حراس في الأسر عانى مدربو حراس المرمى قبل أن يحجزوا لأنفسهم مكانة في الدورة التكوينية للحراس المنظمة من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. منذ أن أعلن عن موعد الدورة التكوينية رمى مدربو الحراس قفازات العمل، وارتموا على أقدام الأرض لصد تسديدة ضربة كرامتهم في الصميم. جامعة كرة القدم كعادتها، تجد متعة غريبة في تركيع اللاعبين القدامى، تعذبهم تنكل بهم تكتب القرارات بحبر السوط، تسدد في شباكهم أهداف الإنتقام والخديعة. تحول رزق الله رئيس ودادية المدربين المغاربة إلى حائط مبكى، في كل مساء يشرب قهوته بمقهى بشارع الزرقطوني بعلقم زيادة، في كل ليلة يستمع لضحايا المرمى، فيتحول المكان إلى ملحق لديوان المظاليم. راسلت الجامعة الأندية المغربية، وطلبت من كل نادي ترشيح مدربين للإستفادة من الدورة التدريبية، الرسالة شملت فرق القسمين الأول والثاني، لكنها أقصت حراس مرمى بدون فرق وحرمتهم من حق امتلاك رخصة تدريب الحراس، وحكمت عليهم بالتالي بالإقامة الجبرية في المقاهي. ولأن العديد من الحراس الدوليين السابقين لا يشتغلون في أنديتهم لأسباب يضيق المجال لسردها، فإن القرار حرمهم من التسلح بشهادة أشبه ببيرمي في زمن مدونة الكرة. تلقى ماندوزا شكاوى حراس دوليين كبنزكري وأسمار والشادلي وفوهامي والعراقي ولعباد وغيرهم من نجوم المرمى، وظل يبحث لهم عن مقعد في الطاولة الخلفية في قسم المدير الرياضي مورلان، لكن يبدو أن مفتش الجامعة الملكية المغربية يرفض الإكتظاظ، ولا يتردد في تدوين مخالفة كلما اكتشف حالة «سير شارج». ورغم أن الكرة المغربية أحوج لتجربة هؤلاء وغيرهم من حراس زمان، إلا أن الجامعة تريد إحترافا بلا ذاكرة، وتكوينا على المقاس لا يستفيد منه إلا التلاميذ النجباء. مسكين مدرب حراس هلال الناطور، فقد تلقى دعوة لحضور الدورة التكوينية، وحين حزم حقائبه إستعدادا للسطاج، قيل له عذرا «فريقك نزل إلى قسم الهواة»، فبحث عن قفاز يحطم به أسنان مورلان. ما ذنب هذا المدرب إذا سقط فريقه إلى قسم الهواة؟، هل هو مطالب بإنقاذه من النزول؟ هل يملك طوق نجاة؟ إسألوا الجامعة فهي صاحبة القرار الذي لا يقبل الاستئناف أو الطعن أو كلمة أوف، لأن أصحاب القرار في منزلة الوالدين، لا نقول لهم أف ولا ننهرهم ونقول لهم قولا كريما. أحد مدربي الحراس انتقل إلى الرباط، وسأل عضوا جامعيا عن سر إقصائه من لائحة المستفيدين من الدورة التكوينية، فقال له إن الدورة لن تضيف لك شيئا أنت أكثر تكوينا من المكون، فكون وعاد إلى أصدقائه يروي لهم شهادة الجامعة التي نالها قبل انطلاقة الدورة التكوينية. وجدت الإدارة التقنية صعوبة في تدبير الوضع، خاصة وأن فريقا كشباب المسيرة عندو الضرة حتى في مدربي الحراس، مدرب في العيون وآخر في ابن سليمان، وهي طريقة مثلى في ترشيد نفقات تذاكر سفر مدرب حراس. أحد المدربين اتصل هاتفيا بمورلان، وأفرغ في وجهه شحنة الغضب ولم يتوقف عن الشتم حتى فرغت التعبئة المضاعفة، ولأن مورلان لم يكن يفهم زخات الغضب القادمة من السماعة لأنها بالدارجة، فإنه اكتفى بترديد كلمة والو والو والو على شاكلة أغنية «مادونا والو والو». قال مورلان لأحد أصدقائه إن حراس المرمى لهم طبع حاد، يغضبون بسرعة ويفرحون بسرعة كالأطفال، واقترح تنظيم يوم دراسي لتأهيل هذه الفئة نفسانيا أولا، وكأنهم يعانون من ارتجاج في الدماغ بسبب ارتطام رؤوسهم بالقائمين بشكل دائم. مورلان تأخر في برمجة الدورة، لأن بعض الفرق قد تكون مجبرة على بدء تحضيراتها دون مدربي حراس، وبعض المسيرين قد يجدون في التكوين غير الملائم فرصة للاستغناء على مدرب شقي. مرة أخرى تبرهن الجامعة على حبها وتقديرها للاعبين القدامى، حين تقصيهم من الحق في التكوين ضدا على الدستور الذي باركوه، ومرة أخرى يتأكد أن إقصاء اللاعبين الدوليين من الحق في متابعة مباراة المنتخبين المغربي الجزائري، لم يكن سهوا بل كان لهوا. إرحموا من في المرمى يرحمكم من في السماء.