كشفت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» عن معطيات مقلقلة بشأن نسبة الرضاعة الطبيعية المطلقة في المغرب، إذ أوضحت المنظمة، في تقرير أصدرته أول أمس الثلاثاء، أن الأرقام في المغرب تبقى مقلقة، إذ أن نسبة الأمهات اللواتي يعتمدن الرضاعة الطبيعية بشكل مطلق خلال الستة أشهر الأولى لا تتجاوز 27.8 في المائة، وأن الرضاعة خلال النصف ساعة الأولى بعد الوضع تقارب 26.8 في المائة. وتوقفت الهيئة الأممية عند إشكالية الرضاعة لأطفال النساء العاملات. وأكدت في هذا السياق أن مدونة الشغل المغربية تمنح المرأة الحق في «ساعة الرضاعة» خلال ال12 شهرا التي تعقب استئنافها للعمل بعد الوضع، وبأن كل مؤسسة تشغل 50 أجيرا على الأقل يجب أن تتوفر على غرفة خاصة بالرضاعة. بيد أن هذه المقتضيات تبقى غير مفعلة على أرض الواقع بنسبة كبيرة، حيث طالبت ال»يونيسيف» بضرورة تقوية هذه المقتضيات بإجراءات من شأنها أن تمنح كل أم الحق في إرضاع مولودها. ومن جهتها، سجلت ممثلة المنظمة الأممية في الرباط، ريجينا دو دومينيسيس، أن الرضاعة الطبيعية تساعد الأطفال على العيش والنماء، لكونها تسمح لهم بمقاومة الأمراض المعدية بشكل أفضل، وتوفر المواد الغذائية الأساسية لتطورهم في المراحل الأولى من عمرهم، بل إن الرضاعة الطبيعية لها مزايا كبيرة على حياة الطفل. وأشارت إلى أن دراسة حديثة أظهرت أن الأطفال الذين منح لهم حليب الأم خلال السنة الأولى بقوا في المدرسة لمدة أطول، وحصلوا على نتائج أعلى من أولائك الذين لم تتجاوز مدة إرضاعهم طبيعيا شهرا واحدا. وأضافت أن جمعية الصحة العالمية وضعت هدفا عالميا لرفع نسبة الرضاعة الطبيعية للأطفال أقل من 6 سنوات ل50 في المائة على الأقل بحلول سنة 2025. وحسب معطيات صادرة عن وزارة الصحة، فقد تراجعت نسبة الرضاعة الطبيعية المطلقة بشكل ملحوظ، إذ أن نسبة الأطفال المستفيدين منها، خلال الأشهر الستة الأولى، انخفضت من 52 في المائة سنة 1992 إلى 32 في المائة سنة 2004، ثم 27.8 في المائة سنة 2011. ويعزى هذا التراجع، حسب وزارة الصحة، إلى تغير أنماط العيش بالوسط الحضري خاصة، وانتشار بعض الاعتقادات الخاطئة لدى الأمهات حول عدم كفاية حليب الأم كغذاء وحيد للرضع، في حين أن كل المعطيات العلمية والتوصيات تدعو إلى الإرضاع المطلق بحليب الأم طيلة الستة أشهر الأولى.