والأصوات، وبالالتزام أمام مناضليهم والرأي العام بطرد الفاسدين والمفسدين في صفوفهم. سلطة الهيئة معنوية وأدبية، وعملها يكتسب قوته من القانون والأخلاقيات المتعارف عليها دوليا وقوة الرأي العام». وأفاد المصدر ذاته، بخصوص مدى تجاوب الأحزاب السياسية مع المقترحات، بكون «المبادرة لا تزال في بدايتها، والأحزاب منشغلة أولا بالقضايا القانونية والتنظيمية للانتخابات، إلا أنها على العموم تثمن المبادرة التي سوف نطلقها عما قريب». وكان نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، قال، تعليقا على المبادرة، إنه يفضل «أن تعتمد مقاربة تسهم بشكل فعلي في إفراز مؤسسات لها مصداقية ونخب جديدة كفأة، وتمكن من محاربة الفساد والمفسدين في المجال الانتخابي، غير أن مستلزمات التوافق مع باقي الأحزاب تجعل حزب التقدم والاشتراكية ينخرط في ما تم اعتماده». ودعا بنعبد الله الدولة إلى أن تلعب دورها الكامل في إبعاد الفاسدين، كما دعا المواطنات والمواطنين إلى فضح الفاسدين والمفسدين. وأضاف، في تصريح نقله الموقع الرسمي للحزب، أنه «على الحزب وعلى كافة المواطنات والمواطنين أن يأخذوا المعركة من أجل إنجاح المرحلة الانتخابية القادمة مأخذ الجد، وهو ما يقتضي التزامات سياسية وأخلاقية واضحة لمحاربة الفساد. وهذا ما يجعلنا كحزب ننخرط بقوة في نداء أبو درار، رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، ونلتمس من كل الأحزاب أن تتقيد بهذه المقاربة الأخلاقية والسياسية». وعلى صعيد متصل، رفض أبو درار الخوض في إمكانية فشل التجربة، خاصة مع طبيعة المعطيات التي تتحكم في العملية الانتخابية وصعوبة إقناع فئات عريضة من المترشحين بالقطع مع ممارسات تسيء إلى العملية الانتخابية، وهي الممارسات التي ترسخت منذ عقود ويصعب القطع معها في غياب إرادة سياسية. وقال في هذا الصدد: «لماذا تراهنون على الفشل أولا؟ نحن نعمل بمبدأ «اِعقلها وتوكل» ونسعى إلى تكثيف الجهود من أجل إنجاحها، لأن من يلتزم أمام الرأي العام لا بد أن يضع نفسه موضع المساءلة من طرف هذا الرأي العام إن هو تنصل من التزاماته، ولاسيما أنه يطلب دعمه خلال هذه الفترة الانتخابية بالذات».