فوجئت المديريات المركزية والأكاديميات الجهوية، التابعة لوزارة التربية الوطنية، بورود مراسلات إدارية عليها لا تحمل التحية المعهودة «سلام تام بوجود مولانا الإمام». وقد اتجه الاعتقاد أول الأمر إلى فرضية سقوط هذه التحية سهوا من متن المراسلات الإدارية، لكن استمرار ورودها محذوفة لمدة تجاوزت ثلاثة أشهر، أعطى اليقين بأن وراء الأمر سرا لا تعلمه إلا مديرية التعاون بوزارة التربية الوطنية، باعتبارها مصدر هذه المراسلات. وفي الوقت الذي كان فيه القول يذهب إلى أن الوزير الجديد محمد الوفا، الاستقلالي، هو من أبدع هذه التقليعة الجديدة للتعبير عن أولى مؤشرات مشروعه في تغيير آلية تدبير وزارته، تبين أن المسؤول الاتحادي، محمد بنعبد القادر، مدير مديرية التعاون، هو من أصدر تعليماته إلى كل مرؤوسيه لصياغة مراسلاتهم خالية من التحية المعمول بها بين جميع المؤسسات والمرافق العمومية منذ أكثر من خمسين سنة، أي منذ استقلال المغرب. وتفيد مصادر مطلعة بأن مديرية التعاون بوزارة التربية الوطنية أمرت جميع موظفيها بعدم استهلال مراسلاتها الإدارية بتحية «سلام تام بوجود مولانا الإمام»، دون أن تكشف لهم عن أسباب هذا الحذف ودواعيه المهنية أو الشخصية أو السياسية.