أدت أحداث عنف وشغب ونهب اندلعت، خلال لقاء تواصلي عقده حزب الأصالة والمعاصرة، عشية أول أمس الأربعاء، بالملعب البلدي بالقنيطرة، إلى إصابة شخصين بجروح متفاوتة، وإتلاف أربعة أجهزة تبريد خاصة بشركة للمشروبات الغازية، ولاسيما، بعدما عمت حالة من الفوضى فضاء الملعب، ساد معها الخوف والهلع بين أوساط الحاضرين، الذين فضل بعضهم الانسحاب من هذا اللقاء خوفا من تعرضه لمكروه. فبينما كان محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب التراكتور، منهمكا في ارتجال كلمة بمناسبة هذا التجمع الخطابي، الذي حضره قرابة ألفي شخص من مختلف مناطق جهة الغرب الشراردة بني احسن، تدافع العشرات من أنصاره، بينهم أطفال ونساء وشباب، نحو مستودع يوجد أسفل المدرجات، خصص لتوزيع قنينات المياه المعدنية والمشروبات بالمجان، مما أدى إلى تشابك بالأيدي بين المنظمين وبعض المواطنين الذين أصروا على أخذ حصتهم من هذه العملية، الأمر الذي أسفر عن سقوط العديد منهم على الأرض، فيما أصيب شاب، ينحدر من دوار أولاد سليمان بجماعة مشرع بلقصيري، بجروح خطيرة على مستوى رأسه، بعد تعرضه لاعتداء من طرف شخص آخر، قيل إنه قريب أحد مرشحي الحزب بالقنيطرة وتم نقل المعني بالأمر على وجه السرعة، بواسطة سيارة خاصة، إلى قسم المستعجلات التابع للمركز الاستشفائي الإدريسي لتلقي الإسعافات الضرورية. هذا في الوقت الذي طارد فيه العديد من حراس الأمن الخاص، الذين استعان بهم الحزب للإشراف على الجانب التنظيمي لهذا النشاط، مدير جريدة جهوية، كان بصدد تصوير مشاهد الفوضى والمشاجرات، وقاموا بمحاصرته، وتكسير هاتفه النقال، وتدخلوا بعنف في حقه، مادفعه إلى الفرار بجلده إلى داخل رقعة الملعب، عبر القفز من فوق سياجه الحديدي، ما تسبب في إصابته بجروح على مستوى يديه ووجهه، تلقى هو الآخر العلاجات الأولية في نفس المستشفى. ووجد بيد الله صعوبة بالغة في الاستمرار في تدخله، حيث كان يضطر في الكثير من الأحيان إلى التوقف، ودعوة مناضليه من الحاضرين بالمدرجات، إلى التزام الصمت والهدوء، بعدما عمت الفوضى المكان، مخاطبا إياهم بالقول: ماشي معقول هاد الشي، الله يخليكم، شويا ديال السكات، قبل أن يواصل حديثه عن ظروف نشأة وتأسيس الحزب، والمراحل العصيبة التي مر منها قبل ولادته، والأهداف التي جاء من أجلها، وسر تميزه عن باقي الأحزاب المغربية، والخصال النضالية للأعضاء المؤسسين له، وخصائص هيكلته وتنظيمه، التي قال إنها مبنية على ترسيخ مبدأ الجهوية، وإشراك العنصر البشري وجعله محور كل البرامج التنموية. في حين كشف فؤاد عالي الهمة، الذي وصفه بعض أنصاره، خلال فتح باب المناقشة أمامهم، بالزعيم الأكبر الذي خلخل المشهد السياسي المحتضر، بأن بعض الجهات، لم يسمِّيها، قد حذرته، قبل مجيئه للقنيطرة، بوجود مؤامرات تحاك ضد حزبه خلال هذا التجمع، بغية إفشاله ونسفه، وقال لقد وصونا بأن هذا اللقاء سيكون خطيرا، وبأننا مستهدفون، وهو ما حدث بالفعل، من خلال بعض المناوشات التي تقف من ورائها لوبيات سخرت ضدنا. وأضاف الهمة نحن محاربون، لأننا جئنا بمقاربة جديدة، لأننا غاديين نْحَلُو للمواطنين عينيهوم، لأننا غاديين نحررو المغاربة من التبليد، راهوم بلدونا، حنا كنا معقدين، مكانقدروش نتكلمو، حشمانين، رغم أن الدستور ديالنا ضمن لينا الحرية، أنا براسي ماكنتش نقدر نهدر قدام المواطنين، ونهز الميكرو». وحول الانتقادات الموجهة إلى حزبه بخصوص تزكيته لمرشحين وصفوا بالمشبوهين، أوضح المتحدث أن حزب الأصالة والمعاصرة فتح الباب على مصراعيه أمام الجميع، وانفتح على اليمين واليسار، إيمانا منه بأن القضاء وحده من يملك حق الحكم على الأفراد عما إذا كانوا من الخيرين أم من الأشرار، بيد، أنه استطرد قائلا بالطبع، حنا غاديين نغربلو من بعد، مرشحونا وقعوا على ميثاق شرف، حنا معندنا مانخبيو، اللي خرج على الطريق، غاديين نفضحوه بكل الوسائل، بينها الصحافة. وعقب نهاية أشغال هذا اللقاء التواصلي، الذي التزمت فيه ولاية أمن القنيطرة الحياد المطلق، قاد مجموعة من الشبان والنساء، أعمال نهب طالت محتوى ثلاجات، كانت مملوءة عن آخرها بقنينات من المشروبات الغازية والمياه المعدنية، وضعت رهن إشارة الحاضرين، فيما استطاع البعض منهم اقتحام مكان خصص لتخزين تلك المواد، وقاموا بالاستيلاء بالقوة على كمية كبيرة منها.