استبعد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أي تحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة، حيث قال خلال لقاء عقده بطلب من بعض الصحافيين أول أمس بمنزله بالرباط «لا أتصور بعد ما وقع بيننا أن يؤدي ذلك إلى أي تحالف، وليس هناك من سيفرض علينا ذلك، ولو اضطررنا إلى إعادة الانتخابات»، قبل أن يؤكد أن «البيجيدي» لا يرى نفسه بالضرورة داخل الحكومة، وأنه لا مانع من الخروج إلى المعارضة. وفي جوابه عن سؤال يتعلق بالهجوم الأخير على الأصالة والمعاصرة، قال بنكيران إن خطابه كان دائما حادا ضد حزب «البام» منذ خرجة فؤاد عالي الهمة على القناة الثانية، حيث كشف عن اتصال تلقاه سعد الدين العثماني حينها من القصر الملكي مفاده أن القصر ليس مسؤولا عن كلام الهمة. وأضاف أنه كان يرغب آنذاك في أن يرد على الهمة عن طريق القناة الثانية، غير أن الحزب منعه، واختار عزيز رباح الذي رد بطريقة فيها تلطف، يقول بنكيران، مشيرا إلى أنه رد بعد ذلك بطريقة قاسية عن طريق «المساء». وأوضح بنكيران أنه ليس ضد حزب الأصالة والمعاصرة لأنه يريد الدفاع عن أصحاب «الكيف» أو الحريات الفردية لأن تلك أفكار سياسية توجد في العالم، لكنه يفعل ذلك لأنه يعتبر حزب «البام» حزبا غير طبيعي أربك المعادلة السياسية سنة 2009 باستعماله العنف والمال وتخويف السياسيين. من جهة أخرى، بعث بنكيران رسائل إلى حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، حيث اعتبر أن «البيجيدي» وحزب «الميزان» إخوة لا يمكن التفرقة بينهم، غير أنه استغرب خرجة حميد شباط، الأمين العام لحزب االإستقلال، التي غازل فيها حزب الأصالة والمعاصرة، حيث قال: «لو كنت مكانه لوضعت المفاتيح. برافو شباط. الرجولة ليست مواجهة بنكيران، بل مواجهة اللي مرمدك وأخرجك من الحكومة». ووصف بنكيران حزب الاتحاد الاشتراكي بالمدرسة التي كانت تنال تعاطف الشعب، محذرا لشكر من أي تحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة. وأكد أن أحد القياديين الاتحاديين أبلغ سعد الدين العثماني أن اللقاء بين حزب «الوردة» و»البام» ليس بهدف التحالف، بل مناقشة الأمور التي لها علاقة بالقوانين الانتخابية. أما بخصوص الإضراب العام الأخير، فأشار رئيس الحكومة إلى أنه فوجئ بدخول جهات على الإضراب، ومنها القناة الثانية، التي قال إن ولاءها معروف وهواها مع ما سماها «الجهات المعلومة» و«الحزب المعلوم»، في إشارة منه إلى حزب الأصالة والمعاصرة، داعيا النقابيين إلى الانتباه إلى هذا الأمر. وفيما يتعلق بتأجيل مؤتمر حزب «المصباح» إلى ما بعد الانتخابات والجدل الدائر حول ما إذا كان سيصبح رئيس حكومة لولاية ثانية والتمديد له كأمين عام لحزب العدالة والتنمية، قال بنكيران إن «الملك هو من سيختار رئيس الحكومة في حالة ما كان الحزب هو الأول كما هو متوقع. أما قرار تغيير القوانين الحزبية من أجل التمديد فإن الأمور لم تتضح بعد، ولن أتدخل في هذا، فلينظروا إلى مصلحة الحزب وليقرروا، ولست من الذين يطلبون الحزب ليمدد لهم، فالله خلق الكون ولم أطلب منه أن أكون رئيس حزب أو رئيس حكومة، لأن ثقافتي تمنع عني ذلك، وكل ما أطلب من الله هو الرزق والجنة والنجاة من النار». وبخصوص موقف حزب العدالة والتنمية من العتبة، أكد بنكيران أن حزبه سيدافع عن العتبة، غير أنه لا يغلق الباب، ولن يتصرف كرئيس حزب، بل كرئيس حكومة في هذا الإطار، موضحا أن العتبة تحرم فئات اجتماعية غير ممثلة في البرلمان، قبل أن يؤكد أن هذا الكلام معقول، لكنه يطرح مشكل البلقنة، يضيف بنكيران. من جهة أخرى، تطرق بنكيران إلى سبب غضبه على رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية، قائلا: «كان يسير وزارته دون أن ينتبه أن لديه رئيس حكومة»، مضيفا «كلمته بعد اتخاذه قرارا يتعلق باللغة العربية، أثار ردود فعل، واشتكى بالمجلس الحكومي أنه تم تركه لوحده فقلت له كان عليك الاستشارة». وأوضح بنكيران أنه ما زال متشبثا بالرسالة التي وجهها إليه بشأن إلغاء اعتماد الفرنسية في بعض المواد في انتظار صدور القانون الإطار. أما بخصوص رأيه في الهجوم الذي شنه صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، على الحزب، فقال بنكيران: «لم ألتقه بعد، غير أني تلقيت اتصالا هاتفيا منه يؤكد أن كلامه تم تأويله».وفي ما يتعلق بملف الأساتذة أكد بنكيران على أنه لا حل للحكومة سوى ما اقترحه والي الرباط، والذي يعتبر في نظره استجاب لمطالب هؤلاء الطلبة، موضحا أن هذه الفئة لا تشعر بالخسارة المُقبلة عليها لأنها ستفقد الحق في الوظيفة.