الرباط محمد الرسمي أطلق مجموعة من الاتحاديين حملة للتوقيع على نداء يحمل عنوان «من أجل مؤتمر وطني تاسع يجدد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ويجعله حزبا لكل الاشتراكيين الديمقراطيين المغاربة»، يدعون من خلاله إلى تحول الحزب من استراتيجية النضال الديمقراطي، إلى استراتيجية البناء الديمقراطي، «عبر إعادة صياغة الاختيارات الاستراتيجية للحزب، والتي من المرتقب أن يحدد خطوطها العريضة المؤتمر المقبل للحزب». وفي اتصال بجريدة «المساء»، قال جمال براوي، أحد القائمين على إصدار النداء، إنه لا وجود لأي مطامع لأصحاب هذه المبادرة للوصول إلى مناصب قيادية داخل الحزب، أو لتحقيق اختراق ما للمؤتمر المقبل، «بل إن كل ما نطمح إليه نحن كاتحاديين، هو أن يمر مؤتمر الحزب المقبل في ظروف ديمقراطية، وأن تسفر النقاشات التي سيشهدها عن أداة حزبية قوية، إن على المستوى التنظيمي أو التقريري». وأضاف براوي خلال التصريح الذي خص به الجريدة، أنه يتوقع أن يوقع أغلب الاتحاديين على النداء، على اعتبار أنه ليس نداء خاصا بتيار معين، بل هو نداء لكل الاتحاديين، «وإن كنت أتوقع أن يجد هذا النداء مقاومة من بعض الأوساط المحافظة داخل الحزب، والتي تحارب من أجل نيل المواقع، بدل الدفاع عن المواقف، ومن الطبيعي أن تقف في وجه التغيير». ودعا النداء الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، إلى التركيز على «محاربة الفساد والمفسدين، وفصل السلطة عن المال، وإقامة الملكية البرلمانية كما هي متعارف عليها عالميا، والعمل على التنزيل الديمقراطي للدستور، مع ضرورة بناء اقتصاد وطني قوي، وتحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع، عبر ضمان الحريات الفردية والجماعية». وحدد الواقفون وراء المبادرة مجموعة من الإجراءات التي يتوجب اتخاذها على المدى القصير، من أجل تحقيق هذه الأهداف، منها على الخصوص «صياغة قانون داخلي يقوم على ترسيخ الديمقراطية الداخلية، من أجل تكريس الحضور النسائي والشبابي في كل مستويات الهرم الحزبي، من أجل توفير شروط النجاعة للقيادة القادمة للحزب، وضمان تجديد النخب الحزبية»، دون إغفال هدف توحيد قوى اليسار، عبر توجيه الدعوات لباقي الأحزاب اليسارية، من أجل انتداب أعضاء منها يواكبون مراحل التحضير للمؤتمر وأشغاله. كما دعا أصحاب النداء إلى إعادة صياغة الهوية الاشتراكية الديمقراطية لحزب الاتحاد الاشتراكي، وتجديد علاقة الحزب بتنظيمات المجتمع المدني، بما يجعلها فاعلا قويا في تنزيل المشروع اليساري على أرض الواقع، وتنشيط مختلف الإطارات الشبابية والطلابية والنسائية والثقافية والحقوقية، بما يواكب الدينامية النضالية التي أطلقتها حركة 20 فبراير، ومختلف الحركات الاحتجاجية التي عرفها المجتمع المغربي في المدة الأخيرة، مع إعادة الوحدة للحركة النقابية المغربية، كما تجسدت في مسيرة الكرامة الآن يوم 27 ماي 2011، على مبادئ الاستقلالية ودمقرطة الحياة النقابية والخدمة الفعلية لمصالح العمال والشغيلة.