وزير النقل واللوجيستيك: الخط الجوي سيساهم في تقليص المسافات الزمنية وتسهيل تنقل المواطنين وتشجيع المبادرات الاقتصادية وتعزيز التنمية السياحة المحلية ورفع جاذبية السمارة كوجهة واعدة للاستثمار أشرف عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجيستيك، يوم الاثنين 10 نونبر الجاري رفقة والي جهة العيون الساقية الحمراء، وعامل إقليمالسمارة وحمدي ولد الرشيد والي الجهة، بحضور رؤساء مجموعة من الجماعات الترابية بإقليمالسمارة وشخصيات عسكرية ومدنية، على حفل إعطاء انطلاقة أولى الرحلات الجوية التجارية والمدنية التي تربط مدينة السمارة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، وذلك بمعدل رحلتين في الأسبوع.
الخط الجوي الجديد الذي تشرف الخطوط الجوية الملكية على تشغيله، يروم تعزيز الدينامية التي تشهدها مدينة السمارة، في خطوة نوعية تعكس بجلاء العناية الملكية المتواصلة للأقاليم الجنوبية للمملكة، وتعزيز التحولات البنيوية التي تساهم في تحقيق التنمية الشاملة، حيث في هذا الصدد، أكد وزير النقل واللوجستيك، في كلمة بالمناسبة، أن إطلاق هذا الخط يدخل في إطار السياسة الحكومية الرامية إلى تحسين ظروف تنقل المواطنين عبر كافة جهات المملكة، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية بالأقاليم الجنوبية، وذلك انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مشددا على أن الربط الجوي المنتظم بين الدارالبيضاءوالسمارة، سيساهم لامحالة في دعم الجاذبية الترابية للإقليم، وتسهيل تنقل الساكنة والمستثمرين، وتعزيز الاندماج الترابي للمملكة.
وأضاف وزير النقل واللوجستيك، أن مدينة السمارة تميزت تاريخيا بزخمها الديني وغناها الثقافي المتنوع، حيث تعد قبلة للعلماء والراغبين في كسب العلم والمعرفة، وهي أرض الزوايا والشرفاء، ووجهة للزوار المريدين ليتتلمذوا على يد شيوخ هذه الزوايا، على غرار الشيخ سيدي أحمد الرقيبي، والشيخ ماء العينين والشيخ سيدي أحمد العروسي وسيدي أحمد أوموسى مول لحصيات، مما أصبغها نعمة الاستحقاق للقب العاصمة العلمية والروحية للأقاليم الجنوبية، موضحا أن هذه المبادرة المباركة، تندرج في صميم الرؤية المتبصّرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي ما فتئ يولي عناية خاصة لتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال مشاريع كبرى تهدف إلى تحقيق الاندماج الاقتصادي والاجتماعي ضمن الدينامية الوطنية الشاملة، وتعزيز مكانة هذا الإقليم كبوابة نحو عمقها الإفريقي، مؤكدا أن هذا الخط الجوي الجديد، يعتبر أحد ثمار الرؤية الملكية المستنيرة التي تجسد العدالة المجالية، وتعزز فرص التنمية والتنقل والخدمات، وينضاف إلى صرح الإنجازات الكبرى التي تشهدها أقاليمنا الجنوبية في مختلف المجالات.
وأشار الوزير إلى أن هذا الحدث البارز، يأتي متزامنا مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، ومع الخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، بتاريخ 31 أكتوبر 2025، الذي قال فيه:"وبهذه المناسبة، يسعدني أن أتقاسم معك اليوم، مشاعر الارتياح، لمضمون القرار الأخير لمجلس الأمن...إننا نعيش مرحلة فاصلة، ومنعطفا حاسما، في تاريخ المغرب الحديث، فهناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده..."، مذكرا في السياق ذاته بأن جلالة الملك، قرر جعل 31 أكتوبر من كل سنة عيدا وطنيا تحت اسم "عيد الوحدة"، وذلك بما يحمله هذا العيد الوطني من رمزية ودلالات تحيل على قوة الوحدة الوطنية والترابية الراسخة للمملكة، موضحا أن إطلاق هذا الخط الجوي في هذا الظرف الوطني والدولي المميّز يحمل رمزية قوية تؤكد التلاحم بين التنمية والنصر الدبلوماسي والسيادة الوطنية، ومناسبة جامحة للتعبير عن التشبث بالمقدسات الوطنية للمملكة وحقوقها المشروعة، مواصلا قوله بالتأكيد على أن يجب الاحتفال بإطلاق الخط الجوي المنتظم الذي يربط مدينة السمارة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، مما سيساهم في تقليص المسافات الزمنية وتسهيل تنقل المواطنين، بالإضافة إلى تشجيع المبادرات الاقتصادية وتعزيز التنمية السياحة المحلية، وكذا رفع جاذبية السمارة كوجهة واعدة للاستثمار، بما يرسخ موقعها الاستراتيجي كحلقة محورية في الدينامية التنموية للأقاليم الجنوبية للمملكة، معتبرا أن نجاح هذا الخط الجديد هو ثمرة تعاون بناء بين كل من وزارة النقل واللوجستيك، ووزارة الداخلية، والوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بإدارة الدفاع الوطني، وجهة العيون الساقية الحمراء والمجلس الإقليمي للسمارة والمجلس الجماعي للسمارة والأمن الوطني، والدرك الملكي، والوقاية المدنية، والمكتب الوطني للمطارات، والخطوط الملكية المغربية، والسلطات المحلية، ومختلف الشركاء المؤسساتيين، في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى جعل النقل الجوي رافعةً حقيقيةً للتنمية المجالية.
أما عامل إقليمالسمارة، فقد وفي كلمة بالمناسبة، عبر عامل إقليمالسمارة عن "الاعتزاز الكبير بتحقق هذا الحلم الذي طال انتظاره، مؤكدا أن افتتاح المطار في وجه الملاحة المدنية يشكل لبنة استراتيجية ضمن رؤية تنموية شاملة، ومبرزاً أن هذه الخطوة تأتي منسجمة مع المبادرة الملكية الأطلسية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والرامية إلى جعل الأقاليم الجنوبية جسراً للتعاون الإفريقي الأطلسي ورافعة للتنمية المندمجة.
من جهته، لم يتررد حمدي ولد الرشيد رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، في تصريح لجريدة "العلم" في الإشادة بالجوانب الاقتصادية والتجارية التي سيساهم فيها الخط الجوي الجديد الذي يربط بين السمارةوالدارالبيضاء، على اعتبار أن الساكنة كانت تنتظره بشغف، مؤكدا في السياق ذاته على أنه سيسهم في عملية تسهيل تنقلات المواطنات والمواطنين، وتعزيز جاذبية الاستثمارات بجهة العيون الساقية الحمراء، مضيفا أن هذا الحدث جاء في الوقت المناسب لأنه يتزامن مع الذكرى الخميسن للمسيرة الخضراء، وعيد الوحدة الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، منوها بمساهمة كافة المتدخلين لتنزيل هذا الورش على أرض الواقع.
من جانبه، أشاد محمد سالم لبيهي، رئيس المجلس الإقليمي للسمارة، بالانخراط الجاد والتعاون المثمر بين مختلف المتدخلين لإنجاح هذا المشروع، مؤكدا أن افتتاح هذا الخط الجوي، يعتبر بمثابة ثمرة تنسيق مؤسساتي بين القطاعات الحكومية والهيئات المنتخبة والفاعلين المحليين، الذين اشتغلوا بروح وطنية عالية من أجل إنجاح هذا الورش الإستراتيجي الذي سيساهم في التنمية الشاملة.
أما رئيس جماعة السمارة مولاي إبراهيم الشريف، فقد أبرز في كلمته، التناغم والانسجام القائم بين المنظومتين المحلية والجهوية في خوض المعارك الدبلوماسية والتنموية على حد سواء، مؤكدا أن هذا الانسجام هو ما مكن إقليمالسمارة من تعزيز حضوره في مشاريع إستراتيجية بهذا الحجم، بما يخدم الساكنة ويكرس مكانة السمارة كعاصمة روحية ذات امتداد وطني وإفريقي.
يشار إلى أن موازاة مع إعطاء انطلاقة الخط الجوي الجديد بين السمارةوالدارالبيضاء، سيساهم مجموعة من المتدخلين في إنجاز التجهيزات الضرورية بمطار السمارة، من ضمنها بناء مركز المراقبة للدرك الملكي، وتهيئة المساحات الخضراء ووتهيئة مواقف السيارات بمدخل المطار وتتمة مشروع ربطه بقنوات الصرف الصحي ، وتخصيص حافلة لنقل الركاب إلى المطار وتهيئة وتجهيز المحطة الجوية، بالإضافة إلى تفعيل اتفاقية الشراكة مع شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية من أجل دعم النقل الجوي الداخلي في اتجاه مدينة السمارة، وهي الاتفاقية التي تروم تعزيز الربط بين إقليمالسمارة ومحور الدارالبيضاء، لتيسير تنقل المواطنين ، ودعم التنمية الاقتصادية عبر تشجيع القطاع السياحي، وتحسين جاذبية الاستثمار بإقليمالسمارة.