احتضنت مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان، مساء الجمعة، فعاليات الدورة التاسعة من ليلة الشعر العربي، التي تنظمها دار الشعر بتطوان، احتفاء بالتجارب الشعربية من مختلف جغرافيات وطن لغة الضاد. واحتفت هذه الليلة، التي تروم تسليط الضوء على سحر القصيدة العربية، بتجارب متميزة لأصوات الشعر العربي المعاصر، قادمة من السودان والعراق لتلتقي بتطوان المبدعة. وأحيى هذه الأمسية نخبة من الشعراء العرب، حيث افتتح الشاعر العراقي حسام الدين نايف الأمسية بإلقاء قصائد مختارة من ديوانه "أنا لم أمت يا صانع التماثيل"، حاملا الحضور في رحلة عبر مشاهد الاغتراب وألم المنفى، تلته الشاعرة التطوانية أمينة الجباري، التي ألقت نصوصا شعرية من دواوينها "ممرات ضيقة" و "عناق الريح" و"ياسمين تخلع جلباب القبيلة"، ليختتم الشاعر والدبلوماسي السوداني بدر الدين عبد الله الأمسية بباقة من قصائده المنتقاة من دواوينه "منحدرات الكاكاو"، و "توابل موسيقية"، و "مشغول بأحزان الأرض"، و"أبناء الشجر العاري". وقد أضفت الفنانة صليحة الوزاني على هذه الليلة لمسة موسيقية ساحرة، من خلال وصلات مستوحاة من روائع الشعر العربي، تمزج بين التراث التطواني، وفن الحضرة، والطرب الأندلسي والعربي الأصيل. في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مدير دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، أن هذه الفعالية أضحت محطة ثقافية سنوية بارزة، تستضيف خلالها تطوان شعراء من مختلف البلدان العربية والقارات الشعرية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تعد فرصة ثمينة للتلاقي والتفاعل بين الشعراء المغاربة ونظرائهم العرب، في إطار انتماء مشترك لوطن شعري رحب، متعدد الأصوات والجغرافيات والأساليب. وتعتبر ليلة الشعر العربي إحدى التظاهرات المميزة التي دأبت دار الشعر بتطوان على تنظيمها منذ سنة 2016، إلى جانب سلسلة من الفعاليات الأخرى، مثل ليالي الزجل، ليلة الملحون، ليلة الشعر الأمازيغي، ليلة الأندلس، ليالي الشعر العالمي، بالإضافة إلى أنشطة متنوعة كحدائق الشعر، وتوقيعات، والأطلال (قراءات شعرية في مواقع أثرية)، وبحور الشعر، وشاعر في الذاكرة، وليلة المبدعات، وملتقى الشعر والتشكيل، وملتقى الشعر والمسرح، وملتقى زرقاء اليمامة. وقد جابت هذه التظاهرات مدنا عديدة بالمملكة بمشاركة شعراء من أكثر من عشرين دولة، وعدد كبير من الشعراء المغاربة، ممثلين مختلف الأجيال والتيارات الشعرية. وليلة الشعر العربي ليست مجرد أمسية فنية، بل هي فضاء حي للقاء بين الشعر وجمهوره، وبين القصيدة والموسيقى، في احتفال بالهوية الثقافية والإبداع العربي.