نشبت معركة ضارية داخل الرجاء البيضاوي أقرب إلى «الحرب الأهلية» بين أبناء الفريق الواحد من أجل رئاسة المكتب المديري للفريق «الأخضر». لقد عقد محمد بودريقة جمعا عاما يقول الرافضون له إنه تم بشكل «سري» وفيه خرق سافر للقانون، وأن ما ترتب عنه باطل، أما بودريقة رئيس الرجاء لكرة القدم، ورئيس المكتب المديري الجديد مع وقف التنفيذ، فيرى أن الجمع العام تم بشكل قانوني، وأنه بات رئيسا بقوة القانون. وإذا كان القضاء هو الوحيد الذي بإمكانه تزكية الجمع العام أو الحكم ببطلانه، فإن المؤكد أن الصراع اليوم ليس حول رئاسة المكتب المديري، ولكنه حول من ستظل له الكلمة العليا في فرع كرة القدم، خصوصا أن القانون الجديد للتربية البدنية يمنح لرئيس المكتب المديري صلاحية تعيين رئيس منتدب لفرع كرة القدم. لقد فهم عدد من رؤساء فروع كرة القدم سواء الذين غادروا مناصبهم أو مازالوا فيها اللعبة مبكرا، ووضعوا أيديهم على رئاسة المكتب المديري، كما هو الحال مع عبد الإله أكرم في الوداد وحكيم دومو في النادي القنيطري وأحمد غيبي(أولمبيك أسفي) وعبد الله التومي( الدفاع الجديدي) والقائمة طويلة... في الرجاء ظل امحمد أوزال ولما يقارب العقدين من الزمن رئيسا للمكتب المديري للفريق «الأخضر» دون منافس، ودون أن يكسر هذا المكتب حالة الجمود التي كان يعرفها، وحتى لما أصبح بودريقة رئيسا لفرع كرة القدم فإن الوضع استمر كما هو عليه، قبل أن يدرك بودريقة أن رئاسته لفرع كرة القدم قد تصبح في مهب الريح، وأنه إذا لم يحصل على رئاسة المكتب المديري قد يتحول إلى «كومبارس»، وهو الأمر نفسه الذي أدركه صقور الرجاء وهم يتابعون كيف أن بودريقة وضع اليد على المكتب المديري، وأن ذلك قد يكون مقدمة لإبعادهم عن الرجاء، خصوصا أن مفاصل تسيير الرجاء قد أصبحت بيد بودريقة والمقربين منه. لقد ظل الرجاء على امتداد سنوات نموذجا في الديمقراطية، ففرع كرة القدم كانت جموعه العامة تعرف دائما انتخابات وتنافسا دون أن يتم الحسم بشكل مسبق في هوية الرئيس الذي سيقود الرجاء، وهذه نقطة تحسب للفريق «الأخضر» ولبرلمانه الذي ظل يقوم جزء كبير منه بواجبه في المتابعة والمساءلة والنقد ودق أجراس الإنذار. لقد اعترف أوزال في ما يشبه النقد الذاتي أنه يتحمل نصيبا من المسؤولية في عدم مأسسة المكتب المديري وعقد جموعه العامة وتسوية وضعيته القانونية، أما بودريقة فقد كان الخطأ الذي ارتكبه في عقد جمع عام «سري» وكأن الأمر يتعلق بعملية «تهريب»، أما ما يمكن أن يكون خطيئة كبرى، فهو أن يؤثر الصراع بين الحرس القديم والجديد على فرع كرة القدم، فيؤدي الثمن غاليا ويتحول من فريق يسعى إلى الظفر بلقب البطولة البطولة، إلى فريق يراهن على جمع «شتات» مشاكله، لأن من المؤكد أن معركة كبرى ستشتعل قد تأتي على «الأخضر» و»اليابس» وقد تستعمل فيها جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة.