حركة تغييرات وصفتها مصادر «المساء» ب»المزلزلة» وواسعة النطاق شهدتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في اليومين الأخيرين، إذ بالموازاة مع الحرب المفتوحة التي دخل فيها محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون مع موظفين غاضبين تراوحت رحاها ما بين المحاكم الإدارية ومواقع التواصل الاجتماعي، فقد أشرف التامك على حفل تنصيب كاتب عام جديد للمندوبية العامة استقدم خصيصا من وزارة الداخلية يعول عليه المندوب العام في الدفع بمسلسل الإصلاح والقطع مع تركة العهد السابق، قطع بدا جليا من خلال إبعاد بعض المسؤولين الذين ظلوا يصولون ويجولون، وكانت له الكلمة الفصل في كل التعيينات والترقيات وكذا الجزاءات. كما استبعد صالح التامك يحيى أوعلي رئيس مصلحة تتبع المسار المهني لموظفي السجون، حيث كان الأخير في قلب عاصفة من الانتقادات، إذ تم تحميله مسؤولية عشرات قرارات النقل التي طالت موظفي عين السبع بالبيضاء. منصب رئيس مصلحة الموارد البشرية الذي ظل شاغرا بعد إحالة عبيد الله على التقاعد عين على رأسه مصطفى الفراخي الذي كان مشرفا على قسم محو الأمية بالمندوبية العامة وسوق صورة مندوبية السجون وإنجازاتها في مجال إعادة التأهيل. منصب رئيس قسم العمل الاجتماعي الذي ظل شاغرا أيضا بعد إحالة مصطفى حلمي مطلع السنة الجارية عين على رأسه الدكتور أعمار، هذا الأخير سبق وأن اشتغل إلى جانب محمد ليديدي المدير العام الأسبق لمديرية السجون، حيث أكدت المصادر ذاتها أن الرجل يجر وراءه سجلا من الإخفاقات أبرزها مشروع محاربة «السيدا بالساندويتشات» الذي أطلقه في العقد الأول من الألفية الثالثة، كما أن الفترة التي أدار فيها دفة مديرية السجون نيابة عن ليديدي عرفت تفجر أكبر فضائح السجون منها الإدارية والمالية وكذا الهروب الجماعي. مصادر من داخل مندوبية السجون قالت إنها « لا ترى أي قيمة مضافة في هذا التعيين بل هو تكريس لفشل التامك أمام تيار الصقور»، وهو ما تأكد جليا، بعد أن تم تعيين المرأة الحديدية على رأس مصلحة الضبط القضائي. وقد كان عدد من العاملين بالقطاع قد اعتبروا الإطاحة بها من على هرم مصلحة الترحيل «التي تبيض ذهبا» إنجازا يحتسب للتامك لكن عودتها دفع الجميع إلى الإجماع على أن مسلسل الإصلاح الذي يقوده التامك «قد توقف في منتصف الطريق وأن الصقور عائدون لا محالة». كما عين الزهري الذي تم استقدامه من المديرية الجهوية بسلا على رأس مصلحة سلامة السجناء والمؤسسات التي كان يعهد بتسييرها إلى سفيان أوعمرو الذي أقعده المرض. مصادر «المساء» المطلعة أكدت أن حالة من الترقب تسود وسط بناية المندوبية العامة بالرباط، فيما أجواء من الاستياء امتدت إلى المديريات الجهوية والمؤسسات السجنية عبر المملكة، على اعتبار أن تيار الصقور الذي «يقف» وراء دفع الموظفين لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة كالتلويح بالتظاهر، ورفع دعاوى قضائية، والاستنجاد بوزير وعد ب»كبح» جماح التامك وجعله يتراجع عن قرارات التنقيل، كلها إشارات تدل على أن التامك يخوض بمفرده حربا على أكثر من واجهة ربما تدفعه في الأخير إلى الاستقالة.