لم أجد أية صعوبة في الإندماج والإنخراط في مشروع النادي الصيني الإحتراف عالم كبير موصوف بالمهنية والإنضباط أقوى رد على أي انتقاد هو توقيع الأهداف والثقة بالنفس ألعب على لقب الهداف ولقب البطولة سأقاوم الصعاب لأكون دوليا من قيمة عالية
عبد الرزاق حمد الله يفتح أكثر من هامش ويقدم أكثر من رأي ويكشف أكثر من حقيقة حول عبوره الجديد في واحدة من البطولات الأسيوية الأكثر جذبا وقيمة وشأنا عاليا برغم المقارنات المتباعدة مع البطولة النرويجية. حمد الله يفتح قلبه لقرائه وعشاقه بالمغرب للإستفسار على واقعه الحالي بنادي غوانزو الصيني، وقلبه محمول بجاذبية الحب العذري لبلاده واسرته وفريقه الوطني، ترى كيف عاش قصة البداية الأسيوية؟ وكيف سكب أهدافه على الإنتقادات الأولى بطراز المهارة؟ وبماذ ا يحلم أصلا في مشروعه الأسيوي بمدينة 18 مليون نسمة؟ تعالوا نقرأ الحوار الإنفرادي لبطل مغربي يغزو شباك الصين برجل مغربية تصدح أهدافا ومتعة.. المنتخب: بداية، كيف يقرأ حمد الله تواجده بالصين ومع أجواء مغايرة عن المغرب والنرويج؟ حمد الله: إن تحدثنا عن الأجواء، فهي أكثر من رائعة في بلد أناسه طيبون، وكنت بالفعل متخوفا من كيفية التطبع والإنسجام مع الأجواء المحيطة بالنادي واللاعبين وحتى الجماهير التي بدأت أستأنس بها على مستوى المناصرة والدعم المعنوي، أما على مستوى فريق غوانزو، فلم أجد أية صعوبة في الإندماج والإنخراط في مشروع النادي علما أنه يتوفر على لاعبين جيدين يجمعهم هم واحد ألا وهو شعار الفريق والدفاع عليه لإرضاء جماهيره الغفيرة التي تحج بكثرة لمساندتنا في المباريات الرسمية وحتى في التداريب، كما أنني وقفت على حسن الإحترام والضيافة والروح الرياضية العالية التي يتمتع بها الجمهور الصيني بصفة عامة ولمحبي فريق غوانزوا بصفة خاصة، وكرة القدم ليس لها حدود ولها شعار واحد هو الروح الرياضية وروح الأفراح كما هي روح تقبل الهزيمة. المنتخب: قد يكون عامل اللغة الصينية مؤثرا على مستوى التواصل مع مكونات الفريق وحتى مع المجتمع الصيني؟ حمد الله: لا أخفيك أن هذه المشكلة كانت تؤرقني قبل الإنضمام إلى الفريق، لكن حينما واجهت الواقع تغيرت النظرة لأنني وجدت الفريق بكامله يتحدث الأنجليزية ولم أجد أية صعوبة في التواصل مع الجميع وبخاصة اللاعبين والمدرب في سياق مألوف العمل اليومي، كما أنني وجدت اللاعب الدانماركي كين إيلسوا الذي تربطه علاقة كبيرة مع العديد من اللاعبين المغاربة أكبر محفز لي في عملية التواصل وهو من أتحدث معه و يقربني إلى كل شيء في الملعب وخارجه، وتلك نقطة إيجابية في نظري. المنتخب: داخل هذا البلد الأسيوي وبمدينته العملاقة غوانزو، ألم يشعرك واقع الحياة بالعزلة؟ حمد الله: أبدا، أولا هناك وازع ديني بيني وبين خالقي أؤديه يوميا وهي الصلوات الخمس مع تلاوة القرآن الكريم، وهذه الأشياء تأخذ مني حيزا زمنيا مهما، وما تبقى لي من الوقت بعد التداريب أخرج رفقة صديقي الدانماركي كين إيلسوا لقضاء حاجياتنا المنزلية والتعرف على المدينة وطقوس أهلها التي أتواجد بها والتقاليد الصينية، بالإضافة إلى الاحتكاك مع محبي الفريق الذين يعشقون الجميع ويحيطونهم بعناية كبيرة واحترام جيد.. ومن جهة أخرى فمدينة غوانزو عملاقة بتعدادها السكاني الذي يصل إلى 18 مليون نسمة، وهي جميلة ورائعة وجامعة لمختلف الحضارات والأجناس واللغات، هناك أيضا مغاربة وعرب إنسجموا بسرعة حتى على مستوى اللغة الأنجليزية، وهناك مطاعم ومحلات تجارية وغيرها من الأشياء التي تجعلك لا تشعر بالغربة. المنتخب: ما هي الأشياء التي تغيرت بعد دخولك عالم الإحتراف؟ حمد الله: بداية لا بد من الإشارة على أنني تربيت وسط أسرة متواضعة وكان والدي عاملا بالمجمع الشريف للفوسفاط بمدينة اليوسفية التي تجعل من حمد الله إبن ذلك الشارع المسفيوي الذي تجمعني فيه مع الأصدقاء العديد من الألعاب التقليدية في الحي، أما على مستوى دخول عالم الإحتراف، فهو عالم موصوف بالمهنية والعطاء أكثر والإستفادة الكبيرة من مخزون المدربين الكبار ودرجة الإستيعاب التكتيكي والحرص على التنظيم الحياتي لجوانب الكرة، وما دمت ولله الحمد أتمتع بصحة جيدة وقادر على الركض والممارسة فلأنني أحترم الميدان واللعبة التي نضمن منها عيشنا الكريم لأن لاعب كرة القدم مهدد في كل لحظة بالإعتزال بداعي الإصابة التي من الممكن أن يتعرض لها في أية لحظة. المنتخب: ماذا عن حالتك الصحية بعد الإصابة التي تعرضت لها مؤخرا؟ حمد الله: الحمد لله هي إصابة خفيفة ستغيبني عن غوانزو لمدة أسبوع أو أسبوعين على أبعد تقدير بعد سلسلة من الفحوصات الطبية التي خضغت لها مؤخرا، وكان الطاقم الطبي للفريق قد نصحني للخلود للراحة حسب المدة المذكورة على أن أعود للتداريب بشكل عادي مطلع هذا الأسبوع، وأنتم تعرفون تداعيات الإصابة في الكاحل حتى وإن كانت خفيفة، ومن الأفضل أن أخضع إلى الراحة على أن ألعب مصابا وتتفاقم الإصابة على نحو خطير. المنتخب: في البداية جرى الحديث في الصحافة الصينية عن انتقادات حادة لأداء حمد الله الفاتر مع أنه أتى بعرض مالي كبير؟ حمد الله: ليس إلى هذه الدرجة من القساوة، علما أن ما هو متداول هناك أن من يأتي بقيمة مالية عالية، لا بد أن يقدم الإضافة ويكون في أفضل حالاته، ومع أنني كنت معنيا بالأمر، كان علي أن أبذل كل ما في وسعي للإنسجام مع الفريق في تداريبه ومبارياته الرسمية، وحتى المدرب إريكسون كان يساندني معنويا للوصول إلى حقيقة الإنطلاق الفعلي مع الأهداف، وهو ما حصل بالفعل في المحطات التي سجلت فيها أهدافي الثمانية في وقت قياسي. المنتخب: على ذكر المدرب إريكسون كواحد من أشهر المدربين في العالم، هل كان له تأييد معنوي حول ما حصل لك في البداية؟ حمد الله : عادة ما يكون المدرب سندا لكل اللاعبين الذين يصنعون له النتيجة في أية مباراة، وعلاقتي بهذا الرجل توطدت أكثر عندما وثق في كفاءتي رغم عدم توصلي إلى تسجيل الأهداف التي اختارني من أجلها كقناص فعلي، وبدعمه المعنوي وفهمي الجيد للغة الأنجليزية، قدمت له الهدية ولجمهور غوانزو ثلاثية مضاعفة في أسبوعين كرقم لا يأتي إلا ناذرا، ما يعني أن الإنتقاد تحول إلى إرادة معنوية أكسبتني ثقة بنفسي ووضعتني على صدارة الهدافين. المنتخب: من خلال حضورك في تجربة احترافية أخرى، هل يمكن أن يضع حمد الله مقارنات حول البطولات التي لعب بها حتى الآن؟ حمد الله : المقارنات تختلف طبعا من بلد إلى آخر، فالبطولة المغربية ما زالت في طريقها نحو الإحتراف، وهذا يتطلب عملا كبيرا من القمة إلى القاعدة، وبموارد بشرية وإمكانيات مادية وبنيات تحتية في مستوى التطلعات، أما البطولة النرويجية هي بطولة منتعشة بفضل الظروف المناسبة التي تتوفر عليها الأندية هناك، كل شيء متواجد، الملاعب ، المال والإدارة، وهذه الأشياء هي الأهم في الرفع من مستوى اللعبة، أما فيما يخص البطولة الصينية التي أكتشفها الآن، فممارستها بهذا البلد شيء جميل ورائع، وكل الشروط مطروحة للعب بروح الإنضباط والمسؤولية، والعمل الجيد، والإحتراف بمعنى الكلمة، ويظهر ذلك من خلال العمل الذي تقوم به جميع مكونات الفريق، إدارة ومكتبا وطاقما تقنيا ولاعبين وجمهور وحتى الإعلام، وهذا ما يجعل البطولة الصينية ترقى إلى المستوى العالي إن لم نقل العالمي. المنتخب: دائما على صعيد المقارنات، أليس هناك فرقا بين فريقي «غوانز إيفر» و»غوانزو إير إيف» على مستوى رسم خارطة طريق الأهداف؟ حمد الله: طبعا هناك مقارنات واضحة بين الفريقين على مستوى الإنجازات التي حققها «غوانزو إيفر» الذي يدربه الإيطالي مارشيلو ليبي والذي كان حاضرا بالمغرب خلال الكأس العالمية للأندية، وهذا الفريق حاز على ثلاث بطولات متتالية، وهو من يقود صدارة البطولة الحالية، وله قاعدة جماهيرية كبيرة وشهرة أسيوية، وله من المؤهلات ما تجعله بطلا للمقومات المذكورة، لكن بالنسبة لفريقي وإن كان لا يملك ألقابا، فله طموح أكبر لخوض مسار البطولة بوجه مغاير ومنافسة شرسة لإنتزاع لقب البطولة والمشاركة في عصبة البطال الأسيوية، ولهذا الغرض كان لتعاقد النادي مع بعض الوجوه البرازيلية والكورية والدانماركية ومع شخصي طبعا توجها استراتيجيا للعب الأدوار الكبرى. المنتخب: هل يمكن القول أن الكرة الأسيوية متفوقة بالمقارنة مع البطولة النرويجية؟ حمد الله: بالفعل، هذا ما ألمسه على أرض الواقع، هناك تفوقا كبيرا للكرة الأسيوية على البطولة النرويجية من خلال حضور كبار المدربين وأسماء عالمية وقيمة مالية قد تكون خيالية، وأداء كروي عال ربما سيرقى إلى العالمية في السنوات القادمة، وكل ما هو احترافي موجود بالصين، وأعتقد أن الكرة الصينية في تطور كبير من خلال تطور أنديتها ودخولها إلى العالمية من باب انتداب كبار اللاعبين والمدربين. المنتخب: بالأرقام سجلت ثمانية أهداف في ست مباريات، هل يعني أن حمد الله وجد ضالته بآسيا مقارنة مع النرويج التي كان فيها قريبا من التتويج كهداف؟ حمد الله: بنفس الطموح، أرى نفسي هدافا في كل مكان، وبالنرويج كنت أقرب إلى التتويج الفعلي بلقب الهداف، حيث سجلت 15 هدفا، وأنا هنا بالصين أطمح للوصول إلى هذا الرقم أو أكثر لأنني كنت وما زلت أتنفس الأهداف التي ولدت من أجلها في كرة القدم، وربما أعتبر ما سجلته الآن هو نصف السلة، ولكن ما هي إلا البداية، وأرى نفسي مؤهلا للوصول إلى حصة كبيرة آمل أن أحققها من دون أصاب بمكروه الإصابات، لقب الهداف الدوري الصيني يستهويني لأن هدفي هو تحقيق الإنجازات الجماعية. المنتخب: كيف ينظر حمد الله لمستقبل المنتخب الوطني في ظل الظرفية الحالية؟ حمد الله: هي ظرفية صعبة بالفعل يعيشها الفريق الوطني وهو مقبل على تنظيم كأس إفريقيا ببلادنا الموسم القادم، لكنني متفائل جدا بالعهد الجديد الذي أفرزه الجمع العام الأخير للجامعة بعد انتخاب رئيس جديد، وأعتقد بأن الأمور ستكون أفضل مما كان عليه الوضع سابقا، لكن لا بد من جمع شمل الفريق الوطني والبحث عن مدرب كبير قادر على تحمل المسؤولية بكل جدية، وانطلاق العمل والتربصات واستقطاب العديد من اللاعبين الذين يخضعون لضغوطات البلدان التي يمارسون فيها اللعبة لحمل قميص فرقها بدلا من حمل القميص الوطني.. ومن جانب آخر الشعب المغربي منهار من المشاركات المتواضعة ويرى في الحدث القاري المقبل فرصة هامة لإستعادة الثقة ونيل اللقب خاصة وأن خزينة الفريق الوطني تحتاج كثيرا لهذا اللقب بعد الأول سنة 76 بأديس أبابا، لذا يجب التحضير الجيد والشعور بالمسؤولية ناهيك عن اللعب بحماس من أجل تحقيق الهدف المنشود. المنتخب: اليوم ستتغير الأمور بتوجه جديد قد يمنحك استحقاقا دوليا مع الناخب القادم، هل تعي ما معنى أن تكون دوليا؟ حمد الله: سأنسى الماضي رغم أنني كنت كل يوم أتطلع للمناداة علي بالفريق الوطني الذي غبت عنه بعدما تكرر سيناريو إقصاء الألعاب الأولمبية، لكنني راض بقضاء الله وبعون الله سأقاوم كل الصعاب، وسأشتغل جيدا رفقة فريقي غوانزوا لأكون جاهزا في المرحلة المقبلة مع المنتخب خاصة وأن نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها بلادنا لم يتبق على انطلاقها سوى شهور قليلة، لذا يجب على الجميع أن يتوحد بقوة الروح الوطنية للدفاع عن القميص الوطني لكي تبقى الكأس الإفريقية مغربية إن شاء الله، طبعا أدرك جيدا ما معنى أن تكون دوليا وما معنى أن تبلل القميص الوطني، وسأكون حريصا على الحضور الدائم في البطولة الصينية كهداف حقيقي ليس بفريق غوانزو ولكن بالفريق الوطني الذي أرى فيه نفسي كهداف يبحث عن الألقاب، وسأقاوم الصعاب لأكون دوليا من قيمة عالية. المنتخب: قلت بأنه لا بد من الإلتحام، ما الذي يغيب عن الفريق الوطني لكي يكون في الموعد؟ حمد الله: في البداية لا بد أن نساءل الجمهور المغربي ماذا ينقص الفريق الوطني لكي يعرف عن قرب ماذا يريد الشعب المغربي أصلا؟ ثانيا الفريق الوطني مقبل على تنظيم كأس إفريقيا ببلادنا وهو بحاجة ماسة لمدرب كبير ومحترف قادر على ربط التواصل التقني بين اللاعبين، ثالثا على المدرب أن يتعامل مع عقلية اللاعب المغربي المتمرس والقادم من مدارس مختلفة، حتى لا تحدث الهزات العنيفة كما حدث في أكثر المواقف حرجا، وما غاب عن الفريق الوطني هو التوحد والتلاحم والنتائج، ورب ضارة نافعة كما يقال، ونتمنى أن يكون عهد الأسود مصالحة مع الذات ومع جميع المغاربة. المنتخب: في هذا السياق، هل نملك حظوظا للظفر باللقب؟ حمد الله: كل شيء ممكن، والفريق الوطني سيكون مساندا بجماهيره وهو يلعب بأرضه، وما تتطلبه المرحلة هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بناخب وطني بمعية إدارة تقنية كبيرة ولاعبين من العيار الثقيل، فقط الفريق الوطني بحاجة إلى الإنطلاق بسرعة البحث عن الروافد التي تؤسس منتخبا متلاحما من خلال وضع خارطة طريق للتحضيرات والتربصات مع خلق أجواء مريحة بين جميع مكونات الفريق الفريق الوطني، وإذا توفرت للاعب الدولي كل الإمكانيات تنتعش مواهبه ويعطي الكثير. المنتخب: هل لديك فكرة عن ما يعيشه فريق أولمبيك أسفي؟ حمد الله: حقيقة أتحسر كثيرا لما يجري بأولمبيك أسفي الذي يملك كل الإمكانيات لكي يكون أقوى بكثير مما هو عليه الآن، فريق أسفي منظم بكل مقوماته ورجالاته ولاعبيه، وأتأسف كثيرا لوضعه الحالي، وآمل أن تتغير أحوال الفريق بجميع مكوناته ويقف الجميع جنبا لجنب لإنقاذ الفريق الذي هو ملك للمدينة بأكملها، لكن أين هو الآن؟ لا بد من تظافر الجهود والبحث عن الخلل وإصلاح ما يمكن إصلاحه للعودة إلى الأضواء، ولا يمكن أن أرى فريقي يلعب خارج دائرة الأضواء. المنتخب: ربما لك مساحة عشق لفريقك الأم حتى ولو كنت بعيدا عنه؟ حمد الله: فريقي الأم هو بمثابة مدرسة للتكوين وإنجاب لاعبين كبار من حمد الله وغيره، والفريق وجد نفسه في دوامة مكسورة بسبب قلة الإمكانيات المادية مع أنه يملك مخزونا من اللاعبين ما يجعله الأكثر قوة بعصبة دكالة عبدة، وخير دليل على ذلك هو تطعيم الفريق الأول للمدينة كل موسم بلاعبين أو ثلاثة، ومن هنا يتبين العمل الذي يقوم به المدرب الشاب عبد الإله الحصيني في تكوين اللاعبين، وأتمنى له التوفيق والإستمرار الجيد بمعية المكتب المسير. المنتخب: رغم بعد المسافة، هل تتابع البطولة الوطنية؟ حمد الله: بالفعل، فهي المدرسة التي حصلت بواسطتها على حلم الإحتراف، ورغم بعد المسافة والزمن بيننا أضحت المنظومة الجديدة في الإعلام والتواصل وسيلة للتعرف على دقائق الأمور في حينها، والبطولة الإحترافية لهذا الموسم إنتعشت كثيرا بفضل المنافسة القوية بين فرق المقدمة التي تتطلع للمشاركة في كأس العالم للأندية التي ستحتضنها بلادنا للمرة الثانية على التوالي بعد النجاج الكبير الذي حققته النسخة الأولى، وأبهر من خلالها فريق الرجاء البيضاوي العالم بأسره، فلقب هذا الموسم سينحصر بين المغرب التطواني والكوكب والرجاء في حالة إذا كانت هناك تعثرات للحمامة البيضاء، لكن مفاجأة هذا الموسم هو فريق الكوكب المراكشي الذي أبهر الجميع بقيادة المدرب الوطني الشاب هشام الدميعي، وأملي أن يكون أولمبيك أسفي ضامنا لبقائه في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها الآن. المنتخب: بكل صراحة من يعود له الفضل في مسارك الرياضي؟ حمد الله: في الحقيقة هناك العديد من الأسماء، وكل واحد منها في مكان معين بداية من عائلتي الصغيرة وأخي بالولايات المتحدة وطبعا هناك المدرب الشاب عبد الإله الحصيني الذي ساندني في بداية مساري الرياضي رفقة فريق نجم أسفي والملقب بالنجيمة، والذي وعدته وأنا في سن صغيرة بأنني سأكون لاعبا ألمعيا ودوليا في المستقبل، أيضا هناك المدير التقني للفئات الصغرى بأولمبيك أسفي الفرنسي صاحب الجنسية المغربية أنيس لوران بعد متابعته لي مع استقطابي لفريق الأولمبيك، وأيضا جميع مكونات الفريق الأول للأولمبيك بمن فيهم المكتب المسير بمعية الكاتب العام للفريق الغزناوي وأنور والرؤساء الذين تعاقبوا على الفريق وهم الحاج الوزاني وأبو الزاهير إلخ والمنخرطون والجمهور ورجال الإعلام وبعض رجالات النادي الذين يعملون في الخفاء والأب الروحي للفريق الذي كان دائما يزودني بمعلومات رياضية ونصائحه الجيدة أحمد غايبي رئيس المكتب المديري للفريق، وأخيرا تأتي مرحلة التغيير والإحتراف، وهنا أحيي كثيرا أخي وصديقي محمد بلمعاشي أحد أبناء مدينة أسفي الذي فتح لي باب الإحتراف بعد العقد الذي وقعته مع فريق أولسن النرويجي، وهذه هي سمة رجالات عبدة المخلصين لمدينتهم. المنتخب: هناك أخبار تؤكد بأن لديك عروضا أجنبية أخرى؟ حمد الله: أنا الآن مرتبط بفريق غوانزو الصيني وما زلت في بداية مشواري مع هذا الفريق، كل ما يستهويني هو الدفاع عن قميص الفريق الذي يتطلع لكسب العديد من الألقاب وأهمها المشاركة في كأس العالم للأندية بالمغرب، ولقب البطولة والكأس الصينية، كما أنني أعمل جاهدا للظفر بلقب هداف البطولة، هذه هي الأشياء الذي أرسمها أمامي، أما بالنسبة لعروض أخرى فهذه أخبار سابقة لأوانها ومن له الحق في ذلك هو الفريق، أنا أركز دائما على الأهم رفقة الفريق الذي يربطني به عقد احترافي لمدة ثلاث سنوات والذي يقوده السويدي سفين غوران إريكسون مدرب إنجلترا السابق. المنتخب: ما هي الرسالة التي يمكن أن توجهها للجمهور المسفيوي؟ حمد الله: من خلال جريدتكم التي تعرف إقبالا كبيرا لدى الجمهور المغربي واالمسفيوي بصفة خاصة، أود أن نطلب من جمهور المدينة أن يحج بكثرة لدعم فريقه لأنه في حاجة ماسة له للإبتعاد عن النزول، وبحضوره الكبير أكيد سيمنحه ثقة عالية لبذل مجهود أكثر من أجل ضمان البقاء، ولأنه يشكل للاعبين رقما بارزا وهاما في الفترة المقبلة لرفع معنوياته وتحفيزها لضمان الإستمرار في النتائج الجيدة. المنتخب: مساحة حرة.. حمد الله: في البداية أود أن أوجه تحياتي لأسرة جريدة المنتخب جريدة كل الرياضيين على تتبعها للاعبين المغاربة بالمهجر أينما كانوا، كما أود أن أشكركم على هذا الإتصال وأتمنى لكم التوفيق، وأطلب من الجماهير المسفيوية الوفية المزيد من الدعم والوقوف مع الفريق في هذه المرحلة الحاسمة لأن الجماهير العبدية هي سلاح الفريق داخل الملعب وخارجه، وعليهم مواصلة دعمهم لفريقهم، وإن كان ذلك يبقى رهينا بتغير أوضاع الفريق نحو الأفضل.