ألباريس يبرز تميز علاقات اسبانيا مع المغرب    بايتاس: الزيادة العامة في الأجور مطروحة للنقاش مع النقابات وسنكشف المستجدات في إبانها    عدد زبناء مجموعة (اتصالات المغرب) تجاوز 77 مليون زبون عند متم مارس 2024    بورصة الدار البيضاء تستهل التداولات بأداء إيجابي    خبراء ومختصون يكشفون تفاصيل استراتيجية مواجهة المغرب للحصبة ولمنع ظهور أمراض أخرى    أبيدجان.. أخرباش تشيد بوجاهة واشتمالية قرار الأمم المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي    أرباح اتصالات المغرب ترتفع إلى 1.52 مليار درهم (+0.5%) بنهاية الربع الأول 2024    من بينها رحلات للمغرب.. إلغاء آلاف الرحلات في فرنسا بسبب إضراب للمراقبين الجويين    منصة "تيك توك" تعلق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد    وفينكم يا الاسلاميين اللي طلعتو شعارات سياسية فالشارع وحرضتو المغاربة باش تحرجو الملكية بسباب التطبيع.. هاهي حماس بدات تعترف بالهزيمة وتنازلت على مبادئها: مستعدين نحطو السلاح بشرط تقبل اسرائيل بحل الدولتين    رسميا.. الجزائر تنسحب من منافسات بطولة اليد العربية    لابورتا: تشافي باقي مدرب للبارصا وما غاديش بحالو    الحكومة الإسبانية تعلن وضع اتحاد كرة القدم تحت الوصاية    وكالة : "القط الأنمر" من الأصناف المهددة بالانقراض    توقعات أحوال الطقس غدا الجمعة        استئنافية أكادير تصدر حكمها في قضية وفاة الشاب أمين شاريز    مدريد جاهزة لفتح المعابر الجمركية بانتظار موافقة المغرب    الرباط.. ندوة علمية تناقش النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة (صور)    "فدرالية اليسار" تنتقد "الإرهاب الفكري" المصاحب لنقاش تعديل مدونة الأسرة    العلاقة ستظل "استراتيجية ومستقرة" مع المغرب بغض النظر عما تقرره محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري    تتويج المغربي إلياس حجري بلقب القارىء العالمي لتلاوة القرآن الكريم    المالية العمومية: النشرة الشهرية للخزينة العامة للمملكة في خمس نقاط رئيسية    مكناس .. تتويج 12 زيت زيتون من أربع جهات برسم النسخة 14 للمباراة الوطنية    بحر طنجة يلفظ جثة شاب غرق خلال محاولته التسلل إلى عبارة مسافرين نحو أوروبا    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    هذا الكتاب أنقذني من الموت!    سيمو السدراتي يعلن الاعتزال    المعرض المحلي للكتاب يجذب جمهور العرائش    تظاهرات تدعم غزة تغزو جامعات أمريكية    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية "لا شيء يعجبني…" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط بالقنيطرة    مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. الفنان الفرنساوي باسكال سافر بالجمهور فرحلة روحية    تحويل الرأسمالية بالاقتصاد اليساري الجديد    تأملات الجاحظ حول الترجمة: وليس الحائك كالبزاز    بوغطاط المغربي | محمد حاجب يهدد بالعودة إلى درب الإرهاب ويتوّعد بتفجير رأس كل من "يهاجمه".. وما السر وراء تحالفه مع "البوليساريو"؟؟    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    الصين تكشف عن مهام مهمة الفضاء المأهولة "شنتشو-18"    الولايات المتحدة.. أرباح "ميتا" تتجاوز التوقعات خلال الربع الأول    أخنوش: الربط بين التساقطات المطرية ونجاح السياسات العمومية "غير مقبول"    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    بني ملال…تعزيز البنية التحتية الرياضية ومواصلة تأهيل الطرقات والأحياء بالمدينة    نور الدين مفتاح يكتب: العمائم الإيرانية والغمائم العربية    ما هو سيناريو رون آراد الذي حذر منه أبو عبيدة؟    الرئيس الموريتاني يترشح لولاية ثانية    كأس إيطاليا لكرة القدم.. أتالانتا يبلغ النهائي بفوزه على ضيفه فيورنتينا (4-1)    المنتخب المغربي ينهزم أمام مصر – بطولة اتحاد شمال إفريقيا    المنتخب المغربي لأقل من 18 سنة يفوز على غواتيمالا بالضربات الترجيحية    عاجل.. كأس إفريقيا 2025 بالمغرب سيتم تأجيلها    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون        كلمة : الأغلبية والمناصب أولا !    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجديدة.. دواوير ألحقت بالمدار الحضري تعاني الإقصاء والتهميش
آلاف ‬السكان ‬يعانون ‬من ‬تردي ‬حالة ‬الطرقات ‬وغياب ‬الإنارة ‬وقنوات ‬الصرف ‬ومن ‬ضعف ‬التغطية ‬الأمنية ‬
نشر في المساء يوم 10 - 12 - 2014

الطريق ‬المؤدية ‬إلى ‬أضخم ‬التجمعات ‬السكنية ‬العشوائية ‬بمدينة ‬الجديدة، ‬تجبرك ‬على ‬المرور ‬من ‬أمام ‬البوابة ‬الكبيرة ‬للمستشفى ‬الجديد ‬للمدينة ‬وبوابة ‬السجن ‬المحلي ‬سيدي ‬موسى، ‬وبمجرد ‬المرور ‬من ‬أمام ‬هاتين ‬المؤسستين ‬العموميتين ‬الكبيرتين ‬تنطلق ‬رحلة ‬المجهول ‬المؤدية ‬إلى ‬ما ‬بات ‬يسمى ‬بالدواوير ‬الملحقة ‬أخيرا ‬بالمدار ‬الحضري ‬لبلدية ‬الجديدة. ‬الكثيرون ‬من ‬زوار ‬مدينة ‬الجديدة ‬تبهرهم ‬الأضواء ‬الزرقاء ‬والأشجار ‬الخضراء ‬التي ‬تقود ‬مباشرة ‬إلى ‬وسط ‬مدينة ‬الجديدة ‬عبر ‬منظر ‬جميل ‬يوحي ‬بأن ‬مدينة ‬الجديدة ‬وسكانها ‬باتوا ‬يعيشون ‬في ‬نعيم، ‬وأن ‬المسؤولين ‬بهذه ‬المدينة ‬يحرصون ‬على ‬نظافة ‬شوارع ‬المدينة ‬ولم ‬يبق ‬لهم ‬سوى ‬نصب ‬مكبرات ‬الصوت ‬التي ‬تنطلق ‬من ‬أحشائها ‬موشحات ‬للطرب ‬الأندلسي، ‬والموسيقى ‬الهادئة، ‬لكن ‬هناك ‬القليل ‬من ‬زوار ‬المدينة ‬وحتى ‬بعض ‬سكانها ‬من ‬يعرفون ‬أن ‬مدينة ‬الجديدة ‬تبتلع ‬في ‬أحشائها ‬آلاف ‬المواطنات ‬والمواطنين ‬الذين ‬يعيشون ‬تحت ‬عتبة ‬الصفر، ‬ويسكنون ‬في ‬بيوت ‬ومنازل ‬تنعدم ‬فيها ‬أبسط ‬ضروريات ‬الحياة ‬الكريمة. ‬إنهم ‬سكان ‬الدواوير ‬السبعة (‬الغنادرة، ‬لشهب، ‬المسوكر، ‬المسيرة، ‬الميثاقي، ‬العين، ‬الطاجين ) ‬التي ‬ألحقت ‬سنة ‬2008 ‬بالمدار ‬الحضري ‬لمدينة ‬الجديدة، ‬فكان ‬إلحاقها ‬بمثابة ‬الغنيمة ‬الانتخابية ‬لبعض ‬الأحزاب ‬التي ‬تعرف ‬كيف ‬تحول ‬المعاناة ‬إلى ‬أصوات ‬انتخابية ‬عبر ‬تقديم ‬الوعود ‬ورسم ‬الصور ‬الوردية، ‬قبل ‬أن ‬يكتشف ‬سكانها ‬أنهم ‬وقعوا ‬ضحية ‬عمليات ‬نصب ‬تشترك ‬فيها ‬العديد ‬من ‬الأطراف...‬
طرق ‬محطمة ‬
للولوج ‬إلى ‬أي ‬دوار ‬من ‬الدواوير ‬الملحقة ‬بالمدار ‬الحضري ‬سنة ‬2008 ‬تصادفك ‬عشرات ‬البرك ‬المائية ‬التي ‬وجدت ‬في ‬حفر ‬الطرقات ‬والمسالك ‬مكانا ‬تستقر ‬فيه ‬على ‬طول ‬السنة، ‬وهي ‬طرقات ‬لا ‬تزيد ‬عن ‬أمتار ‬قليلة ‬جد ‬ضيقة ‬يضطر ‬مستعملوها ‬إلى ‬تغيير ‬الوجهة ‬أثناء ‬استعمالها ‬في ‬أكثر ‬من ‬مناسبة. ‬وما ‬تبقى ‬من ‬المسالك ‬المؤدية ‬إلى ‬وسط ‬تلك ‬الدواوير ‬لا ‬يعدوا ‬أن ‬يكون ‬مجرد ‬حفر ‬ومسالك ‬عشوائية ‬تمر ‬عبرها ‬المئات ‬من ‬الدراجات ‬النارية ‬والعربات ‬والسيارات ‬بشكل ‬يومي. ‬يستعمل ‬سكان ‬هذه ‬الدواوير ‬الدراجات ‬النارية ‬بشكل ‬ملفت ‬وخاصة ‬‮«‬التريبورتور‮»‬ ‬‮«‬ ‬هي ‬الوسيلة ‬الوحيدة ‬التي ‬بإمكانها ‬المرور ‬بين ‬الحفر ‬والبرك ‬المائية ‬في ‬جميع ‬الظروف ‬‮«‬، ‬بهذه ‬العبارة ‬لخص ‬الشاب ‬حميد ‬28 ‬سنة ‬أسباب ‬استعمال ‬أبناء ‬هذه ‬الدواوير ‬للدراجات ‬النارية ‬التي ‬قال ‬إنها ‬تتعرض ‬لأعطاب ‬متكررة ‬نظرا ‬لتهالك ‬الطرقات ‬والبنية ‬التحتية، ‬قبل ‬أن ‬يتابع: ‬‮«‬لا ‬وجود ‬لسيارات ‬أجرة ‬والحافلات ‬رفضت ‬الدخول ‬إلى ‬مستنقعات ‬الدواوير ‬الملحقة ‬بسبب ‬تهالك ‬الطرقات ‬‮«‬ ‬حميد ‬شاب ‬يشتغل ‬لحاما ‬بأحد ‬أحياء ‬الجديدة ‬أكد ‬للجريدة ‬أنه ‬متذمر ‬من ‬الظروف ‬والوضعية ‬التي ‬يعيشها ‬رفقة ‬أسرته ‬منذ ‬أزيد ‬من ‬20 ‬سنة ‬بدوار ‬لشهب ‬‮«‬ ‬لا ‬حنا ‬ولاد ‬المدينة ‬ولا ‬حنا ‬ولاد ‬العروبية ‬‮«‬، ‬عبارة ‬يشير ‬من ‬خلالها ‬حميد ‬إلى ‬أن ‬سكان ‬الدواوير ‬يعيشون ‬على ‬إيقاع ‬ظروف ‬البداوة ‬رغم ‬قرار ‬إلحاقها ‬بالمدار ‬الحضري، ‬وختم ‬حميد ‬تصريحه ‬للجريدة ‬بهذه ‬العبارة ‬التي ‬تحمل ‬بين ‬طياتها ‬الكثير ‬‮«‬أصحاب ‬الانتخابات ‬كيجيو ‬باش ‬يديو ‬الأصوات ‬ويمشيو ‬الله ‬يسمح ‬ليهم ‬‮«‬...‬
لعب ‬وسط ‬أكوام ‬الأزبال ‬
وسط ‬دوار ‬الأشهب ‬والغنادرة ‬صادفنا ‬غير ‬ما ‬مرة ‬مراهقين ‬وشبانا ‬وحتى ‬الأطفال ‬الذين ‬يحاولون ‬مصارعة ‬الظروف ‬المزرية ‬التي ‬يعيشون ‬فيها، ‬ويلعبون ‬الكرة ‬وألعاب ‬أخرى، ‬لكن ‬المثير ‬في ‬أغلب ‬هذه ‬المشاهد ‬هو ‬أن ‬أغلب ‬أبناء ‬هذه ‬الدواوير ‬يتخذون ‬من ‬فضاءات ‬قريبة ‬من ‬مزابل ‬ومطارح ‬نفايات، ‬مكانا ‬لممارسة ‬هواياتهم ‬المغتصبة. ‬مشهد ‬مجموعة ‬من ‬الأطفال ‬يلعبون ‬لعبة ‬رمي ‬الحبات ‬الزجاجية ‬الملونة ‬المعروفة ‬لدى ‬المغاربة ‬بلعبة ‬‮«‬البي‮»‬، ‬وسط ‬فضاء ‬مليء ‬بالأزبال ‬وعلى ‬مقربة ‬من ‬بركة ‬مائية ‬آسنة، ‬هي ‬صورة ‬تسائل ‬المسؤولين ‬عما ‬أعدوا ‬لهذا ‬الجيل ‬كي ‬لا ‬يحيد ‬عن ‬الطريق ‬ويتخرج ‬من ‬بينه ‬في ‬يوم ‬من ‬الأيام ‬شبان ‬منحرفون ‬ناقمون ‬على ‬الأوضاع ‬وعلى ‬من ‬تحملوا ‬وزر ‬تدبير ‬الشأن ‬العام ‬بهذه ‬المدينة، ‬كان ‬الأطفال ‬يضحكون ‬ويمرحون ‬ويتلذذون ‬بلحظات ‬لعب ‬لا ‬رقابة ‬عليها، ‬لكنهم ‬لا ‬يعلمون ‬أن ‬في ‬الضفة ‬الأخرى ‬من ‬دوارهم ‬يوجد ‬أطفال ‬يحملهم ‬آباؤهم ‬كل ‬صباح ‬من ‬أمام ‬فيلات ‬إلى ‬أبواب ‬المدارس ‬الخاصة، ‬وفي ‬المساء ‬ينتظرون ‬خروجهم ‬من ‬القاعات ‬الرياضية ‬وقاعات ‬اللعب ‬المجهزة. ‬أطفال ‬هذه ‬الدواوير ‬وشبانها ‬يعانون ‬الأمرين ‬من ‬أجل ‬الوصول ‬إلى ‬أقرب ‬مؤسسة ‬تعليمية ‬سواء ‬الابتدائية ‬أو ‬الإعدادية، ‬أما ‬الثانوية ‬فلا ‬مفر ‬لهم ‬من ‬رحلة ‬‮«‬السفر‮»‬ ‬اليومي ‬إلى ‬مدينة ‬الجديدة ‬للوصول ‬إلى ‬إحداها..‬
لا ‬قنوات ‬صرف ‬ومشاكل ‬في ‬التزود ‬بالماء ‬
‮«‬هانتا ‬كتشوف ‬أولدي ‬الحالة ‬كيف ‬دايرة ‬‮«‬ ‬تقول ‬خديجة ‬سيدة ‬من ‬سكان ‬دوار ‬الغنادرة ‬التقيناها ‬وهي ‬في ‬الطريق ‬إلى ‬أقرب ‬نقطة ‬يمكن ‬أن ‬تجد ‬فيها ‬وسيلة ‬نقل ‬توصلها ‬إلى ‬الجديدة ‬لقضاء ‬غرض ‬إداري، ‬خديجة ‬كانت ‬تتحدث ‬إلينا ‬وهي ‬تقفز ‬رفقة ‬حفيدتها ‬بين ‬الحفر ‬والبرك ‬المائية ‬وتنتظر ‬لدقائق ‬إلى ‬حين ‬عبور ‬دراجة ‬نارية ‬أو ‬عربة ‬مجرورة، ‬خديجة ‬تسكن ‬في ‬هذا ‬الدوار ‬لمدة ‬تزيد ‬عن ‬30 ‬سنة ‬تؤكد ‬أن ‬لا ‬تغيير ‬حصل ‬في ‬المنطقة، ‬بل ‬تجزم ‬بأن ‬الطرقات ‬التي ‬كانت ‬سليمة ‬في ‬السابق ‬تهشمت ‬وتهالكت ‬واندثرت، ‬دون ‬أن ‬يتم ‬إصلاحها ‬أو ‬حتى ‬ترميمها، ‬‮«‬الناس ‬هنا ‬بسطاء ‬وأغلبهم ‬‮«‬يجري ‬خلف ‬لقمة ‬العيش‮»‬ ‬بشكل ‬مستمر، ‬لكنهم ‬استبشروا ‬خيرا ‬بإلحاق ‬دواويرهم ‬بالمدار ‬الحضري ‬لمدينة ‬الجديدة ‬إلا ‬أن ‬الأمل ‬مازال ‬معلقا ‬‮«‬. ‬تقول ‬خديجة ‬بلكنة ‬بدوية ‬مليئة ‬بالتذمر، ‬لاوجود ‬لقنوات ‬الصرف ‬الصحي ‬وعملية ‬تزويد ‬المنازل ‬بالماء ‬الصالح ‬للشرب ‬تعتريها ‬مجموعة ‬من ‬المشاكل ‬التي ‬تتسبب ‬في ‬بعض ‬الأحيان ‬في ‬انقطاع ‬الماء ‬عن ‬السكان ‬كما ‬حدث ‬أخيرا، ‬وهذه ‬العملية ‬تتكفل ‬بها ‬جمعية، ‬لكن ‬تسيير ‬هذه ‬الجمعية ‬لا ‬يخلو ‬من ‬نفحات ‬سياسية ‬بحكم ‬وجود ‬بعض ‬المنتخبين ‬بمحيطها. ‬حيث ‬توقفت ‬عملية ‬تزويد ‬المواطنين ‬بالماء ‬الصالح ‬للشرب ‬خلال ‬شهر ‬يونيو ‬المنصرم ‬بسبب ‬مشاكل ‬بين ‬الجمعية ‬والمكتب ‬الوطني ‬للماء ‬الصالح ‬للشرب، ‬قبل ‬أن ‬تتدخل ‬جهات ‬عليا ‬بالإقليم ‬لحل ‬المشكل ‬بصيغ ‬ودية، ‬لكنه ‬يبقى ‬كقنبلة ‬موقوتة ‬قابلة ‬للانفجار ‬في ‬أية ‬لحظة.‬
الأمطار ‬الأخيرة ‬تعمق ‬الأزمة ‬
عانى ‬سكان ‬الدواوير ‬الملحقة ‬بالمدار ‬الحضري ‬لمدينة ‬الجديدة ‬خلال ‬الأسبوع ‬المنصرم، ‬من ‬مخلفات ‬الأمطار ‬الغزيرة ‬التي ‬شهدتها ‬المدينة، ‬وحولت ‬الأزقة ‬والدروب ‬الضيقة ‬إلى ‬أودية، ‬وحولت ‬الساحات ‬إلى ‬برك ‬مائية، ‬كما ‬قضى ‬عدد ‬من ‬سكان ‬هذه ‬الدواوير ‬حسب ‬تصريحات ‬السكان ‬ليال ‬بيضاء ‬بسبب ‬غياب ‬قنوات ‬الصرف ‬الصحي ‬وهشاشة ‬أسقف ‬المنازل ‬لكون ‬أغلبها ‬عبارة ‬عن ‬بنايات ‬عشوائية ‬لا ‬تخضع ‬للمعايير ‬المعمول ‬بها، ‬تضاعفت ‬بشكل ‬ملفت ‬خلال ‬فترات ‬الربيع ‬العربي ‬رغم ‬هدم ‬السلطات ‬المحلية ‬لعدد ‬منها، ‬كما ‬اضطرت ‬بعض ‬الأسر ‬إلى ‬إخلاء ‬بعض ‬الغرف ‬بعد ‬أن ‬اجتاحتها ‬مياه ‬الأمطار.‬
غياب ‬الأمن ‬والإنارة ‬
منذ ‬أن ‬تم ‬إلحاقها ‬بالمدار ‬الحضري ‬لم ‬يتم ‬تشييد ‬أية ‬بناية ‬لأية ‬مؤسسة ‬أمنية ‬بإمكانها ‬تغطية ‬المنطقة ‬أمنيا، ‬حيث ‬اقتصرت ‬الجهات ‬الأمنية ‬على ‬تنظيم ‬دوريات ‬راكبة ‬تقوم ‬بين ‬الفينة ‬والأخرى ‬بجولات ‬خجولة ‬بأزقة ‬وأحياء ‬هذه ‬الدواوير، ‬بحسب ‬تصريحات ‬شباب ‬المنطقة، ‬الذين ‬أكدوا ‬للجريدة ‬أن ‬كل ‬أنواع ‬المخدرات ‬يتم ‬ترويجها ‬وسط ‬هذه ‬الدواوير ‬في ‬صفوف ‬الشباب، ‬كما ‬تشهد ‬هذه ‬الدواوير ‬في ‬كثير ‬من ‬الأحيان ‬شجارات ‬دامية ‬منها ‬التي ‬يتم ‬التبليغ ‬عنها ‬ومنها ‬التي ‬لا ‬يصل ‬صداها ‬إلى ‬الأجهزة ‬الأمنية، ‬بسبب ‬بعد ‬الدواوير ‬عن ‬مركز ‬مدينة ‬الجديدة، ‬وعدم ‬وجود ‬مركز ‬أمني ‬قار ‬بالقرب ‬من ‬هذه ‬الدواوير ‬العشوائية. ‬كما ‬اشتكى ‬سكان ‬الدواوير ‬الملحقة ‬بالمدار ‬الحضري ‬من ‬انعدام ‬الإنارة ‬العمومية، ‬التي ‬تهدد ‬سلامة ‬وأمن ‬التلميذات ‬والتلاميذ ‬ونساء ‬وفتيات ‬الدواوير ‬الذين ‬يضطرون ‬للعودة ‬إلى ‬بيوتهم ‬ليلا ‬بشكل ‬اضطراري، ‬ويصبحون ‬عرضة ‬لشتى ‬أنواع ‬التهديد، ‬وأكد ‬مجموعة ‬من ‬سكان ‬الدواوير ‬في ‬تصريحات ‬متطابقة ‬أن ‬الأوضاع ‬بهذه ‬الدواوير ‬مرشحة ‬للتفاقم ‬في ‬غياب ‬أي ‬تصور ‬لحل ‬مشاكلهم.‬
سخط ‬على ‬المنتخبين ‬
لم ‬يسلم ‬العضوان ‬الممثلان ‬لسكان ‬هذه ‬الدواوير ‬العشوائية ‬بالمجلس ‬البلدي ‬لمدينة ‬الجديدة، ‬من ‬انتقادات ‬السكان ‬وخاصة ‬فئة ‬الشباب، ‬فحسب ‬تصريح ‬لشاب ‬في ‬العشرينيات ‬من ‬عمره ‬فإن ‬المنتخبين ‬يغادرون ‬المنطقة ‬بمجرد ‬نجاحهم ‬في ‬الانتخابات ‬الجماعية، ‬ووصف ‬هذا ‬الشاب ‬سكان ‬الدواوير ‬بالمنجم ‬الانتخابي ‬الذي ‬يتم ‬اللجوء ‬إليه ‬كلما ‬حل ‬موعد ‬الانتخابات ‬الجماعية ‬أو ‬التشريعية، ‬إذ ‬يستغل ‬المنتخبون ‬بساطة ‬السكان ‬ويطلقون ‬وعودهم ‬إليهم ‬التي ‬سرعان ‬ما ‬تتحول ‬إلى ‬مجرد ‬أحلام ‬لوعود ‬كاذبة، ‬وهدد ‬عدد ‬من ‬الشبان ‬الذين ‬التقتهم ‬الجريدة ‬بمقاطعة ‬الانتخابات ‬الجماعية ‬المقبلة ‬وطرد ‬أي ‬مرشح ‬قد ‬يأتي ‬لتجديد ‬وعوده ‬‮«‬المعسولة‮»‬ ‬لسكان ‬الدواوير ‬الملحقة ‬بالمدار ‬الحضري...‬يجمع ‬سكان ‬الدواوير ‬الملحقة ‬بالمدار ‬الحضري ‬لمدينة ‬الجديدة ‬على ‬مطلب ‬إعادة ‬الهيكلة ‬الشاملة ‬لإخراج ‬هذه ‬الجيوش ‬من ‬الأسر ‬من ‬دوامة ‬التهميش ‬الذي ‬دام ‬أزيد ‬من ‬30 ‬سنة ‬بحسب ‬تصريحات ‬السكان، ‬كما ‬يجمع ‬أغلب ‬السكان ‬أنهم ‬يشعرون ‬بالحكرة ‬والتهميش ‬كلما ‬زاروا ‬الشوارع ‬الرئيسية ‬المزينة ‬بالورود ‬والأضواء ‬الزرقاء ‬والتي ‬لا ‬تبعد ‬عن ‬دواويرهم ‬سوى ‬ببضعة ‬أمتار. ‬ووجه ‬سكان ‬هذه ‬الدواوير ‬نداءات ‬متطابقة ‬إلى ‬الجهات ‬العليا ‬من ‬أجل ‬التدخل ‬من ‬أجل ‬إخراج ‬مشروع ‬لإعادة ‬الهيكلة ‬الشاملة ‬لهذه ‬الدواوير ‬المهمشة ‬والمعزولة.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.