بلغ ملف الصحراء المغربية مستوى خطيرا من التوتر، فالأنباء الواردة من الأممالمتحدة تفيد بأن بان كيمون ومبعوثه الشخصي كريستوفر روس يعدان العدة للإعلان عن مقترح جديد لحل الأزمة يمكن أن يهدد بشكل كبير سيادة المغرب على صحرائه. عبقرية الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يبدو أنه تحول إلى عجينة طيعة في يد وسيطه في المنطقة، ومن خلفه الجزائر ومن يوالونها، تفتقت عن حل يعتبره «مبتكرا» مستوحى من نموذج «الكومنولث»، وهو الحل الذي تدافع عنه خلف الستار بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية بشدة. «البوليساريو» من جهتها، تحاول الآن الركوب على هذا المقترح والضغط من أجل الإعلان عنه، خاصة بعد التصعيد المغربي تجاه بان كيمون، وهو ما جسدته تصريحات ممثل الجبهة الانفصالية بمنظمة الأممالمتحدة، أحمد بخاري، حين قال: «خروج المينورسو من مناطق الصحراء سيفتح الباب لاستئناف الحرب ضد المملكة المغربية»، منتقدا قرار المغرب القاضي بتقليص جزء كبير من المكون المدني، وخاصة منه الشق السياسي للمينورسو، وإلغاء المساهمات الإدارية التي تقدمها المملكة لسير عمل البعثة. صحيح أن مجلس الأمن أمسك العصا من الوسط، أول أمس الخميس، خلال جلسته الطارئة حول الصحراء المغربية، والتي خرج خلالها المغرب بأقل الخسائر، لكن يبدو أن المعركة ستحتدم خلال الأيام المقبلة، وسيكون المغرب مجبرا على إخراج كل أوراقه للضغط في اتجاه إبطال مفعول القنبلة الموقوتة التي يحاول الأمين العام للأمم المتحدة زرعها في الصحراء قبل إنهاء ولايته.